"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

Ask Gebran

منى خويص
الأحد، 26 مارس 2023

Ask Gebran

الأسبوع الماضي أطلق النائب جبران باسيل هاشتاغ Ask Gebran . ما إن نشرت التغريدة حتى انهالت عليه الردود من كل حدب وصوب، ومعظمها تهكمية واتهامية، ولقساوتها لم يكن ينقصها الا ال”هيلا هيلا هو”.

كثيرة كانت الردود والتساؤلات على باسيل وماذا في جعبته ليرد على الناس؟ هل سيعلمهم كيف يُحكم البلد من دون رئيس، كما كان يريد أن يلقّن العالم درسًا، يوم كان رئيس ظل كيف يُحكم البلد من دون موازنة؟ وهل سوق يعلّم الشباب كيف يمكنهم أن يسرقوا ويبقوا على المنابر يخطبون؟

لم أتابع هاشتاغ باسيل لكنّني حين رأيت الهاشتاغ خلف باسيل وهو يخطب في عشاء التيار Ask Gebran, حضر أمامي Ask Jeeves ، وهو محرك البحث القديم قبل ان يتصدر غوغل قائمة محركات البحث، اما عن Mind to Mind جملة تظن نفسك جالسا أمام ميشال فوكو او جيل دولوز وتناقش في الألسنيات وأركيولوجيا المعرفة، لا أمام شخصية تسلقت السلطة على صهوة جواد حميه، والد زوجته العماد ميشال عون رئيس الجمهورية السابق الذي سلّم الرئاسة لحزب الله، وادارة الجمهورية لمن يحاول اليوم جاهدا المحافظة على مكتسباته في السلطة وفي التيار الذي ورثه، خوفًا من الانهيار والتفكك الذي قد يطاله في حال غياب الجنرال عون- اطال الله بعمره- بحيث إنّ الكثير من قواعد التيار وقياداته مستمرون فيه لارتباط وجداني ب”القائد المؤسّس”.

كمقاتل شرس يحاول جبران باسيل حفظ موقع له في التركيبة السياسية المقبلة يحاول بداية وكما ظهر في المؤتمر الوطني الثامن للتيار اليوم حريصًا على سيادة البلد وعلاقاته وموقعه ودوره الذين فقدهم ابان حكم عمه ويوم كان هو نفسه وزيرا للخارجية وكانت الخارجية في ما بعد بيده لسنوات طوال خُربت فيها علاقات لبنان مع كل الدول الصديقة، عربية كانت ام دولية، كما جدّد حملته على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي شارك تياره بالتجديد لحاكميته قبل ان ينقلب عليه، كما وحاول مدّ اليد للجميع بعدما كان قد أحرق مراكب التواصل والحوار مع المعارضين والحلفاء، لكنّ ذلك لم يثنه عن استكمال معاركه السياسية، ففتح النار مجددًا على “حزب الله” وعلى أمينه العام حسن نصرالله شخصيًّا عندما كذّب رواية نصرالله عن ترشّحه برواية أخرى، وكأنه بذلك كان يدق آخر مسمار في نعش اتفاق مار مخايل، اما عن الفساد فتحدث ومن دون حرج وكأنه لم يكن للتيار في الحكم مكانًا، غير آبه بما كان نصرالله قد قاله في احدى خطبه انه اذا أراد الحديث عن هذه الملفات سنحكي ما عندنا.

ولكن وعلى الرغم من كل هذا الوضع المعقد يبدو أنّ باسيل ماض في معركته، وهو وان كان قد حسم عدم ترشحه “رغم احقيته”، كما قال، يريد أن يكون الناخب الأوّل للرئاسة او صانعًا لها، مستندًا الى كتلته النيابية الوازنة في المجلس النيابي والتي بات يقلقه الحديث عن امكانية انقسامها.

وهذا القلق كان باديًا على وجه باسيل، وهو يطلق أقواله التي لا تشبه افعاله يوم كان في السلطة.

ويدرك باسيل انّه لا يملك الكثير من الاوراق ليلعبها ويحاول أن يستعملها ليبني الجسور المقطوعة إذ بات لوحده في معركته، وفق ما كان قد بيّن سابقًا عندما وضع في خلفيّة مؤتمر سابق للتيار كلمة “لوحدنا”، فشعارات باسيل باتت تعبر عما في داخله، والعناوين التي تتصدر الشاشة خلفه اشبه بالوشم على الجسد بحيث يعبّر المرء من خلاله عن مشاعره الداخلية المخفيّة. مجددًا يحاول باسيل إحياء شعارات رنّانة بنص شعبوي فيه الكثير من الشحن المذهبي والعنصرية، من اجل ايصال رسائل سياسية في كل الاتجاهات ومحاولة لاستقطاب الرأي العام في بلد الرأي العام فيه احدث قطيعة في ١٧ تشرين ٢٠١٩ يوم نزل الى الشارع وقال كلمته بين الرئيس السابق ميشال عون وجبران باسيل وقائد الجيش جوزيف عون حين طُلب منه آنذاك استعمال القوة مع المتظاهرين فرفض. قال جبران باسيل اليوم الكثير في الدولة واستعادة دورها وسيادتها وحل مشاكلها، لكن كما تكذّب المياه الغطاس فإن تجربة باسيل في الحكم تكذبه، وسيبقى العهد الذي كان حاكم الظل فيه من أسوأ العهود المطبوعة في ذاكرة الرأي العام وفي صفحات التاريخ.

المقال السابق
نتنياهو يُقيل وزير الدفاع من منصبه

منى خويص

كاتبة سياسيّة

مقالات ذات صلة

الخطوات التي وضعتها إسرائيل لحربها ضد "حزب الله"

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية