"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

بعد اعتدائهم على حجاج مسيحيين.. الشرطة الإسرائيلية توقف "البصّاقين"

نيوزاليست
الخميس، 5 أكتوبر 2023

بعد انتشار فيديو يظهر مجموعة من المتشددين اليهود في البلدة القديمة في القدس المحتلة، يقومون بالبصق على حشد من المسيحيين، أعلنت الشرطة الإسرائيلية توقيف خمسة أشخاص يشتبه بعلاقتهم بالحادث. الفيديو أحدث جدلا على مواقع التواصل وأثار الكثير من التساؤلات حول مدى التزام إسرائيل بحماية المصلين والحجاج في المدينة التي تحتلها منذ 1967.

انتشرت خلال الأيام الماضية فيديوهات عدة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مجموعة من اليهود المتطرفين خلال احتفالهم بعيد العرش في البلدة القديمة في القدس، وهم يبصقون على الأرض لدى عبور أجانب يحملون صليبا.

الحادثة أثارت جدلا في أوساط متعددة، ما أدى بالشرطة الإسرائيلية للإعلان أمس الأربعاء الرابع من تشرين الأول/أكتوبر عن اعتقال خمسة أشخاص، يشتبه بقيامهم بالبصق على مسيحيين أو كنائس في المدينة القديمة في القدس، كما شكلت فريق تحقيق خاص في سلوكيات عدائية ضد المسيحيين.

ولم تورد الشرطة تفاصيل عن هويات الموقوفين.

وقال دورون ترجمان قائد شرطة القدس “للأسف شهدنا استمرار تصرفات مشينة من الكراهية موجهة لمسيحيين في المدينة القديمة في القدس بالأساس عبر قيام متطرفين بالبصق”.

بات بصق المستوطنين على المسيحيين في القدس ظاهرة متكررة ومتزايدة، ويسجل أسبوعيا هناك أكثر من حادثة بصق، ورصد مؤخرًا حوالي 12-13 اعتداء على ممتلكات الكنائس في القدس، وفقًا لإحدى الجمعيات الكنسية في القدس. وأردف ترجمان إن الشرطة ستستخدم كاميرات مراقبة أمنية ودوريات ومراقبة للإنترنت لمكافحة الظاهرة في وقتها وبعد ذلك، إضافة إلى إمكانية البدء في فرض “غرامات إدارية” خاصة.

وقال مسيحيون في المنطقة إنهم يواجهون مضايقات متزايدة وتخويفا من يهود قوميين متعصبين خاصة منذ تولي ائتلاف يميني متطرف السلطة في أواخر العام الماضي برئاسة بنيامين نتانياهو.

وقال القس سيمون حوري “للقناة 12” الإسرائيلية “بدأ هذا منذ فترة طويلة، ويحدث منذ سنوات عديدة واعتدنا عليه نوعا ما… على مدى عقود، حتى عندما كنت في مرحلة التدريب، كنت أرى هذا في كل مكان”.

ظاهرة ليست جديدة

ولا تعد ظاهرة بصق اليهود المتطرفين على المسيحيين في القدس جديدة، فوفقا لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، وثق مركز الحرية الدينية 21 حادثة مماثلة (بصق من قبل يهود على مسيحيين ومؤسساتهم في القدس) خلال أيلول/سبتمبر الماضي وحده.

وكان بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا قد أشار في 21 أيلول/سبتمبر إلى أن ظاهرة مهاجمة المسيحيين في البلدة القديمة “ليست جديدة”، لكنها تزايدت مؤخرا، مرجعا ذلك إلى تنامي حضور الحركات اليهودية “الأرثوذكسية المتطرفة” أو “الصهيونية الدينية”.

كما اعتبر بيتسابالا أن هذه الظاهرة مرتبطة “بالتعاليم”، إذ “يقوم بعض الحاخامات بالتحريض” على هذا النوع من السلوك أو على الأقل “القبول” به.

وأضاف “ربما أيضا مع الحكومة الإسرائيلية (الحالية)، تشعر بعض الحركات بأنها على نحو ما، لن أقول مدعومة بل على الأقلّ محمية”. مشددا على أن “تواتر هذه الظاهرة مرتبط، على الأقل مؤقتاً، بتلك الحكومة”.

“البصق” تقليد يهودي قديم

وبرر عدد من القادة اليمينيين اليهود قيام متطرفين بالبصق على الأرض خلال مرورهم بجانب كنائس وأديرة ورجال دين مسيحيين، معتبرين أنه تقليد يهودي قديم. وكان وزير الأمن القومي المثير للجدل إيتمار بن غفير، قد صرّح سابقا أنه لا يعتقد أن التقليد اليهودي بالبصق عند مرور المسيحيين يعد مخالفة أو جناية.

من جهته، ندد نتانياهو بالواقعة، ووعد باتخاذ “إجراء فوري وحاسم”، وقال على منصة “إكس” (تويتر سابقا) “إسرائيل ملتزمة بالكامل بحماية الحقوق المقدسة للعبادة والحج إلى المواقع المقدسة لكل الأديان”.

وشدّد نتانياهو في بيانه على أنّ “أيّ تصرف عدائي تجاه مؤمنين (…) غير مقبول”، مؤكّداً “عدم التسامح” على الإطلاق على هذا الصعيد.

ونتانياهو، الذي فاز في الانتخابات التشريعية التي أجريت في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، يترأس حكومة هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، إذ تضم ائتلافا من أحزاب من اليمين واليمين المتطرف وتشكيلات يهودية متشددة.

المقال السابق
قتلى وجرحى في هجوم مسيّرات استهدف كلية عسكرية في حمص... وتعتيم حول مصير وزير الدفاع!
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

مموّل "حزب الله" يقر بالذنب أمام محكمة أميركية

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية