"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

"عسكرة"...التبرّعات!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الثلاثاء، 28 مايو 2024

لو أنّ “هيئة دعم المقاومة الإسلاميّة” خصصت حملتها الخاصة بهذه السنة لتوفير ما يلزم من مساعدات حفظ كرامة أكثر من مائة ألف جنوبي اضطرتهم “حرب المساندة” الى النزوح عن قراهم وبلداتهم وأعمالهم ومزارعهم وأراضيهم لكنّا قد تشجعنا على “حط إيدنا في جيبتنا”، لأنّ العمل الإنساني يجب أن يبقى منفصلًا عن الخلاف السياسي!

ولو أنّ هذه “الهيئة” التي هي من أجهزة “حزب الله” قد خصصت التبرعات المطلوبة من أجل استصلاح الأراضي التي سمّمتها القذائف الإسرائيلية، لقلنا: هذه خطوة مباركة من شأنها أن تساعد الجنوبيّين على العودة الى منازلهم وأرزاقهم بعد أن تضع الحرب أوزارها!

ولكن أن تعلن “هيئة دعم المقاومة الإسلامية” تخصيص التبرعات لشراء صاروخ هنا ومسيّرة هناك، فهذا ما لا يمكن أن يستوعبه عقل!

نحن ندرك والبيئة الحاضنة ل”حزب الله” تدرك أنّ هذه الحملة التبرعيّة هي “ضحك على الذقون”، إذ إنّه لو قدّم كل قادر ماديًّا أسخى مساهمات نقدية ممكنة لما مكّن “حزب الله” من شراء صاروخ متطور واحد ومسيّرة حديثة واحدة، في وقت أنفقت “المقاومة الإسلامية في لبنان” منذ الثامن من تشرين الأول الأخير حتى كتابة هذه الإفتتاحية ما يزيد عن أربعة آلاف صاروخ ومائتي مسيّرة!

وفي الواقع إنّ “حزب الله” لا يحتاج الى حملة تبرعات من أجل الصواريخ والمسيّرات والعتاد والعديد، وهو الذي سبق أن أعلن، وعلى لسان أمينه العام حسن نصرالله أنّ كل سلاحه وماله ومأكله وملبسه من الجمهورية الإسلامية في إيران.

لماذا، والحالة هذه “يضحك” الحزب على الناس؟

هل يريد أن يشعرهم أنّهم شركاء في إلحاق الضرر بإسرائيل، كما يعتقد البعض، أم أنّ هدفه الوحيد هو إلهاؤهم عن الخسائر البشرية الباهظة التي تلاحق مقاتليه والأضرار المادية المأساوية التي أصابت الجنوبيين بوجه خاص، كما يعتقد كثيرون؟

هل يريد أن يحرّك اللبنانيين في اتجاه يناسبه، في وقت يتابع الجميع كيف يضغط شماليو إسرائيل على حكومتهم من أجل أن تسارع الى توفير الأمن والإستقرار وميزانيات الإعمار والإنماء والأزدهار، وهم الذين، ومنذ جرى إخلاء ستين ألفًا منهم عن بلداتهم وأعمالهم، يتلقون الدعم الذي يوفّر لهم الحد الأدنى من الحياة اللائقة؟

نحن لا يمكن أن نذهب في تفسير هذه الخطوة التي أقدمت عليها “هيئة دعم المقاومة الإسلامية” الى حيث ذهب البعض في تفسيراته، إذ اعتبر أن التبرعات قد تكون غطاء لأموال لا بد من تشريع الحصول عليها، أو هي للإيحاء بأنّ ل”حزب الله” مصادر تمويلية غير تلك التي توفرها له إيران، ولكن لا يمكن أن نعتبر أنّ الأهداف المعلنة لها منطقية، إذ إنّ بيئة “حزب الله” قد تكون بحاجة الى أمور كثيرة ولكنها بالتأكيد ليست بحاجة الى صاروخ جديد يضاف الى 150 ألف صاروخ ولا إلى مسيّرات جديدة تضاف الى ترسانة تتراكم منذ العام 2006. والأهم من ذلك، فإنّ إيران التي توفّر ل”حزب الله” كل هذه الأسلحة، قبضت ثمنها استراتيجيًّا مائة ضعف!

المقال السابق
ماذا لو جرى تهجير مقاتلي "حماس" والفصائل إلى لبنان؟
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

ايران تُكمل مهمة المروحيّة!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية