أثمرت الاتصالات التي جرت على اعلى المستويات اللبنانية والفلسطينية اثمرت اتفاقا على وقف اطلاق النار عند السابعة مساء في مخيم عين الحلوة.
وفيما يسمع بين الحين والاخر رصاص قنص متقطع داخل المخيم، أكدت “هيئة العمل الفلسطيني المشترك للقوى الوطنية والإسلامية” في منطقة صيدا في بيان، ” الالتزام في تثبيت وقف إطلاق النار”.
كما وأكدت “قرار هيئة العمل المركزية بتعزيز القوة المشتركة من الأطر السياسية الوطنية والإسلامية للقيام بالمهام الموكلة إليها”.
وجاء ذللك بعد تجدد الاشتباكات العنيفة في المخيم بعد ظهر اليوم، وافيد عن انتقال فتيل الاقتتال بين حركة فتح والإسلاميين من محور البركسات التعمير الطو ارئ ليتمركز في محور حي حطين جبل الحليب، مسجلاً سلسلة خروقات لقرار وقف إطلاق حيث تسمع اصوات القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة.
وفي السياق، اشارت “حركة فتح”، في حديث لـ”الحدث”، الى أنّ “الاشتباكات في مخيم عين الحلوة تجري مع جماعات تكفيرية”، لافتةً الى أنّ “هناك محاولات لحث المسلحين على تسليم أنفسهم”.
واوضحت “فتح” أنّ “لجنة التحقيق بالاشتباكات لديها أسماء معروفة”، كاشفةً أنّ “المسلحين في المخيم ليسوا فلسطينيين فقط وبينهم جنسيات أخرى”.
فكما كان متوقعا، وبما ان الضالعين في اغتيال القيادي الفتحاوي العميد ابو اشرف العرموشي لم يتم تسليمهم الى العدالة، اندلعت مساء امس، جولة قتال جديدة في عين الحلوة، حاصدة جرحى وموقعة اضرارا في المخيم وجواره.
واليوم، استمرت الاشتباكات المسلحة في المخيم بين حركة “فتح” و”الاسلاميين” على محور البركسات التعمير الطوارئ، وقد خفت حدتها حيناً واشتدت أحياناً، وسجلت حصيلتها ليلاً سقوط 6 جرحى مدنيين من بينهم رجل مسن تم نقلهم الى مستشفيي حمود والهمشري للمعالجة.
وأشارت “الجديد” الى ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري أجرى اتصالات بالشخصيات السياسية لتهدئة الأوضاع في مخيم عين الحلوة.
ونحو العاشرة والنصف صباحاً خيم الهدوء الحذر أجواء مخيم عين الحلوة، بعد توقف الاشتباكات بين حركة “فتح” والإسلاميين المتشددين نتيجة المساعي والاتصالات المكثفة التي أجرتها القيادات اللبنانية والفلسطينية، الا ان الاشتباكات تجددت ظهرا.
وأدى الرصاص الطائش الذي طاول بعض أحياء مدينة صيدا خلال الجولة الثانية من الإشتباكات في المخيم، الى إصابة عنصر في الأمن العام برصاصة في رأسه حيث تم نقله الى مستشفى حمود في صيدا، وخضع لعملية جراحية في الرأس.
وكانت احدى قذائف الاشتباكات سقطت صباحا على سطح مبنى سرايا صيدا الحكومي، ومكتب تابع للأمن العام فيها ما تسبب باضرار جسيمة في سطح المبنى وتحطم زجاج أحد مكاتب الأمن العام في السرايا .
وأسفر النزاع بين الفريقين عن سقوط جرحى، وإصابة أعضاء لجنة حطين داخل المخيم أثناء مساعيهم لوقف إطلاق النار، كما سجل سقوط 3 قذائف طالت مخيم المية ومية، الفيلات وواحدة سطح مركز الأمن العام الاقليمي في سرايا صيدا، تسببت بأضرار في ألواح الطاقة الشمسية.
كما تم قطع السير عند الاتوستراد الشرقي صيدا والغازية من جانب سوق الحسبة وتحويله إلى الطريق البحرية جراء الرصاص الطائش.
وأكدت “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” في بيان، “ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار فورا وإفساح المجال أمام هيئة العمل الفلسطيني المشترك في منطقة صيدا، لأخذ دورها في تثبيت الأمن والإستقرار وتعزيز دورها في معالجة الأحداث الأخيرة في المخيم”.
ونتيجة للمستجدات الأمنية في المخيم، أصدرت الجامعة اللبنانية بياناً أعلنت فيه أن “بسبب الاوضاع الامنية المستجدة في صيدا وحرصاً على سلامة الطلاب والعاملين، تُقفل فروع الجامعة اللبنانية في مدينة صيدا اليوم الجمعة، كما وتؤجل الامتحانات التي كانت مقررة اليوم الى موعد لاحق على أن تصدر رئاسة الجامعة اللبنانية بيانات لاحقة وفق تطور الاوضاع، متمنية للجميع السلامة والأمان”.
وكانت تجدّد مساء أمس الخميس تبادل إطلاق النار بين عناصر “فتح” والعناصر الإسلامية المتشدّدة داخل مخيم عين الحلوة بعد ما يقارب الشهر على توقف اطلاق النار، وليلاً أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالات مع القيادات السياسية الفلسطينية واللبنانية لتهدئة الأمور.
يشار الى انه كان سبق تجدد الاشتباكات مساء امس إلقاء قنبلة يدوية بين منطقتي بُستان القدس والتعمير، مما تسبب بحالة هلع بصفوف أهالي المنطقة ولم يفد عن وقوع اصابات.