بعد غياب دام 10 سنوات، وفي خطوة دبلوماسية قد تثير انقسامات بين حلفاء الاتحاد الأوروبي، أعلنت إيطاليا أنها تخطط لإعادة سفيرها إلى سوريا.
وكانت إيطاليا قد استدعت جميع الموظفين من سفارتها بدمشق في 2012، وعلقت النشاط الدبلوماسي هناك احتجاجاً على “العنف غير المقبول” من نظام الأسد.
وأعلن وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، أمام اللجان البرلمانية المختصة، الخميس، نية روما إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، “لمنع روسيا من احتكار الجهود الدبلوماسية” في الدولة الشرق أوسطية، وفق وكالة أسوشيتد برس.
وتعتبر موسكو داعما رئيسيا لرئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي ظل في السلطة رغم العزلة الدبلوماسية واسعة النطاق والخسائر في صفوف المدنيين منذ بدء الحرب الأهلية السورية في مارس 2011.
وقال تاجاني إن سياسة الاتحاد الأوروبي في سوريا “يجب أن تتكيف مع تطور الوضع”، مضيفا أن إيطاليا تلقت دعما من النمسا وكرواتيا واليونان وجمهورية التشيك وسلوفينيا وقبرص وسلوفاكيا.
ومع ذلك، واصلت الولايات المتحدة والدول الحليفة لها في أوروبا إلى حد بعيد التمسك بموقفها ضد نظام الأسد، بسبب المخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان.
وكانت الاحتجاجات السلمية ضد الأسد في 2011 قد قوبلت بحملة قمع، وسرعان ما تحولت إلى حرب أهلية شاملة، فيما ازداد الصراع تعقيدا مع تدخل قوى أجنبية وتزايد التطرف، خاصة من قبل الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة ثم تنظيم داعش، الذي هُزم في 2019.
وأدوت الحرب في سوريا بحياة ما يقرب من نصف مليون شخص، وشردت نصف سكان البلاد البالغ عددهم 23 مليون نسمة قبل الحرب.
وفي الأيام الأولى للصراع، قطعت العديد من الدول الغربية والعربية علاقاتها مع سوريا، بما فيها إيطاليا، التي أدارت منذ ذلك الحين الدبلوماسية المتعلقة بسوريا من خلال سفارتها في بيروت.
ومنذ أن استعاد الأسد السيطرة على معظم الأراضي، أعادت دول عربية علاقاتها معه تدريجيا، مع التحرك الأكثر أهمية رمزيا في العام الماضي، عندما أعيد قبول سوريا في جامعة الدول العربية.