"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

عشق نبيه برّي الولهان!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأربعاء، 17 أبريل 2024

من بين الأمراض الفتاكة التي يعاني منها لبنان يبرز “مرض المزايدة”.

ولولا اعتيادنا على مغالاة السياسيّين اللبنانيّين في الترويج لمصالحهم تحت ستار الشعارات الوطنية الرنّانة، لاعتقدنا، كلّ مرة، أنّ الشمس لن تشرق علينا!

في الساعات الأخيرة، عاد نجم رئيس مجلس النواب نبيه برّي الى البروز، وهو يروّج لوجوب إرجاء الإنتخابات البلدية والإختياريّة مرة جديدة.

سابقًا، لم تكن هناك مواجهات في الجنوب، فاخترع بري وصحبه حججًا واهية لتجميد عمل السلطات المحليّة. هذه المرّة وجد هؤلاء في توريطهم لجبهة لبنان في حرب “طوفان الأقصى”، مبررًا.

المبرر أخذ مع برّي نبرة تصعيدية وكلمات من قاموس المواجهة.

بالنسبة له إنّ إجراء الإنتخابات في كل لبنان وإرجاءها في البلدات والقرى الحدوديّة، هو عملية فصل للجنوب عن لبنان، الأمر الذي لن يرضى به أبدًا، وشنّ هجومًا على صاحب هذا الإقتراح، رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع معتبرًا أنّه لا يزال في “عقلية حالات حتمًا”، في إشارة الى محاولة “القوات اللبنانية” في مرحلة الحرب الأهلية إنشاء مطار آخر غير مطار بيروت الذي كان ضمن مناطق سيطرة النظام السوري والقوى الحليفة له!

في الواقع، هذه مزايدة لا قيمة لها، فعشق الجنوب لا ينفصل عن عشق كل لبنان، وهو عشق يفترض، قبل أن يكون حجة جديدة لإرجاء الإنتخابات المحلية، العمل بلا هوادة لمنع تدميره وتهجيره وتقتيل أهله في حرب يعرف الجنوبيون قبل غيرهم إنّها بخدمة النفوذ الإيراني لا أكثر ولا أقل!

ويعرف المتابعون أنّ إسرائيل التي تحارب “حزب الله” من أجل شمالها و”حماس” من أجل جنوبها، أنجزت الإنتخابات المحلية، قبل أسابيع قليلة، في وقتها، وأرجأتها في المدن والبلدات الجنوبية والشمالية المعنية بالحرب مباشرة.

هي فعلت ذلك، ليس لفصل سائر إسرائيل عن الجنوب والشمال، بطبيعة الحال، بل لأنّ السلطات المحليّة هي المعنية بمصالح مواطنيها وبيوميّاتهم وبقياس تطلّعاتهم، ولا يمكن لأيّ دولة تستحق هذه الصفة أن تتغاضى عنها، إلّا لأسباب استثنائية!

لا غرابة أن يتم إرجاء استحقاق جديد من استحقاقات إثبات وجود دولة في لبنان، فالقيّمون على الجمهورية اللبنانية أمعنوا في تهديمها: سفراء عرب وأجانب يتوسطون لإجراء الإنتخابات الرئاسية والجميع “يتغنجون عليهم”، كما لو كانت مصر وقطر والسعودية وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية لا تنام الليل بسبب هذا التآمر اللبناني على وطنهم واقتصاده وماليته وشعبه. طبقة سياسية بقيت تناكد بعضها البعض، حتى وضعت البلاد في عهدة حكومة تصريف أعمال بحيث تكون عاجزة عن تصريف أعمال رئيس الجمهورية خلال فترة الفراغ. مجلس نيابي بلا فاعلية على الإطلاق، فلا هو ينتخب، ولا يحاسب، ولا يسائل، ولا يشرّع إلّا “غب الطلب”. وميليشيا اسمها “المقاومة الإسلامية في لبنان” تطلق على نفسها صفة “المقاومة” تستبيح سيادة لبنان وتفعل فيه ما تلزمها به إيران.

الغرابة أنّ برّي وأمثاله لا يزالون يعثرون على مجموعة تصفق لهم وتروّج لمزايداتهم التافهة!

ووجود صانعي هذه الغرابة قد يكون هو “بيت الداء” حتى قيل فينا إننا نستحق ما يحصل لنا!

المقال السابق
أمراض للذكور وأخرى للنساء... ما هي؟
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

لماذا لجأ نصرالله إلى "برج الحمام"؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية