على خلفية التوت ر الأمني الذي شهده مخيم عين الحلوة ليل أمس. والذي ترافق مع انتشار كثيف للمسلحين اثر اطلاق النار من الملقب بـ “الصومالي” على الناشط الاسلامي م. ا. ق. عند سوق الخضار، وسط المخيم، ما أدى إلى إصابته بقدمه، اشتعل الوضع اليوم بعد العملية التي اعقبها إطلاق رشقات من أسلحة رشاشه متوسطة، وقنابل يدوية وانفجار قذائف صاروخية، وسجل خلالها سقوط عدد من الجرحى بينهم طفلتان ، كما قتل مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني العميد أبو شرف العرموشي، واصيب عدد من مرافقيه خلال تعرّضهم لكمين مسلح داخل المخيّم.
رافقت أجواء التوتر حركة نزوح لعدد من العائلات في اتجاه منطقة الفيلات المجاورة ، كما أجريت اتصالات مكثفة لوقف إطلاق النار وإعادة الامور الى طبيعتها.
وتصاعدت وتيرة الاشتباكات في المخيم حيث سمعت اصوات الرصاص والقذائف، في وقت انتهى فيه اجتماع ممثلي “هيئة العمل المشترك” في مركز النور الإسلامي، بمشاركة قائد القوة المشتركة اللواء محمود العجوري، حيث دانوا الجريمة البشعة، مؤكدين على العمل على وقف إطلاق النار حجبا لمزيد من الدماء ومنعا لتهجير أهلنا من المخيم وتسليم القاتل للقضاء اللبناني وإبقاء اجتماعاتها مفتوحة لمعالجة ذيول الحادث.
وقطع السير على أوتوستراد الغازية – صيدا بسبب القذائف والرصا ص، وعملت القوى الأمنية على إقفال كل الطرق المؤدّية إلى جوار ومحيط المخيم، حيث،استخدمت في الاشتباكات الأسلحة الرشاشة ورصاص القنص والقذائف الصاروخية، كما أن الحركة في مدينة صيدا شبه معدومة بعد إقفال المحال التجارية.
واشتدت الاشتباكات بعد دخول محاور جديدة على الخط ومنها الطوارىء - البركسات بعدما كانت محصورة بالبركسات - الصفصاف.
من جانبها، وبعد تجدد الإشتباكات ومقتل العرموشي، دعت حركة فتح “جميع الشعب الفلسطيني في لبنان عامةً ومخيم عين الحلو وصيدا خاصةً للتضامن مع جهودها للقضاء على عصبة الأنصار وكل من يختبئ تحت عبائتها، وتوعّدت أن “دماء الشهيد القائد العرموشي ورفاقه لن تجف حتى القضاء على الإرهاب داخل المخيم”، مضيفة: “نطمئن الجيش اللبناني أن جهوزية الحركة وعتادها سيخدم مصالح الدولة اللبنانية حتى آخر رصاصة.”
إلى ذلك، اعربت الأونروا عن قلقها العميق إزاء تجدد التوتر والاشتباكات في مخيم عين الحلوة والذي أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة 6 بجروح بينهم طفلين، ونزوح بعض سكان المخيم خوفا. تعبر الوكالة عن قلقها ازاء استخدام السلاح ما يشكل خطرا كبيرا على الأرواح، وخاصة على الأطفال. ودعت بشكل عاجل جميع الأطراف إلى العودة فوراً إلى حالة الهدوء والاستقرار. تقوم الوكالة بمتابعة الوضع في المخيم عن كثب وستأخذ القرار المناسب بشأن خدماتها غدًا وسنبقيكم على اطلاع حول ذلك.
وينفّذ الجيش اللبناني إجراءات أمنية في محيط مخيم عين الحلوة حيث طال رصاص القنص من داخل المخيّم أحد المراكز التجارية في صيدا، فيما سقطت قذيفة على شرفة منزل في فيلات عين الحلوة، وأُصيب شخص في شارع دلاعة في صيدا.
وتُسمع أصوات انفجار وقذائف في أرجاء مدينة صيدا، إثر اندلاع اشتباكات بين عناصر من حركة فتح وعناصر اسلامية في المخيّم، كما اصيب جندي في الجيش اللبناني برصاص اشتباكات عين الحلوة اثناء تواجده عند حاجز الجيش على مدخل المخيم.
وأعلن رئيس مستشفى صيدا الحكومي الدكتور أحمد الصمدي قبل قليل انه نظرا للتطورات الأمنية التي يشهدها مخيم عين الحلوة واصابة مبنى المستشفى الواقع عند مدخله برصاص الاشتباكات باشرت إدارة المستشفى بإخلاء كافة المرضى من مختلف أقسامها حفاظا على سلامتهم .
