"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

أرفع مرجع ديني شيعي في لبنان يسأل: "وينية الدولة"؟

نيوزاليست
الأحد، 14 يوليو 2024

أرفع مرجع ديني  شيعي في لبنان يسأل: "وينية الدولة"؟

أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، “أننا لن نرفع أيدينا للعدو حيث غابت الدولة عن حمايتنا والقيام بواجبها تجاه الجنوب وأهله”. وقال: “إننا نريد لبنان وطنا للجميع، ونريد دولة تقوم بواجباتها، وأن يتعاون اللبنانيون جميعا، وهذا واجب، في مواجهة العدو الإسرائيلي وفي الدفاع عن لبنان وسيادته”.

وفي كلمة عاشورائية في حسينية الامام علي بن ابي طالب في خندق الغميق قال العلامة الخطيب: “نحن حينما نحيي اليوم هذه المناسبة العظيمة، ذكرى أهل البيت، يجب أن نتبعهم و أن نسير بسيرتهم وأخلاقهم وأن نصلح أنفسنا، وأن نصلح أبناءنا الذين يُعمل على تغيير ثقافتهم وعلى إفسادهم. والدولة يجب أن تكون لها سياسة، فأنا أسأل عن دولتنا وعن نظامنا اللبناني وعن دولتنا اللبنانية، ما هي السياسات التي رسمتها في المجتمع وفي المستقبل، سواء في السياسة او الثقافة و الإقتصاد و الإجتماع و في الصحة. وهنا اسأل: هل للدولة اللبنانية سياسة ثقافية إقتصادية إجتماعية؟“.

أضاف: “في الواقع أن هذه الدولة اللبنانية بنيت على تقسيم المذاهب، بنيت على أساس التجارة وجمع المال، حتى يستطيعوا تقسيمه في ما بينهم، لذلك لن تُبنى هناك ثقافة، المجتمع اللبناني مجتمع مؤمن ينتمي إلى الأديان السماوية، إلى المسيحية وإلى الإسلام، ولكن دلوني بالله عليكم هل الثقافة التي تُصنع هي ثقافتنا؟ طبعا الدولة ليست المعنية بهذا الأمر على الإطلاق، اذ ليس هناك سياسة ثقافية للمجتمع، ليس هناك سياسة تربوية في مجتمعنا. ألامر متروك للآخرين، للذين يتاجرون بالناس وللمرتبطين بالخارج الذين يريدون أن يحققوا السياسات الخارجية باللعب بثقافة الناس وبمعارفهم”.

وتابع: “بعض السفراء يتدخلون مع بعض اللجان المعنية في مجلس النواب ليفرضوا عليهم ثقافة الإنحلال والإنحراف، فأين الدولة من ذلك؟ نحن خائفون حتى على إدخال هذا الموضوع على مؤسسات الدولة وعلى المؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية. ومن المفترض أن تكون الدولة لها سياستها التي تنبعث من ثقافة الناس من الأساس الذي ينتمي إليه مجتمعنا، إلى الإيمان بالمسيحية والإسلام، و أن تكون هناك محافظة على القيم التي تتفق عليها كافة الأديان. فالأديان تتفق على القيم التي ينبغي أن تكون الاساس في السياسة التربوية والثقافية للمجتمع، وأن لا تدخل الدولة في البزار السياسي و المالي والتجاري في البيع والشراء”.

وأردف: “اليوم الإعلام في غالبيته للأسف، هو من يبتغي الربح والمال من دون ضوابط ومن دون محافظة على ثقافة المجتمع، ومن دون أن يكون له سقف، ومن دون أن تحدد الدولة له سقفا، ولهذا أنا أقول للبنانيين، للمسيحيين وللمسلمين، هل ترضون بهذه الثقافة التي هي للبيع والشراء، ولصالح مؤسسات تدخل فيها مؤسسات الدولة أو تدخل فيها المؤسسات الخاصة من أجل التجارة، فيما المنفذ في الواقع سياسات خارجية المقصود فيها التلاعب بثقافتنا وتغيير هذه الثقافة، ووصم مجتمعنا بثقافة لا تنتمي إلينا وهي ثقافة هابطة، ثقافة الإنحلال، وهذا أهم واجب على الدولة أن تقوم به. نحن لسنا ضد الإستفادة من البرامج التعليمية المستوردة من الخارج، لكن بما ينسجم مع ثقافتنا ومع مجتمعنا وألا نجعل أبناءنا دمية ليسيّروهم كما يشاؤون ويستخدمونهم لأهدافهم الخبيثة”.

وقال الخطيب: “إننا نحيي هذه المجالس لإرتباطنا عقائديا بالإسلام، لإرتباطنا بأهل البيت، لإرتباطنا بالإمام الحسين، بخصوصية الإمام الحسين سلام الله عليه، ولإيماننا بأننا تحت مراقبة إمامنا صاحب العصر والزمان، عجل الله تعالى فرجه، الذي يرانا كيف نتعامل مع قضايانا. هل نقوم بمسؤولياتنا الإجتماعية والثقافية؟ هل الثقافة التي هي ثقافتكم التي تستمدونها من هذه المجالس من الإمام الحسين سلام الله عليه هي الثقافة التي تعطيكم هذه القوة وهذه الكرامة و تشعركم بهذه الكرامة بأنكم لا تقبلون بالإذلال؟ هيهات منا الذلة أهم شعار للإمام الحسين سلام الله عليه ولا يمكن لنا أن نقبل بالإذلال. الإذلال يبدأ بالثقافة، بتغيير الثقافة. الإذلال يبدأ بتغيير عقائدنا، بإفساد مجتمعنا، وأن نفسح في المجال لهؤلاء الأعداء الطامعين في أرضنا، الطامعين في أبنائنا ليكونوا سلاحا في يدهم ضدنا، هذه الثقافة ستبقى تربطنا بالإمام الحسين وبأهل البيت سلام الله عليهم، هي المنبع الأصيل للحفاظ على كرامتنا طوال هذا التاريخ”.

وأضاف: “اليوم تسجلون في مواجهة الباطل الإسرائيلي هذه البطولات حيث تقفون في وجه العالم الذي يقف وراء إسرائيل، تقدمون الشهداء بلا منة دفاعاً عن كرامتكم، دفاعا عن وطننا لبنان، دفاعا عن مجتمعنا اللبناني الإسلامي والمسيحي من دون منة على أحد. هذه المقاومة التي تدافع عن سيادة لبنان، حينما تدافع عن جنوب لبنان الذي هو جزء لا يتجزأ من الدولة اللبنانية، هذه المقاومة نشأت من أجل الدفاع عن كرامة لبنان ومنع إخضاع لبنان للإرادة الإسرائيلية ولإرادة الغرب الذي استغل ثرواتنا، وأنتم اليوم ترون ماذا يصنع في غزة، كيف يسحق الفلسطينيين أخوتنا وأبناءنا وأهلنا، كيف تُدمر البيوت على رؤوس النساء والشيوخ والأطفال.. هذه هي ثقافتهم ، هكذا يريدون منا إما أن نحقق ما يريدون أو أنهم يريدون حينئذ قتلنا، وهذا لا يمكن أن يحصل ابدا. أنتم اليوم تقومون بهذه البطولات في مواجهة العدو الإسرائيلي بسبب هذه الثقافة، ثقافة كربلاء. لهذا نحن اليوم أحوج ما نكون للمحافظة على هذه المجالس، وألا تكون هذه المجالس مجرد طقوس نأتي إليها ثم ننساها بعد أن تنتهي هذه المناسبة، وإنما يجب أن نستفيد منها من أجل تحقيق طموحاتنا، من أجل الحفاظ على بلدنا وعلى أبنائنا وعلى مجتمعنا. بارك الله بكم وبالشهداء وبأهلنا الذين يقفون على الحدود، وبأبنائنا الذين يقفون في وجه هذا العدو أمام العالم الذي يدعم هذا العدو، بارك الله بهؤلاء الشهداء الأبطال وبأهلنا النازحين الذين لا يتكلمون وهم يتألمون، وإذا تكلموا قالوا نحن فداء لبنان وفداء كرامة اللبنانيين وفداء عزة لبنان وشرفه وشرف اللبنانيين”.

وقال: “هذا هو موقفنا وكان هذا واجب الدولة وواجب الجيش وليس واجبنا وحدنا، قلت لهم ليس أبناؤكم أغلى عليكم من أولادنا. نحن ابناؤنا أيضا لهم قيمة كبرى. هؤلاء أعزاؤنا، نحن لم نلدهم للموت، نحن ولدناهم ليتعلموا وليعيشوا بكرامة، ليخدموا وطنهم. هذا واجب الدولة وواجب اللبنانيين، ولكن أين الدولة، هل كانت الدولة موجودة وقامت المقاومة وأخذت دورها حتى أصبح دولة في مقابل دولة. الدولة تركتنا، تركت سيادة لبنان، تركت الجنوب وأباحت أرضه للعدو الإسرائيلي، فماذا تريدون منا؟ هل تريدون منا أن نرفع أيدينا للعدو الإسرائيلي؟ لا والله لن يكون هذا، لكن حساباتكم السياسية الصغيرة هي التي تقودكم إلى هذا الموقف، وإلى إنتقاد الثنائي الشيعي الثنائي الوطني الذي لا يعمل من أجل اهداف شيعية ولا لأسباب سياسية شيعية. لا تفكروا في هذه المقاومة كما تفكرون في أنفسكم، وتذكروا عام ٢٠٠٠ حينما حررنا جنوب لبنان بالقوة وطردنا العدو الإسرائيلي، قلنا للدولة تفضلي قومي بواجباتك، فماذا فعلت الدولة أمام العدو الإسرائيلي المعتدي”.

وختم الخطيب: “ها هم يختلفون الان على رئيس للجمهورية. الدولة تتفكك مؤسساتها واحدة تلوى الأخرى، ولا أعرف كيف يعيش اللبنانيون وقد انهارت كل المؤسسات. الدولة لا تقدم شيئا لا في المجال الإجتماعي ولا التربوي ولا الصحي ولا لمعلمي المدارس ولا لأساتذة الجامعات. يختلفون على المحاصصة في كل شيء، فهل هكذا تبنى الدولة؟.. نحن لسنا هكذا، نحن نريد لبنان وطنا للجميع، ونريد دولة تقوم بواجباتها، وأن يتعاون اللبنانيون جميعا، وهذا واجب، في مواجهة العدو الإسرائيلي وفي الدفاع عن لبنان وعن سيادته”.

المقال السابق
لواء إسرائيلي جديد ينهي تدريبات تحاكي القتال داخل لبنان
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت وضيف والمعارضة الإسرائيلية تهاجمها

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية