"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

أردوغان: 500 مليار دولار كلفة إعادة إعمار ما تسبب به نظام "بشار الأسد الجبان"

نيوزاليست
الأربعاء، 25 ديسمبر 2024

أردوغان: 500 مليار دولار كلفة إعادة إعمار ما تسبب به نظام "بشار الأسد الجبان"

وكالة الأناضول

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن “الأشقاء السوريين حققوا نصرا عظيما ومؤزرا” بعد نضال دام 13 عاما.

جاء ذلك في خطاب ألقاه، الأربعاء، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية (الحاكم).

وأردف: “أحيي بكل احترام أشقاءنا السوريين الذين حققوا نصرا عظيما ومؤزرا بعد نضال دام 13 عاما”.

وأضاف: “باسمي وباسم حزبي وتركيا والشعب التركي، أحيي بكل احترام أبناء بلاد الشام الأبطال الشجعان، الكرام الذين لم ينحنوا للظلم والطغاة، وأقول لهم مبارك عليكم هذا النصر”.

وبعد قراءته الآيات الأولى من سورة الفتح، قال أردوغان: “نحمد الله لأنه أشرك أمتنا في فرحة هذا النصر المجيد مع المظلومين السوريين. نشكر الله الذي جعلنا ندرك هذا اليوم، وكتب لنا أن نشهد تحرير سوريا”.

وذكر أنه “منذ 3 أسابيع وحلفاء الأسد في حداد، وبدأت تتكشف نواياهم في صب جام غضبهم جراء فقدانه”.

وأضاف أردوغان: “سنحقق هدفنا المتمثل في جعل تركيا خالية من الإرهاب خلال الفترة المقبلة باستخدام جميع الأدوات المتاحة لدولتنا”.

وتابع: “سنقضي على التنظيم الإرهابي (بي كي كي) الذي يحاول بناء جدار من دم بيننا وبين أشقائنا الأكراد، وإذا كانت لديه حسابات فنحن أيضا لدينا حساباتنا”.

وفي السياق، أكد أردوغان أن هدف تركيا الوحيد هو ضمان السلام والرفاهية والاستقرار بأقوى الأشكال في كل شبر من أراضي المنطقة بدءا من سوريا.

وذكر الرئيس أردوغان أن الأحداث في سوريا بدأت في 15 مارس/ آذار 2011، عندما تم اعتقال طفل في درعا بسبب كتابات على الحائط، وتعذيبه واستشهاده على يد قوات النظام الغاشمة”.

ولفت إلى أن الأسد ونظام البعث اختارا قمع الاحتجاجات السلمية بطريقة دموية للغاية، على الرغم من كل التوصيات ذات النوايا الحسنة التي قدمتها تركيا.

وأضاف أن الأسد استمر في قمع شعبه وزاد من طغيانه، بالرغم من وجود إمكانية وقف إراقة الدماء وإنهاء الصراع.

وأشار أردوغان، إلى أن الجارة سوريا جُرت إلى الفوضى وعدم الاستقرار بشكل كبير بسبب سياسة المجازر التي اتبعها النظام لأكثر من 13 عاما.

وأوضح أن المدن والقرى والمعالم التاريخية، التي تعد أفضل الأمثلة على الحضارة الإسلامية، تعرضت للقصف والتدمير.

وأردف أردوغان: “استشهد مليون من أشقائنا السوريين إما نتيجة مجازر النظام ومؤيديه أو هجمات التنظيمات الإرهابية مثل داعش و(بي كي كي). ليتغمد الله جميع شهدائنا برحمته ويسكنهم الجنة”.

وقال إن أكثر من 12 مليون سوري اضطروا إلى مغادرة منازلهم ومسقط رأسهم ووطنهم. و أن 3.6 ملايين منهم لجأوا إلى تركيا، وقسم آخر لجأ إلى دول أخرى في المنطقة وإلى أوروبا.

واستذكر الرئيس التركي، السوريين الذين غرقوا في البحر، والذين أغرقت قواربهم وتُركوا وسط البحر ليواجهوا الموت، والذين تعرضوا لمختلف أنواع التعذيب على البوابات الحدودية (في أوروبا) بعد أن غادروا سوريا لإنقاذ حياتهم وعلى الأقل تأسيس حياة آمنة لأنفسهم ولأسرهم.

ولفت إلى وقوع فظائع لا حصر لها في سوريا على يد النظام وأزلامه تجعل الإنسان يخجل من إنسانيته.

وتساءل أردوغان موجها خطاباً للأمة التركية: كيف يمكننا أن ننسى تلك الصورة البريئة للطفل إيلان، التي ظلت عالقة في ذاكرتنا وقلوبنا مثل المسمار؟ كيف يمكننا أن ننسى النظرات الخائفة لطفلنا عمران الذي كان وجهه مغطى بالدماء، فكوت قلوبنا؟ كيف ننسى الأطفال الذين ماتوا في المدارس التي تحولت إلى أنقاض بفعل البراميل المتفجرة؟.

وأردف: “كيف ننسى النساء والشيوخ الذين قُتلوا بطريقة وحشية بالكيماوي في الغوطة وخان شيخون؟ وكيف يمكن لأي منا أن ينسى العار الذي تعرضت له النساء السوريات اللاتي انتهكت عفتهن أمام أعين أزواجهن؟“.

