"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

أسرار الانجذاب

كريستين نمر
الأربعاء، 28 فبراير 2024

أسرار الانجذاب

على الرغم من التقدّم العلمي والطبي والبحثي والتقني، لا تزال المسائل التي يعتبرها كثيرون بديهيّة تُشغل بال الإنسان، مثل الأسرار التي تقف وراء انجذاب الرجال والنساء لبعضهم البعض. وإذا كان البعض يستسهلون نسب هذا الإنجذاب الذي يتجسّد حبًّا وعشقًا، إلى عوامل جنسيّة بحتة أو “أفلاطونيّة” أو “رومانسيّة”، فإن للعلم رأيًا آخر إذ يربط كل شيء بوظيفة الإنجذاب!

و أظهر بحث عابر للثقافات أجراه المعالج النفسي الأمريكي ديفيد بوس David Buss، أنّ البيئة التي ترعرع فيها الرجال والنساء كما الجينات المتوارثة، تلعب دورًا أساسيًا على عمل الدماغ بشكل خاص، في مجال الإغواء بين الجنسين.

وفي حين تميل غالبية الرجال إلى النساء الشابات اللواتي يتمتعنّ “بعلامات الخصوبة”، تنجذب النساء إلى الرجال الأكبر سنًّا الذين يتمتعون بمكانة اجتماعية مهمة ولديهم موارد ماليّة واقتصاديّة مريحة.

هل هذا صحيح؟ وإذا كان من السهل “تعقّب رجل يتمتّع بمكانة اجتماعية مرموقة، فكيف يمكن تمييز المرأة الخصبة من العاقر؟

لقد حدّد ديفيد بوس David Buss علامات الخصوبة عند المرأة بالآتي:

أولًا: العمر

طبيًّا، قد تصل الخصوبة الأنثوية إلى ذروتها بين العشرين والثلاثين عامًا، لتبدأ بعد ذلك بالانخفاض السريع ونتيجة لذلك، “عندما ينجذب الرجل إلى المرأة الشابة، فإنه يحاول عن قصد أو عن غير قصد من زيادة عدد “ذريّته المحتملة”، وهذا ما أظهرته البيانات في حوالى ٣٠ دولة، إذ تبيّن أن الرجال عمومًا يفضلون أن تكون لديهم شريكة أصغر سنًا منهم، ما يفسّر الفارق في العمر بين الزوج والزوجة في معظم البلدان”.

ثانيًا: منحنى الخصر

تمّت دراسة هذا المعيار الذي يتراوح بين محيط الخصر ليصل إلى محيط الورك بشكل كبير من قبلDavid Buss ، بحيث ربط بين العمر وتوزيع الدهون في الجزئين العلوي والسفلي من الجسم، كمؤشّر على وجود الاستروجين والتستوستيرون بنسب وفيرة، وقال “إن النساء اللواتي لديهنّ خصر عريض وورك ضيق يواجهن العديد من المشاكل الفزيولوجية وصعوبات أكبر في الإنجاب”، كما خلص إلى “أن الرجال بغض النظر عن عمرهم وأصلهم وثقافتهم يفضّلون الخصر الضيّق والورك العريض”.

ثالثًا: لون البشرة

أثبتت الدراسات أنه مع الحمل المتكرّر يصبح لون البشرة داكنًا، وعلى الرغم من أن أنوثة الوجه وشفافيته تزيد من جاذبية المرأة، إلا أن الرجال ينجذبون إلى البشرة الداكنة كونها مؤشّرًا للخصوبة.

ثالثًا: الصوت

كما هو الحال مع العديد من السمات، تتعرّض الأحبال الصوتية، تحت تأثير الهرمونات الجنسية لتغيرات كبيرة خلال مرحلة البلوغ، فيستخدم الرجال ارتفاع الصوت كمؤشر على تركيز الاستروجين في الدم، وبالتالي على خصوبة المرأة، “ما يفسّر ميل الرجل بالإجمال إلى صوت المرأة ذات التردّد المرتفع”، حسب Buss.

رابعًا: رائحة المرأة

لقد أثارت رائحة المرأة خلال الدورة الشهرية اهتمام الرجل بشكل قوي على مرّ العصور، كون الفترة التي تليها هي فترة إباضة وخصوبة لديها، ويقول Buss “إن الرجال يجدون رائحة المرأة أثناء فترة الإباضة أكثر لطافة وجاذبية من رائحتها خلال الأيام العادية”.

انجذاب المرأة للرجل

يكمن الفرق الرئيسي بين الرجل والمرأة في أن الأول قادر على إنجاب عشرات الأولاد في سنة واحدة، بينما لا تستطيع المرأة إلا أن تنجب ولدًا واحدًا خلال تسعة أشهر (إلا في حالة التوائم وهي حالات نادرة)، ومن المعروف أنّ فترتي الحمل والولادة يفرضان على المرأة الكثير من الجهد والوقت والطاقة، لذا يتركّز “استثمارها” في شريكها على صفات أساسية حدّدها David Buss بالآتي:

أولًا: المظهر الخارجي

تنجذب المرأة إلى الرجل الوسيم سعيًا منها لنقل جيناته الجيّدة لأطفالها لضمان تطورّهم الفيزيولوجي والنفسي والإدراكي، فالصفات الجسديّة الجاذبة لدى الرجال هي مؤشّرات على صحتهم البدنيّة والوراثية، وقد أظهرت أبحاث David Buss على ما يقارب ٤٠ ثقافة في القارات الخمس أن الرجال الوسيمين لديهم فرص أكبر لإنجاب أطفال جذابين ويتمتعون بصحّة جيّدة.

ثانيًا: الرعاية

تربط المرأة الرعاية الجيّدة التي تتوخّاها لأطفالها المستقبليين بالمركز الاجتماعي المريح الذي يشغله الرجل الذي تختاره كأب لهم، فتسعى إلى الاستثمار بشريك من أصحاب المهن ذات المردود المالي الوفير أو يشغل مركزًا عاليًا في الدولة أو له مكانته الاجتماعية أو الفنيّة أو الرياضية… مثلًا.

ثالثًا: السلوك

إنّ للخصائص السلوكية والشخصية للرجال اعتبارات مهمة لدى المرأة خاصة عند اختيارها لشريك مدى الحياة، كونها تميل بطبعها إلى إيلاء أهمية أكبر للثبات العاطفي والاستقرار.

جدال حاد

لقد أثارت هذه الفروقات جدالًا حادًا بين علماء النفس والاجتماع بحيث اعتبروها غير موجودة، إذ عارض كثيرون فكرة تحليل السلوك الإنساني بهذه الطريقة ودعوا إلى تبنّى منهجية توعوية تتحدّث عن النهج التطوري للعلاقات الغرامية، وشكّكوا بالقاعدة الإحصائية التي تقول إن النساء يبحثن في المتوسط عن رجال أكبر سنًا ذوات مداخيل مرتفعة و”الدليل ملايين النساء اللواتي أحببن رجالًا من ذوي الدخل المتواضع”، كما قالوا، كذلك طرحوا تساؤلات عن أولئك “الرجال الذين أمضوا حياتهم مع نساء لم ينجبن لهنّ الوريث”.

المقال السابق
السويداء تتظاهر ضد نظام الأسد وتقدّم أوّل شهداء انتفاضتها المستمرة
كريستين نمر

كريستين نمر

محرّرة وكاتبة

مقالات ذات صلة

"هاري الأمير المفقود".. فيلم يفضح ما عاشه دوق ودوقة ساسكس

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية