شهد الشهر الحالي ارتفاع وتيرة اقتحام المودعين للمصارف في لبنان حيث لا تزال معضلة اعادة أموال المو دعين عصية عن الحلّ، وهو ما دفع بالعديد منهم الى خيار “القوة” لاسترداد ودائعهم، فيعد الإقتحامين الأخيرين الأسبوع المنصرم في انطلياس وشحيم، سُجّل اليوم اقتحام جماعي لبنك بيبلوس في سن الفيل من قبل المودعين وسيم حاطوم الذي تبلغ وديعته 5400، واشرف صالحة الذي تبلغ وديعته 23200، متسلّحين بعبوة من البنزين وعبوة أخرى من الأسيد مهدّدين بإحراق المصرف إن لم يحصلا على وديعتهما، في تطور يُنذر بأن التحركات مستمرة بمنحى تصاعدي.
جددت جمعية “صرخة المودعين” اليوم تأكيدها بأن هذه الاقتحامات ستطال مصارف أخرى حتى يتحرك القضاء ويقوم بواجبه في إلزام المصارف بإعادة أموال الناس”، وفي السياق، أكدت عضو الهيئة الإدارية في الجمعية سامية السباعي لـ”نيوزاليست” أن الهدف من الاقتحامات هو حض المصارف على التحرك والقوف الى جانب المودع في الضغط على الدولة ومصرف لبنان لايجاد حلول لاعادة الأموال المحجوزة”، مشيرة الى “أن المواطن وضع أمواله في المصرف ولم يضعها لدى الدولة أو مصرف لبنان، لذلك على المصارف أن تعيد الودائع للناس لأنها هي المسؤولة المباشرة أمامه عما حصل”.
وقالت:” المودع لا يمكنه محاربة الدولة أو المصرف المركزي، وأقصى ما يمكنه فعله هو الإعتصام والضغط من أجل ايصال الرسالة، ولكن الأساس في تلك القضية هم المص ارف وأصحابها”.
وشددت على “أن التحركات والمؤتمرات مستمرة وباب الحوار مفتوح، ولكن الأهم هو وضع برنامج على أساسه يتم تحديد كيفية الحصول على الودائع كاملة ”، لافتة “الى أن الجمعية ستقف الى جانب كل مودع يسعى الى استعادة أمواله”.
واعتبرت السباعي “أن 4 سنوات مضت ولم يلمس المودعون أي ايجابية، وهناك الكثير من المتطلبات المعيشية التي تفرض على المودعين التحرك ورفع الصوت من أجل استرداد جنى أعمارهم”.
وقالت:” طالما أن المصارف تؤكد أن الأموال موجودة مع الدولة ومصرف لبنان، عليهم أن يتحملوا مسؤولياته ويتصرفوا، وإلا فالتحركات مستمرة”، مشيرة الى “أنه في ظل هذا الإهمال كل الأمور مفتوحة والتصعيد حتمي، وربما تشتعل التحركات في كل البنوك وفي كل المناطق في آن واحد عبر اقتحامات، لأن لا تراجع عن المطلب الأساسي وهو استعادة الودائع كاملة”.