"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

"عرس ديموقراطي" في بلاد التوريث والزعامة!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 25 يونيو 2023

تيمور جنبلاط يخلف والده الذي كان قد خلف هو أيضًا والده في رئاسة “الحزب التقدمي الإشتراكي”!

هذه هي حصيلة ما سمّاه البعض “العرس الديموقراطي” الذي أقامه “إشتراكيّو” لبنان، الأحد في معقل الحزب في الجبل!

نحن، بطبيعة الحال، نهنّئ جنبلاط الأب والإبن، على نجاح مقصدهما، ولكنّنا لم ولن نرقص في “العرس الديموقراطي”، لأنّه إسم على غير مسمّى، فالعرس توريثي بامتياز، وهكذا أعراس لا علاقة لها بالديموقراطية ولا بمفهوم الأحزاب.

إنّ امتناعنا عن “الرقص” في هذا “العرس” لا يعني أنّه سبق لنا أن رقصنا في “اعراس” حزبية أخرى، ف”الحزب التقدمي الإشتراكي”، بتجليسه تيمور جنبلاط في كرسي والده وجدّه، لا يختلف بشيء، عن غالبية الأحزاب اللبنانية الأخرى.

وقراءتنا للواقع اللبناني تبيّن أنّ استمراريّة فاعليّة الأحزاب فيه لا تقوم على المنافسة الديموقراطية بل على “التوريث”، حتى إنّ الأحزاب “الحديثة” نسبيًّا، حيث لا قدرة فيها على “التوريث” بعد، لأسباب عدّة، اضطرّت الى تحويل رؤسائها الى “أبديّين”، كحالة “حزب الله” الذي نصّب أمينه العام حسن نصرالله، بعد إلغاء قاعدة التناوب السابقة، إلى “زعيم أبدي” مضفيًا عليه، من خارج منطق الزمن والحقيقة، صفات مقدّسة!

ولعلّ بعض علل لبنان السياسيّة تكمن في هذا النهج الحزبي، فالأحزاب، في العالم، هي أهم المدارس السياسيّة، إذ يتعلّم المواطن المهتم بالعمل السياسي، من خلالها وفيها، أسس التنافس والتناوب والتغيير والربح والخسارة والموالاة والمعارضة.

وعندما يكتسب المواطن هذه المبادئ من الأحزاب التي تتقاطع ومبادئه وأفكاره، ينقلها الى المستوى الوطني.

ما يعاني منه لبنان، على مستوى العجز عن إنتاج رئيس للجمهورية، هو نتاج “سلبي” للتجارب التوريثية والزعاماتية في أحزابه التي لا تؤمن بأنّ الرئاسة نتاج طبيعي للمنافسة الديموقراطية، وللتناوب الحتمي بين أصحاب الأفكار والمبادئ المختلفة والمتناقضة، بل هي تعتقد بأنّه كما يأتي رؤساؤها ب”طبخة عائلية” أو ب” طبخة سريّة” مرتبطة أحيانًا بقرار مستورد من الخارج ( كحال “حزب الله” وإيران) ، كذلك يجب أن يأتي جميع الرؤساء يتقدّمهم رئيس الجمهوريّة! وفي الأنظمة التي يصبح فيها التوريث قاعدة والزعامة ضرورة، يصبح بناء الدول معجزة!

المقال السابق
سيارة مرسيدس تتحدث إلى سائقها بفضل تشات جي بي تي
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

مستقبل لبنان بعهدة شيعته!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية