وزير الخارجية الإيراني في اتصال هاتفي مع نظيره القطري: نظرا لتزايد حدة الحرب ضد السكان المدنيين في غزة، أصبح توسيع نطاق الحرب الآن أمرا لا مفر منه
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي: إن تصاعد ما وصفها بالجرائم في غزة سيؤدي إلى تعقيد الوضع في فلسطين والمنطقة
“أصبح توسيع الحرب أمرًا لا مفرّ منه”، بهذه الكلمات تفاعل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مع معطيات عدم توصل قطر والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل إلى قرار بوقف النار في قطاع غزة، والتعويض عن ذلك بهدنة إنسانية يومية لمدة 4 ساعات فقط يتم الإتفاق عليها، مع الجيش الإسرائيلي وتعلن قبل ثلاث ساعات من بدء سريانها.
وترافق كلام عبد اللهيان مع إعلان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الخميس أنّ” تصاعد لجرائم في غزة سيؤدي إلى تعقيد الوضع في فلسطين والمنطقة”.
وكان “حزب الله” قد شنّ أعنف هجوم على قرار الهدنة الإنسانية في غزة، ووصفه بالخدعة.
وجاء هذا التصعيد غير المسبوق في الموقف الإيراني، بالتزامن مع تصعيد ميداني كبير، بحيث نسّقت غرفة العمليات المشتركة لتنظيمات “محور المقاومة” هجماتها، فأرسل حوثيو اليمن مسيّراتهم الى إيلات ووسّعت الفصائل العراقية استهداف القوات الأميركية في العراق وسوريا ورفع “حزب الله” من حدة المواجهات في الجنوب اللبناني الذي اشتعلت جبهته مع إسرائيل الى مستويات غير مسبوقة منذ الإعلان عن “الهدنة الإنسانية”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، من دون أن تنفي “حماس” ذلك، تقدمه الى وسط مدينة غزة، وسيطرته على أكثر من معقل مهم من معاقلها في الجزء الشمالي من قطاع غزّة.
إذن، هل هذا إنذار إيراني بعدما فشلت مساعيه لوقف إطلاق النار في غزة، وفق رغبة “حماس” الملحة بعدما بدأت وسائل الإعلام الدولية تبث أفلامًا عن حركة نزوح طبيرة للمدنيين من شمال غزة الى جنوبها، أو هو التمهيد لتوسعة الحرب، فعلًا؟
المواقف
قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الخميس، إن توسيع نطاق الحرب أصبح أمرا لا مفر منه نظرا لتزايد حدة الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.
جاء هذا الموقف بعد اتصال هاتفي بين عبد اللهيان ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بحثا وتبادلا خلاله وجهات النظر حول آخر التطورات المتعلقة بفلسطين والأزمة الراهنة في غزة.
وأوضح أمير عبد اللهيان قائلا: “بسبب تزايد حدة الحرب ضد السكان المدنيين في غزة، أصبح من المحتم الآن توسيع نطاق الحرب”.
وفي وقت سابق كانت وزارة الخارجية الإيرانية قد نشرت تغريدة لعبد اللهيان على موقع “إكس” (تويتر سابقا) قال فيها إن “إن وقت استمرار جرائم تل أبيب يقترب من نهايته بسرعة”.
وأضاف الوزير الإيراني أن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ أكثر من شهر أظهرت “الوجه الإجرامي والعنيف والعدواني للكيان الصهيوني بشكل واضح في إبادة النساء والأطفال في غزة”.
رئيسي
من جهته، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الخميس إن تصاعد ما وصفها بالجرائم في غزة سيؤدي إلى تعقيد الوضع في فلسطين والمنطقة.
وأضاف رئيسي، خلال كلمته في قمة منظمة التعاون الاقتصادي بالعاصمة الأوزبكستانية طشقند، أن الدعم الغربي الشامل لإسرائيل عامل أساسي في استمرار الحرب.
كما قال الرئيس الإيراني إن ردع إسرائيل يتم عبر قطع بعض الدول علاقاتها السياسية والاقتصادية معه.
وأعلن نائب الشؤون السياسية لمدير مكتب رئيس الجمهورية محمد جمشيدي بان رئيسي سيشارك في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في المملكة العربية السعودية.
وقال جمشيدي في تصريح له اليوم الخميس: ان آية الله رئيسي قال في لقائه مع أردوغان على هامش اجتماع منظمة “إيكو” إنه إذا لم يتمكن اجتماع الرياض من ان يكون مؤثرا في مساعدة أهل غزة، فأنني أرى احتمال اتساع نطاق المواجهة امرا جادا لأن الشعوب ستشعر بالاحباط من تاثير الحكومات الإسلامية.
وأصدرت منظمة التعاون الإسلامي بيانا أعلنت فيه: أن الاجتماع الاستثنائي لهذه المنظمة لاستعراض التطورات في قطاع غزة سيعقد يوم الأربعاء المقبل.
وأكدت إيران أنها لا تسعى لتوسيع دائرة الحرب في المنطقة، لكنها حذرت مرارا من أن تمادي تل أبيب في حربها الشاملة على غزة سيؤدي إلى تمدد المواجهة عبر المنطقة.
وأواخر الشهر الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني إن مواصلة قتل النساء والأطفال ستؤدي إلى نفاد صبر قوات المقاومة وشعوب المنطقة.