استنكر ما حصل على شاطئ مدينته صيدا.. البرزي لـ"نيوزاليست": لبنان ليس مهيئاً لتلقف الإيجابية العربية!

حتى اللحظة لم يتلقف ساسة لبنان النتائج الايجابية التي تمخضت عن القمة العربية، في ظل اجماع على أن يساعد اللبنانيون أنفسهم، بالاتفاق ليتمكن المجتمع العربي من مدّ يد المساعدة الى بلد، لا يزال رهينة مصالح وتجاذبات تحول دون خروجه من نفق التعطيل.

غاب التلاقي على أرضية جامعة للخروج من المأزق حتى اللحظة، على الرغم من حركة المشاورات الداخلية، التي لم يتصاعد منها أي دخان أبيض، فيما خرق السجال حول لباس البحر في صيدا، ركود المشهد داخلياً، وأدى الى اشكال ومواجهات بين مؤيدين ومعارضين لقمع الحريات والتنوع، وبحسب ما أكده النائب عبد الرحمن البزري لـ”نيوزاليست” أن “صيدا هي مدينة للجميع، كما المساحات العامة والمشتركة، والبلدية يقع على عاتقها مسؤولية تنظيمها ”، لافتاً الى أن ” ما حصل الأحد الماضي على الشاطئ، أعطى صورة غير حقيقية عن المدينة لأن الناشطين من الطرفين، كان عليهم التفتيش عن مساحة مشتركة بينهم من أجل اثبات أن صيدا هي للجميع، ولذلك يجب معالجة الموضوع خارج الاعلام بطريقة تضمن حقوق الجميع باستخدتم المساحات العامة”.

وتحدث عن “جو ايجابي عربي واقليمي”، وأوضح أن “القمة العربية كانت ناجحة، بمعنى أنها تمكنت من اعادة سوريا وجمع غالبية الدول العربية في مشاركة هي الأكبر من حيث حجمها، وطرحت قضايا مهمة عالقة”، مشيراً الى “أن لبنان حكماً سيستفيد من ايجابياتها، لأن الحوار السعودي الإيراني والتقارب العربي-العربي يطرح وجوده على الساحة اللبنانية”.

وشدّد البزري على “أنه بالتوازي مع كل ذلك، فإن الساحة اللبنانية ليست مهيأة داخلياً لتلقف هذه الإيجابية، إذ أن هناك العديد من الأطراف يعتبرون التمسك بموقفهم، أهم من الذهاب الى مساحة وسطى بين الموقفين للذهاب الى انتاج رئيس للجمهورية”، مؤكداً أنه ” مع كل الإيجابيات الحاصلة، والاهتمام العربي والدولي بلبنان، لا يوجد اختراق مبكر لانسداد الأفق السياسي الموجود في لبنان”.

واعتبر أن “الانقسام الحقيقي في البلد هو بين طرف يريد اعادة بناء الدولة على أسس سليمة لعدم الوقوع بالأخطاء السابقة على مدى 30 عاماً والتي أدت الى الانهيار والفساد، وآخر يُصرّ على الاستمرار بإدارة البلد بغض النظر عن المآسي والكوارث التي حصلت”.

ورأى البزري أن ” لا يوجد لأي طرف الغلبة على الآخر، فلا الوسطيين والاصلاحيين لديهم الأكثرية، ولا قوى”8 آذار” و”14 آذار” الحاليين والسابقيين لديهم تلك الأكثرية، لذلك على القوى السياسية مقاربة الأزمة من باب بناء الدولة وليس من باب التموضعات السياسية السابقة”.