في تحرك علني هو الأول بعد جريمة عين إبل التي ذهب ضحيتها عضو المجلس المركزي في حزب القوات اللبنانية إلياس الحصروني، يستعد أهالي البلدة وعائلة الراحل الى الاحتجاج على الأرض، في خطوة تندرج في اطار “انتفاضتهم” على ممارسات “حزب الله” بعد أن ضاقوا ذرعاً من اسلوب قمعي، دفعهم أيضاً الى المطالبة للمرة الأولى بحماية “اليونيفيل” ضمن نطاق عملها بموجب البند 12 من القرار 1701، كما للبطريركية المارونية والقوى الأمنية، وكذلك متابعة التحقيق لجلاء الحقيقة.
لم ينجح المخطط بدفن جريمة الحصروني مع دفنه على اعتبار أنه قضى بـ”حادث سير”، كما اعتقد أهله وأبناء بلدته، فالمقاطع المسجلة على كاميرات مراقبة خاصة كشفت عن “كمين أمني” محكم التنفيذ تعرض له أشبه باغتيال مدبّر، إذ اتضح من الفيديو أن 3 سيارات شاركت في عملية الخطف، التي أشار الأهالي الى أنها ترافقت مع وجود سيارات أخرى كانت متوزعة على مفارق بعض الطرق حيث حاولت عرقلة السير من وإلى مكان عملية الخطف.
توجهت سهام الاتهام الى “حزب الله” القابض أمنياً على المنطقة بفعل تباين الموقف بين الضحية ونهج الحزب في رسالة اعتبرها الأهالي بأنها تندرج في سياق الترعيب الممارس ضد كل صوت معارض، بدليل محاولات طمس الجريمة وتزييف التقرير الطبي الذي أشار الى أنه تعرض لحادث طبيعي.
وفيما لا يزال الجميع يترقب نتائج التحقيق، بعد أن حصلت القوى الأمنية على كل تلك التسجيلات، وتواصل تحقيقاتها بإشراف النيابة العامة الاستئنافية في النبطية، يُنظّم أهالي البلدة وعائلة الحصروني تحركاً شعبياً الأحد احتجاجاً على مقتله، يبدأ من مدرسة الراهبات في البلدة وصولاً إلى قبر الشهداء، حيث سيكون النشاط بمثابة نقطة الانطلاق في رحلة المواجهة المباشرة مع الحزب، وسط ترقب لردة فعله على “انتفاضة” ضد وجوده وسلاحه في عقر داره.