أحدثت معلومات متداولة عن تجميد عضوية رئيس المجلس السياسي في حزب الله، إبراهيم أمين السيد، جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية، خصوصًا مع كونه أحد أبرز قيادات الحزب التاريخية والخليفة المحتمل للأمينين العامين الراحلين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين. وبينما تحدّثت تسريبات عن “عقوبة تنظيمية” بحقه بسبب ما وُصف بـ”الغياب عن واجباته في ظل التصعيد مع إسرائيل”، خرج الحزب عن صمته نافيًا هذه المعلومات، مؤكدًا استمرار السيد في مهامه القيادية، ومتوعدًا من يقف خلف ما اعتبره حملة افتراءات.
بحسب ما كشفت صحيفة «النهار» الجمعة، أثار غياب «القيادي المخضرم» تساؤلات عن خفايا ابتعاده عن الصورة، خصوصا إنه «واحد من الشخصيات المحورية» في حزب الله.
عليه، كشفت الصحيفة عن ما أسمتها «أوساط إعلامية على صلة بجوّ الحزب»، أن أمين السيد «بات محاصرا بشبهة الفرار من المعركة» والتخلف عن أداء المهمات المنوطة به في ذروة الحاجة إلى صمود القيادات في أشهر المواجهة مع الإسرائيلي الذي قرر «تهشيم عظام الحزب» وشطبه من المعادلة.
وذكرت أن السيد غاب عن الإعلام لفترة 3 أشهر مضت، وسجّل حضورا يتيما في نصّ رثاء للسيدين نصرالله وصفي الدين في إحدى الصحف.
ونقلت عن مصادر على صلة بالأجواء الداخلية للحزب، أن ابراهيم السيد هو الآن «مكفوف اليد عن أي مهمة حزبية لأنه يمضي فترة تجميد عضوية وهي عقوبة مسلكية تنظيمية يأخدها مجلس شورى القرار في الحزب بحق مخالف للقواعد والنظام الداخلي».
الحزب ينفي وبعد ظهر الجمعة، أصدر العلاقات الإعلامية في حزب الله بيانا نفت في خلاله «نفيًا قاطعًا كل ما ورد في صحيفة النهار في عددها الصادر بتاريخ 18 نيسان 2025، بحق رئيس المجلس السياسي في الحزب السيد إبراهيم أمين السيد».
وقال البيان أن المعلومات «محض افتراء وخيال واختلاق لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، وتسعى إلى النيل من حزب الله وقياداته».
وكشف البيان أن «إبراهيم أمين السيد لم ينقطع عن ممارسة أعماله القيادية ومتابعة الشؤون التنظيمية والسياسية». كما دعا الحزب «وسائل الإعلام عامة، وصحيفة النهار خاصة، إلى توخي الدقة والموضوعية في نقل المعلومات، ومراجعة أصحاب الشأن».
يذكر أن ابراهيم أمين السيد كان من أول من كانوا في حسينية الشياح عام 1985 عند أول ظهور سياسي لحزب الله حينها، عقب الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982. وتلا من هناك الرسالة السياسية الأولى لحزب الله.