"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

أيّ حرب هذه التي لا يرغب "حزب الله" بها؟

رئيس التحرير: فارس خشّان
الجمعة، 8 مارس 2024

كلّما أطلّ واحد من هؤلاء الذين يريدون أن يحفظوا “خط الرجعة” مع “حزب الله”، يتحدث عن قناعته بأنّ الحزب المذكور “لا يريد الحرب” مع إسرائيل!

وهذا الكلام يعني أنّه في حال كانت هناك مصلحة للأطراف التي تقول ما تقوله، فهي تجد مبررها للإصطفاف مع “حزب الله” من خلال ادعائها بأنّ هذا الحزب إنمّا جُرّ إليها رغمًا عنه، وهو بذلك يكون ضحية جنون “نتنياهو التوراتي الذي يريد تدمير كلّ شيء”، وفق وصف قدّمه له رئيس “التيّار الوطني الحر” جبران باسيل، في مقابلة تلفزيونيّة، أمس.

إذن، في اعتقاد هؤلاء بأنّ الحرب لم تقع بعد.

حسنًا، ولكن ما هذا الذي يجري على الجبهة اللبنانيّة- الإسرائيلية، حيث يتساقط الشهداء والقتلى والجرحى وتدمّر بلدات وقرى ويهجّر عشرات آلاف السكان؟

هل هذا كلّه، بكل ما يتضمنه من قصف وغارات، مجرّد اضطراب؟ أو حوادث حدوديّة عرضيّة؟

وهل يمكن أن تكون “المقاومة الإسلاميّة في لبنان” تنعي مجسمات هوائية،كتلك التي ينشرها الجيش الإسرائيلي في مواقعه العسكرية وسيّاراته المموّهة والأحراج، ويرسلها “على طريق القدس”؟

وهل “طوفان الأقصى” الذي أعلن “حزب الله” في الثامن من تشرين الأوّل الماضي، إنضمامه إليه، هو “لعبة إلكترونيّة”، وليس حربًا ميدانيّة تخوضها تنظيمات ما يسمّى ب”جبهة المقاومة”؟

وهل الجنوب اللبناني بكل امتداداته العسكرية، سواء في الضاحية أو في بعلبك أو في جدرا أو في الغازية، هو جزء من غزّة أو من إيران، وليس أرضًا لبنانيّة؟

وعليه، ماذا يعني هذا “التخريف الخبيث والجبان” عند القول، مرارًا وتكرارًا، إنّ “حزب الله” لا يريد الحرب؟

إنّ “حزب الله” لم يرغب بالحرب فحسب،بل ذهب إليها، عن سابق تصوّر وتصميم،أيضًا.

وفق الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله يظهر أنّ من لا يريد الحرب بمعناها الواسع، حتى تاريخه، هي إسرائيل عمومًا و”التوراتي المجنون الذي يريد تدمير كل شيء” خصوصًا، لأنّه، وفق نصرالله، لو أنّ “المقاومة” فعلت سابقًا، نذرًا ممّا فعلته، منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، لكان الجيش الإسرائيلي دمّر بيروت والضاحية.

إنّ ما لا يريده “حزب الله” ليس الحرب إنّما الحرب الشاملة عليه التي من شأنها أن تهدّم كل لبنان فوق رأسه ورؤوس من يعتبرون أنّ الجنوب اللبناني ليس لبنان، وأنّ إسرائيل، باستهدافها مقاتلي “المقاومة الإسلامية في لبنان” لا تستهدف لبنانيّين، وأنّ تهجير نحو مائة ألف جنوبي ليس تهجيرًا للبنانيّين طالما أنّه لا يزال ضمن البيئة الشيعية ولم يفض إلى البيئات الطائفية والجغرافيّة الأخرى.

إنّ الحرب على لبنان وقعت فعلًا، وسببها، هذه المرّة، بوضوح ما بعده وضوح، هو “حزب الله”. وطالما أنّ الحرب واقعة، فإنّ توسيعها يبدو أنّه مسألة وقت، لا أكثر ولا أقل، ومرتبط بظروف إسرائيل التي أخذت، في الثامن من تشرين الأول الماضي، المبرر لتفعل ما تشاء، حين تشاء، إن لم تحصل، بالمفاوضات الدبلوماسيّة، على كل ما تشاء!

قبل أيام قليلة، وفي ضوء سقوط عدد من النساء والأطفال في القصف الإسرائيلي على الجنوب، بثّ فنّان لبناني أغنية يندب فيها الجنوب الذي لا يكترث بأمر ما يعاني منه أحد.

عندما نسمع هؤلاء الذين يخشون من وقوع حرب إسرائيليّة على لبنان، ويتحدثون عن عدم رغبة “حزب الله” بوقوعها، ندرك كم أنّ هذه الأغنية تعكس حقيقة الجنوب اللبناني، المرّة.

المقال السابق
العلم حسمها..فوارق بين عقلي الرجل والمرأة
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

مستقبل لبنان بعهدة شيعته!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية