في الساعات الأخيرة، قدّم عدد من منظري “محور المقاومة” في لبنان مقاربة تحقيريّة للبشر عمومًا وللبيئة التي “تحتض”، بالرضا أو بالقهر، قوى هذا المحور، خصوصًا.
استخفّ هؤلاء المنظرون، في إطلالاتهم التلفزيونيّة المتزامنة، بالضحايا الذين يسقطون في حرب إسرائيل ضد قطاع غزّة، وفي أيّ حرب محتملة على لبنان، إذ اعتبروا أنّ موت هؤلاء ليس مشكلة، إذ إنّ النساء مؤهّلات لإنجاب أعداد مضاعفة تعوّض الخسائر، وبتوقيت قد لا يتجاوز الشهرين.
وعليه، فإنّ هؤلاء المنظرين، وبطبيعة الحال، “حزب الله” وسائر تنظيمات “محور المقاومة” من خلفهم، لا يُبرّرون التحرّش الخشن ب”الوحش الإسرائيلي” فحسب، بل يريدون استمرار الحرب في قطاع غزّة ومواصلة “حزب الله” حربه في الجنوب اللبناني، حتى لو تدحرجت الأوضاع وأشعلت حربًا كبرى، أيضًا.
ولا يخرج هؤلاء المنظرون عن السردية التي يعتمدها “حزب الله” منذ سنوات، فنائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، طالما خاطب أرحام النساء على أساس أنّها “معامل” تنتج للمقاومة مقاتلين ولبيئتها الطائفيّة قوة عدديّة، والأمين العام للحزب، حتى في إطلالته الأخيرة، صوّر “الإستشهاد” في الحرب التي يخوضها ويدعمها، بأنّه مجرّد تحرّر من “الإستكبار الأميركي والبطش الإسرائيلي” وانتقال من جغرافيا “القتل والمجازر” الى مكان يعيش فيه “الرسل والأنبياء والملائكة”!
في عقول هؤلاء، لا قيمة للفرد والعائلة والأمومة والأبوّة والأخوّة والعاطفة والسيرة الذاتيّة، فالإنسان، وفق معتقدهم، مجرّد سلاح ووقود وجثث تنتظر دفنها!
أمام مثل هكذا عقائد “أبوكاليبسيّة”، حيث نواجه أخطر أنواع المجانين، على الإطلاق، لا يعود النواح على المدنيّين الذين يستشهدون في سيارة إسعاف أو في مستشفى أو في مدرسة أو في جامع أو في كنيسة أو في معهد، سوى واحدة من خدعهم الدعائيّة.
وأمام مثل هكذا انحراف في التعاطي مع الجماعات البشريّة، تصبح إنسانيّتنا مجرّد سخافة طالما سخر منها هؤلاء الذين مهّدوا الطريق أمام العقيدة النازية!
الطامة الكبرى أنّ مثل هؤلاء يقولون إنّ ضمير الإنسانيّة مات!
من يرغب بالإستماع إلى هذه التنظيرات، يمكنه النقر على الرابطين الآتيين: