تلقى فصيل عراقي موال لإيران، ضربة قوية قبل الظهر، في بغداد، حيث اغتيل مسؤوله العسكري (آمر اللواء 12 في الحشد الشعبي) ، في صاروخ موجه أطلقته طائرة مسيّرة استهدفت السيّارة التي كانت تقله الى مركز “حركة النجباء”.
وأعلنت قيادة عمليات حزام بغداد للحشد الشعبي، الخميس، مقتل نائب قائد العمليات “ابو تقوى” السعيدي.
وقال إعلام القيادة في بيان إنه :“قيادة عمليات حزام بغداد للحشد الشعبي تزف الشهيد المجاهد الحاج ابو تقوى السعيدي نائب قائد عمليات حزام بغداد الذي ارتقى شهيدا اثر عدوان امريكي غاشم”.
وقال مسؤول أميركي، يوم الأربعاء، إن بلاده شنت ضربة جوية ضد قائد “ميليشيا” مسؤول عن هجمات ضد القوات الامريكية.
ونقلت رويترز عن المسؤول قوله، إن “الجيش الأمريكي نفذ ضربة في بغداد ضد قيادي بفصيل عراقي يعتقد أنه مسؤول عن هجمات على القوات الأمريكية”.
ويأتي هذا التطور في ضوء قيام هذه الحركة بدور رائد في استهداف مواقع أميركية في العراق، وغداة تهديد وجهه من إيران أمينها العام الشيخ أكرم الكعبي.
وكان الجيش الأميركي قد قتل في بداية كانون الأول الماضي خمسة من عناصر “حركة النجباء” فيما كانوا يشكلون خلية لإطلاق صواريخ على أحد مواقع قواته في العراق.
وفي التاسع من كانون الأول الماضي، اتهم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن كتائب حزب الله في العراق وحركة النجباء بالوقوف خلف معظم الهجمات ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا، وقال إن بلاده تحتفط بالحق في الدفاع عن نفسها ضد تهديدات الجماعات المدعومة من إيران في العراق.
وأوضح أوستن”نحتفظ بالحق في الرد بشكل حاسم ضد جماعتي كتائب حزب الله في العراق وحركة النجباء للتصدي للتهديدات والهجمات ضد القوات الأميركية وقوات التحالف. الهجمات التي يشنها المسلحون الذين تدعمهم إيران تقوض سيادة العراق واستقراره وتهدد سلامة المدنيين العراقيين وتعوق حملة هزيمة داعش”.
ودان العراق في بيان رسمي، الهجوم واعتبره “اعتداء سافر وتعد صارخ” على سيادته وأمنه، وأضاف أنه عمل لا يختلف عن “الأعمال الإرهابية باستهداف أحد المقار الأمنية”.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية في العراق انه “تدين رئاسة الجمهورية بشدة العدوان الذي استهدف إحدى المقرات الأمنية في بغداد، وأسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى”.
وأضاف، إن “هذا العدوان يعد خرقا وتجاوزا على سيادة العراق وأمنه، وانتهاكا صريحا للعلاقات بين العراق والتحالف الدولي، ومخالفة للأطر والمسوغات التي وجد من أجلها التحالف في تق ديم المساعدة والمشورة للقوات الأمنية العراقية”.
وتابع، إن “العراق إذ يحذر من استمرار التصعيد في المنطقة الذي من شأنه أن يقوض فرص السلام والاستقرار فيها،” داعيا الى “تغليب لغة الحوار والتفاهم وإيجاد السبل الكفيلة لإنهاء التوترات والأزمات بين جميع الأطراف”.
وقال الناطق الإعلامي باسم رئيس الوزراء العراقي، يحيى رسول، في بيان، أن الحادث “مرفوض جملة وتفصيلا”، والقوات المسلحة العراقية “تحمّل قوات التحالف الدولي مسؤولية هذا الهجوم غير المبرر على جهة أمنية عراقية تعمل وفق الصلاحيات الممنوحة لها من قبل القائد العام للقوات المسلحة، الأمر الذي يقوض جميع التفاهمات ما بين القوات المسلحة العراقية وقوات التحالف الدولي”.
وتابع رسول: “نعد هذا الاستهداف تصعيداً خطيراً واعتداءً على العراق وبعيداً عن روح ونص التفويض والعمل الذي وجد من أجله التحالف الدولي في العراق”.
وقال مصدر أمني مسؤول، يوم الخميس، إن قصفاً جوياً مجهولاً يُرجح أنه بطيران مسيّر استهدف مقراً للحشد الشعبي شرق العاصمة العراقية بغداد.
وأفادت معلومات أولية عن سقوط قتيلين وجرح ستة آخرين، بينهم آمر استخبارات الحشد الشعبي.
وقال المصدر إنه “تم سماع دوي انفجارات بالقرب من مقر ا لدعم اللوجستي للحشد الشعبي الكائن ضمن مقتربات كلية الشرطة العراقية بالعاصمة بغداد”.
وأضاف إن “مقر الدعم اللوجستي للحشد الشعبي تابع إلى اللواء الـ 12 (حركة النجباء)“.
وقالت المصادر إنّ “القصف استهدف المسؤول العسكري لحركة النجباء ابو تقوى السعيدي مع احد مرافقيه ابو سجاد بعد دخولهم لمقرهم في شارع فلسطين”.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن هذا الإستهداف.
وأكدت “حركة النجباء” مقتل “أبو تقوى السعيدي” ونسبته الى”قصف أميركي”.
وكان الأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي، قد وجه أمس، من طهران نداء عاجلا إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، باتخاذ موقف “جريء” وواضح، بإرسال بلاغ الى واشنطن، ينهي التواجد الأمريكي في العراق، متوعدا الولايات المتحدة بـ”تصعيد غير مسبوق” في حال رفضت الانسحاب.
وفي كلمة له، ألقاها أمس الاربعاء في الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني؛ قال الكعبي: “ليعلم العدو الأمريكي أن المقاومة العراقية تسير وفق استراتيجية وتكتيكات مدروسة بخطوات محسوبة، وإن لم يخرج الاحتلال الأمريكي من العراق بإرادته؛ سيخرج رغما عنه جثثا متعفنة”.
وكانت واشنطن قد أحصت حتى الآن أك ثر من 115 هجوما ضد قواتها في العراق وسوريا منذ 17 تشرين الأول أي بعد 10 أيام على اندلاع الحرب في غزة، وفق حصيلة أفاد بها مسؤول عسكري أميركي، مفضلا عدم الكشف عن هويته لفرانس برس.
وتبنت “المقاومة الإسلامية في العراق” التي تضم فصائل مسلحة حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي، أغلب تلك الهجمات.
وتعترض تلك الفصائل على الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد حماس، التي شنت هجوما غير مسبوق على إسرائيل في 7 تشرين الأول.
وردت واشنطن أكثر من مرة على الهجمات تلك الفصائل، بقصف مواقع تابعة لها في العراق، ومواقع مرتبطة بإيران في سوريا.
وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق ونحو 900 في سوريا، في إطار مكافحة تنظيم داعش ضمن التحالف الدولي الذي أنشئ عام 2014.