"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

ارتفاع حالات الطلاق في لبنان والعالم العربي: ما هي أسباب ذلك؟

لارا صقر
الثلاثاء، 25 فبراير 2025

ارتفاع حالات الطلاق في لبنان والعالم العربي: ما هي أسباب ذلك؟

تحوّل الطلاق في لبنان والدول العربية والعالم الى حدث طاغ، ولكنّ تسارع التطورات الدراماتيكية يحجبه عن المتابعة والإهتمام اللازمين، لما له من انعكاسات على العائلات والأشخاص والأطفال، فما هي أسبابه المجتمعية والمادية والعاطفية والتقنية، وهل يمكن علاجه وكيف؟

تشير الأرقام إلى أن نسبة الطلاق في لبنان شهدت ارتفاعًا تدريجيًا خلال العقد الأخير. وفق احدث الارقام، يتبيّن أنّه في العام ٢٠٢٤، سُجِّلت 8541 حالة طلاق مقابل 30553 حالة زواج، كما أظهرت دراسات أخرى أن نسبة الطلاق بلغت 26.5% في العام 2022. هذه الأرقام تعكس تزايدًا في حالات الطلاق مقارنة بالسنوات السابقة، حيث كانت النسب السنوية ما قبل ٢٠١٩ اقل من 20%.

عوامل كثيرة لعبت دورا بارزا في ارتفاع نسب الطلاق في لبنان، كالأزمة الاقتصادية الحادة وارتفاع نسبة البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة، وتحرر المرأة، وزيادة الضغوط النفسية.

تحرر المرأة وارتفاع معدلات الطلاق

شهدت المجتمعات في العقود الأخيرة تحولات جذرية في دور المرأة على كافة الصعد، فقد أصبحت أكثر استقلالية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. لم يعد تحقيق الذات مقتصرًا على الزواج وتكوين الأسرة، بل أصبح التعليم، العمل، والنجاح المهني من أولويات المرأة المعاصرة، مما أدى غالباً إلى تأخير سن الزواج الى ما بعد الثلاثين وهو ما لم يكن عادياً في العقود الماضية. مع هذا التغير، برزت ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق، مما أثار جدلًا حول مدى تأثير تحرر المرأة واستقلاليتها على استقرار العلاقات الزوجية.

المرأة بين الاستقلال والتمرد

بات مفهوم تحرر المرأة في يومنا يشمل وعيها بحقوقها الكاملة وقدرتها على اتخاذ قراراتها بعيدًا عن الضغوط الاجتماعية التي كانت تحدّ من خياراتها. قديماً، كانت النساء، مضطرات للبقاء في زيجات غير سعيدة بسبب الأعراف والتقاليد وعدم توفر مصدى للدخل، لكن اليوم أصبح الانفصال خيارًا متاحًا لكل امرأة ترى أن علاقتها الزوجية لم تعد تحقق تطلعاتها.

الزواج والتوقعات “الخائبة” والتحوّلات

هناك عوامل كثيرة ساهمت في ازدياد حالات الانفصال، ومن أبرزها:

تغير التوقعات في الزواج: أصبح الشريكان يبحثان عن علاقة تقوم على التفاهم والانسجام العاطفي بدلاً من مجرد الواجبات التقليدية، مما زاد من احتمال الانفصال عند عدم توافر ذلك.

الاستقلال الاقتصادي للمرأة: لم تعد المرأة مضطرة للبقاء في زواج غير ناجح بسبب الاعتماد المادي على الزوج، مما جعل الطلاق خيارًا أقل تعقيدًا من الناحية المالية.

تحولات القيم الاجتماعية: لم يعد الطلاق وصمة عار كما كان في الماضي واصبح أكثر تقبلًا اجتماعيًا، مما شجع النساء على اتخاذ قرارات جريئة في ما يتعلق بحياتهن الشخصية.

التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي: ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة الخلافات الزوجية بسبب قضايا مثل الغيرة، الخيانة الافتراضية، والتوقعات غير الواقعية عن الزواج.

هل تحرر المرأة هو السبب الحقيقي وراء الطلاق؟

في الواقع، ساهم تحرر المرأة في خلق زواج أكثر صحة، حيث أصبحت العلاقات قائمة على الاختيار الواعي والشراكة الحقيقية بدلاً من التبعية القسرية.

تحرر المرأة هو انعكاس لتطور المجتمعات وليس تهديدًا للحياة الزوجية. في النهاية، نجاح أي زواج يعتمد على التواصل، التفاهم، وتقاسم المسؤوليات بين الشريكين. فبدلاً من النظر إلى الاستقلالية على أنها سبب في ارتفاع معدلات الطلاق، يمكن اعتبارها فرصة لبناء علاقات زوجية أكثر نضجًا واحترامًا، حيث يكون البقاء مع الشريك خيارًا مبنيًا على الحب والانسجام، وليس على الحاجة أو الخوف من المجتمع.

المقال السابق
سرطان الرئة.. أكثر انتشارا في صفوف غير المدخنين!

لارا صقر

محرّرة

مقالات ذات صلة

لبشرة نضرّة.. قّلل من استعمال هذه الأطعمة

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية