"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

ايمانويل ماكرون بين مطرقة إسرائيل و سندان"حزب الله".. شتيمتان في يوم واحد!

المحرّر السياسي
الأحد، 3 ديسمبر 2023

ايمانويل ماكرون بين مطرقة إسرائيل و سندان"حزب الله".. شتيمتان في يوم واحد!

تابعونا على “واتس آب”

في يوم واحد تعرّض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهجومين من موقعين مختلفين. صحيفة “حزب الله” في لبنان ” الأخبار” فعلت ذلك، حين وصفت، في ضوء نتائج زيارة موفده الشخصي الى لبنان جان ايف لودريان ومواقف إدارته من وجوب التطبيق الصارم للقرار 1701، فرنسا بأنّها “اجير قذر عند العدو”. ورئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو لم يتأخر في الرد على ماكرون الذي استهجن قرار إسرائيل الإستمرار في الحرب حتى القضاء على “حركة حماس”، فوصف موقفه ب”غير الأخلاقي”.

لو كان ماكرون قاضيًا، لأشاد المراقبون بأدائه، فهو يحاول أن يقف على مسافة واحدة من الجميع، ولكنّه ليس كذلك، إذ إنّ استسهال التهجم عليه من هنا وهناك يعود الى شيء من “التذبذب” في مواقفه، فهو، إسرائيليًّا، يبدو في وضعية المتراجع عن حماسته في الأيّام الأولى، إذ قدّم في خلال زيارته لإسرائيل اقتراحًا بتشكيل تحالف دولي للقضاء على “حماس” مثل ذاك الذي كان قد نشأ من أجل القضاء على “داعش”، وها هو حاليًّا يريد وقف الحرب على “حماس” لأنّها ستكون حربًا “أبديّة”.

قد يكون موقفه الأخير الذي أعلنه في مؤتمر صحافي عقده، أمس السبت في دبي صحيحًا، لكنّه، في نظر إسرائيل، مجرد تراجع عن دعم كبير كان قد أبداه، فاستحق عليه “هجومًا”.

ومن ناحية “حزب الله”، فإنّ ماكرون كان على مدى السنوات الماضية القيادي الأوروبي الوحيد الذي يعطي الحزب دعمًا، سواء في الداخل اللبناني من خلال الوقوف على شروطه السياسيّة والسلطويّة، الأمر الذي كان قد قاده الى حدود دعم ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، أو في الخارج من خلال تصدّيه لكل الدعوات الى إدارج جناحَي “حزب الله” في لوائح الإرهاب الأوروبية.

وها هو حاليًا يتراجع عن هذا الدعم ل”حزب الله” بعدما قدّم هذا الحزب للعالم الأدلة النهائية، من خلال إقحام لبنان في حرب غزة، بأنّه يقدّم مصالح الجمهورية الإسلامية في إيران على المصلحة اللبنانية العليا، موجهًا بذلك واحدة من أقصى الضربات التي تعرّضت لها جدية مهام اليونيفيل التي تشكل باريس عمودها الفقري، إذ إنّ فرنسا كانت من الدول الضامنة في مجلس الأمن الدولي بأنّ “حزب الله” لن يستخدم الجبهة الجنوبية في أي أجندات غير لبنانيّة.

تراجع ماكرون مع سلوك “حزب الله” الحدودي عن دعمه السابق ل”حزب الله”. وهو بذلك قد يكون قد اتخذ الموقف الصحيح، ولكنّه استحق عليه شتيمة حزب يضع كل “بيضاته” في سلّة إيران، من دون أن يعير أيّ حساب لصديق هنا وحليف هناك وداعم هنالك.

ليس المطلوب أن يتغيّر العالم وينظر بإيجابية الى ماكرون، بل العكس هو الصحيح، إذ حان الوقت أن يعرف ماكرون أنّ الموقف الصحيح لا يحتمل المناورة، لأنّ الوسائل التي تملكها فرنسا حاليًأ لا تتيح لأحد من سياسييها أن يرتدي ثياب الكاردينال ريشليو!

المقال السابق
قطر وإعلامها

المحرّر السياسي

مقالات ذات صلة

الخارجية الأميركية تعطي إسرائيل ضوءًا أخضر لشن "هجوم دفاعي" على لبنان

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية