"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

استبعاد توسيع رقعة الحرب في لبنان… وهذه هي الأسباب!

منى خويص
الأربعاء، 11 أكتوبر 2023

استبعاد توسيع رقعة الحرب في لبنان… وهذه هي الأسباب!

بعد مرور خمسة ايام على الحرب بين حماس واسرائيل لا يزال السؤال المطروح يتمحور حول امكان أن تتوسّع هذه الحرب لتشمل جبهة الجنوب اللبناني، في ضوء استمرار تبادل القصف صاروخي على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

في الواقع، يحافظ “حزب الله” على وتيرة تصعيد محسوبة، وهو ينفّذ هذا التصعيد إمّا عبر مجموعات فلسطينية أو بشكل مباشر ،فيما إسرائيل تركز ردودها المحسوبة ايضا على مواقع المراقبة التي ينشرها “حزب الله” على طول الحدود ..

واللافت للانتباه أنّ “الاضطراب العسكري” في الجنوب المواكب لحرب “طوفان الاقصى” ، لم ينزلق نحو انفجار كبير ، رغم ان إحدى الردود العسكرية الإسرائيلية أدت إلى مقتل ثلاثة عناصر من “حزب الله” ، في وقت ادت فيه الهجمات المضادة التي تولاها الفلسطينيون من لبنان الى جرح وقتل جنود اسرائيليين .

في الواقع إنّ كل هذه المناوشات التي تحوّلت الى توتر يومي تشهده جبهة الجنوب، يدفع الى الوجهة بالسؤال حول إمكان أن ينزلق الوضع الى حرب بين الحزب واسرائيل؟

وردًا على هذا السؤال، تقول مصادر إنه، على الرغم من سياق التوتر اليومي، الا أنّ اندلاع الحرب على الجبهة الشمالية لا يزال بمثابة احتمال مستبعد حتى الساعة، وذلك لاسباب عدة:

اوّلًا، ان “حزب الله” وعلى الرغم من دعمه الكامل لحماس، ورغم المعلومات التي تم تداولها عن ان العملية تم التخطيط لها في لبنان، فهو، وحتى اللحظة، يتجنب القيام بتصرفات توحي بأنه يريد الحرب أو أنه يتحضر للحرب . صحيح أنّ الحزب أعلن جهوزية عسكرية كاملة وذلك على نحو يظهره بأنه يضع اصبعه على الزناد، الا انه في العمق يحرص على ابقاء تصرفه العسكري في الجنوب تحت سقف القرار ١٧٠١، فيما الهجمات التي تجري في منطقة عمليات ال ١٧٠١ يتركها للمجموعات الفلسطينية ؛ وبنفس الوقت يكتفي بالرد داخل منطقة ال ١٧٠١ ، على الهجمات التي تستهدفه؛ اي ان الحزب يهاجم في المنطقة المحتلة من لبنان الواقعة خارج منطقة عمليات ال ١٧٠١. ويهاجم من منطقة ال ١٧٠١ على الهجمات الاسرائيلية التي تستهدفه من هذه المنطقة.

ثانيًا، ان “حزب الله” يعلم علم اليقين ان ظروف اليوم تختلف عن تلك التي كانت عليه في العام ٢٠٠٦ على كل المستويات، فاليوم بيئته الحاضنة نفسها لا قدرة لها على تحمل تكاليف اي مواجهة مع إسرائيل، كما انه يفتقد لدعم كل الاطراف السياسية وبيئاتها الشعبية، ما يجعله معزولا داخليا في حال قرر دخول مواجهة مع إسرائيل.. وكذلك يعلم الحزب ان لبنان - وبفضل سياساته طبعا - بات معزولا عربيا ،ولم تعد اي دولة مستعدة للوقوف بجانبه وتحمل كلفة اصلاح كسر لوح زجاج في البلد؛ فكيف اذا جرت الحرب تدميرا لبناه التحتية ومؤسساته، كون إسرائيل هددت بأنها ستحمل الدولة اللبنانية مسؤولية اي مواجه؟

ثالثا: .. وللذين يسألون عما اذا قررت ايران فتح الجبهة الجنوبية، فعليهم قراءة نفي المرشد الاعلى في الجمهورية الايرانية السيد علي خامنئي ضلوع بلاده في هجوم حركة حماس على إسرائيل.. ورغم معرفة الجميع مدى قوة دور ايران في تسليح وتدريب وتمويل حماس، الا انه لنفي خامنئي دلالة واحدة ، وهي أنه يؤكد حرص ايران على شن الحروب بالواسطة في المنطقة وتثميرها سياسيا لصالحها. وهذا امر يتحقق لها اليوم من خلال ما يحصل في غزة بحيث انها ستكرس دورها كلاعب اساسي في الشرق الاوسط، من دون حاجتها للانزلاق الى تبني عملية طوفان الاقصى، والدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، ووضع نفسها بمواجهة المجتمع الدولي الذي تحاول ايران بكل السبل عقد الصفقات من تحت وفوق الطاولة معه، من اجل رفع العقوبات عنها والافراج عن اموالها المحتجزة في محاولة منها لتجاوز اكبر ضائقة اقتصادية تتعرض لها في تاريخها ، بمعنى آخر لا تريد ايران في هذه اللحظة تحديدا تجاوز الخطوط الحمر الاميركية، مما يعني ايضا ان وضع شعار وحدة الساحات في الحرب مع إسرائيل، موضع التطبيق مستبعد اقله في المدى المنظور.

والواقع ان ايران وكما بات معلوما، تعتبر ان توقيت ضربة طوفان الاقصى جاء لمصلحة سياساتها، فقد جاء متزامنا مع الاتفاق على التطبيع بين إسرائيل والسعودية الذي تمت فرملته حتى لا نقول وقفه من خلال عملية طوفان الاقصى، وفرضت نفسها كأحد المعنيين الاساسيين وطرف لا بد من التحاور معه ايضا في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية طالما ان حماس هي احد اذرعه العسكرية في فلسطين المحتلة.

رابعًا، فهو ما يبنى على ما ورد آنفا، اي الاستنتاج بأن الحرب مع إسرائيل مستبعدة حتى اللحظة ، وان ايران تحديدا تهابها، وانتصار عملية طوفان الاقصى وما تسببت به من كسر لهيبة الجيش الاسرائيلي ولمؤسسات إسرائيل العسكرية الأمنية والاستخباراتية هو نصر يكفيها كطرف يجب الوقوف على رأيه في هندسة الشرق الاوسط الجديد الذي يبدو قادم على مرحلة جديدة من التغييرات الكبيرة على خارطته السياسية.

انطلاقا من ذلك كله يمكن القول انه وحتى اللحظة كل المؤشرات تدل على ان ما يشهده الجنوب اللبناني سيبقى ضمن هذه الحدود، والانزلاق الى الحرب امر مستبعد حتى الآن.

وفي النهاية كلنا نعرف متى وكيف تبدأ الحروب الا ان احدا لا يمكنه توقع كيف ومتى تنتهي؟؟.

المقال السابق
الحِداد مسار مُضنٍ.. فهل هو ضروري لاستعادة السلام الداخلي؟!
المادة التالية
لبنان و…"كفّ العفريت"!

منى خويص

كاتبة سياسيّة

مقالات ذات صلة

مراسلون في الجنوب يتمنّعون عن ذكر الحقائق الميدانية خوفا من حزب الله

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية