بين الحين والآخر، يطل “شبح” الأحداث في مخيم عين الحلوة ليفتح الباب أمام استخدامه كلما دعت الحاجة، كما جرت العادة، باعتباره ساحة رسائل “مفخخة” يتم تمريرها عبر الحركات الاصولية التي يغذيها ويحميها “حزب الله” الذي يسعى لتنفيذ أجندة إيرانية للضغط بالواسطة على دول القرار لحلحلة بنود عالقة وعصية على الحل، إسوة بما يحصل على الحدود الجنوبية، في توقيت يتنقل فيه التصعيد ويتوسع بين لبنان وفلسطين كما العراق، في تلويح على قدرة المحور الإيراني في اشعال المنطقة عبر أدواته ما لم يتم الإنصياع لطلباته.
يندرج الصراع داخل المخيم في إطار الصراع الإقليمي الدائر بين “فتح” من جهة، والحركات الإسلامية التي تدور في فلك إيران من جهة أخرى، وبموجب اتفاق ضمني يعود إلى سنوات طويلة، لا يدخل الجيش اللبناني المخيّمات الفلسطينيّة، تاركًا مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم داخلها، ويُعد مخيم عين الحلوة أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، ويُعرف أن متطرفين وفارين من العدالة يحتمون فيه، وهو ما يجعله أكثر المخيمات “طواعية” لتنفيذ مخططات الحزب وأدوات طهران.
ووسط تساؤلات عن توقيت “تصفية الحسابات” عبر صندوق بريد عين الحلوة، التي تشكل بؤرة خصبة لتغلغل الخارجين عن القانون، تشير المعطيات الى أن ما يحدث اليوم هو نتيجة الاسترخاء الأمني في محيط المخيم في الماضي، والتي أدت الى تسلّل بعض العناصر من أصحاب القضايا أمنية الى المخيم حيث بدأ تنفيذ مخططها.
تزوّد الموكلون بمهمتهم بالعتاد الللازم، الأسلحة الثقيلة والقذائف مجهزة سلفاً لخوض معرة “صغرى” داخل المخيم حيث تصفية الحساب الفردي استخدم كذريعة لاشعال الوضع فيه بغية تحقيق مآرب سياسية تتماهى مع متطلبات المرحلة الي يلعب فيها “حزب الله” دور المحرك الأساسي بين مسيّرته طهران والفصائل الفلسطينية المسلحة التي تخضع لمشيئة الطرفين في لبنان حيث الأمن الممسوك بقبضة الحزب يتم تفجيره بإشارة لا تنطفئ الا بعد ضوء أخضر من ايران وحزبها.