وتابع: “كيف يمكننا أن ننسى همجية وقسوة أولئك الشبيحة أشباه البشر الذين استمتعوا بقتل المدنيين؟ وكيف يمكن أن ننسى التعذيب، والقتل الجماعي، والإعدامات خارج نطاق القانون التي جرت في سجون مثل صيدنايا التي حولها النظام إلى مسلخ بشري؟“.

وأكد أردوغان، أنه لا يمكنهم نسيان اللامبالاة التي أظهرها ما يسمى بالعالم المتحضر بينما كانت تحدث كل تلك الأعمال الوحشية اللاإنسانية لمدة 13 عامًا في سوريا، وكذلك لن ينسوا الدعم الذي تم تقديمه إلى تنظيم “بي كي كي/ واي بي جي” الانفصالي عبر آلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة بحجة القتال ضد داعش؟.

وأكد أنهم منذ لحظة اندلاع الأحداث في سوريا اعتمدوا سياسة تركز على الرحمة والعدالة.

وأضاف: “قلنا (حينها) إننا سنقف في وجه الظالم وإلى جانب المظلومين وحققنا ذلك، وقلنا إننا لن نُعيد من جاء إلى بابنا وطلب الأمان منا، و قلنا إننا لن نرسل أخوتنا للموت ولن نسلّم الذين لجأوا إلينا للظلّام.

وشدد الرئيس أردوغان، على أنه قال حينها سندعم المظلومين بكل وسائلنا، حتى لو دفعنا الثمن السياسي بأنفسنا.

وذكر الرئيس أردوغان أن نضال الشعب السوري، المليء بالمعاناة والألم العميق والتضحيات، حقق النصر بتحرير دمشق في 8 ديسمبر.

وقال: “بعد 61 عاما من القمع، انهار نظام البعث وفر (بشار) الأسد الجبان من سوريا، كما يليق به، حتى أنه باع أقرب الناس إليه. ومع سيطرة الثوار السوريين على دمشق، انفتحت الآن صفحة جديدة أمام هذا البلد”.

وأضاف: “قامت تركيا بالتدخلات اللازمة طوال العملية (التحرير) لمنع المزيد من إراقة الدماء ومنع انتشار الصراعات إلى أماكن أخرى.

وأردف: “إن الثورة التي استمرت 13 عاما توجت بالنصر في 12 يوما، وهذا إنجاز عظيم بحد ذاته. ويعود الفضل لهذا النجاح لله أولا، وثم لإخواننا السوريين، لقد أنقذ الشعب السوري بلاده من براثن شبكة المجازر.

وأكد: “لقد دخل السوريون، بكل شرائحهم العرقية والطائفية والدينية إلى طريق سيحددون فيه مستقبلهم بأنفسهم. نشعر بسعادة غامرة لإخواننا وأخواتنا السوريين”.

وأردف أردوغان: هناك أغنية شعبية جميلة في كركوك، تقول: “لقد رأيت يوما، وأيامًا، وعندما رأيتك، أغمرتني السعادة”، ونحن كلما نرى علم سوريا الحرة مع العلم التركي جنبا إلى جنب في حلب ودمشق، وحماة، وحمص، ودرعا، ومنبج تغمرنا السعادة”.

وأشار: “عندما ننظر إلى عيون السوريين التي باتت تشرق بالأمل بعد سنوات طويلة من الظلم نشعر بالسعادة والبهجة، وإذ نرى شمس الحرية تشرق على سوريا بعد 61 عاماً من ظلام البعث، فإننا سعداء حقا كجيرانها وإخوتها.

وتابع: “أولئك الذين، على الرغم من رؤيتهم لكل هذا (فظائع نظام البعث)، لا يستطيعون تهنئة الشعب السوري ولو بكلمة جافة، ولا يستطيعون مشاركة فرحة المضطهدين في شوارع سوريا، ومنزعجون من الإطاحة بالأسد، ننظر إليهم فقط بعين الشفقة”.

  • سندعم الإدارة الجديدة في سوريا

وذكر أردوغان أنه وفقا لتقارير الأمم المتحدة، فإن التكلفة الإجمالية لطغيان الأسد والدمار الذي خلفته الحرب في سوريا يقترب من 500 مليار دولار.

وأردف “ليس من الممكن لسوريا، التي أنهكتها الحرب، أن تتحمل مثل هذا العبء على كاهلها، دون دعم من المجتمع الدولي”.

وأضاف أردوغان: “يجب على العالم العربي والإسلامي أن يقود عملية إعادة إعمار سوريا وأن يكون قدوة للدول الأخرى”.

وأكد: “مثلما لم نترك أشقاءنا السوريين بمفردهم لمدة 13 عاما، من الآن فصاعدا سنكون معهم بكل طاقتنا”.

وأشار الرئيس التركي، إلى أنه “سرعان ما أرسلنا أولا رئيس المخابرات (إبراهيم قالن)، ثم وزير خارجيتنا (هاكان فيدان) إلى دمشق، وقمنا على الفور بتفعيل سفارتنا. وقامت إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) بتفقد مراكز التعذيب، وخاصة سجن صيدنايا. وتقوم وزاراتنا ومؤسساتنا وبلدياتنا ومنظماتنا غير الحكومية باستعدادات مكثفة في مجالاتها الخاصة، وسنفتتح قنصليتنا العامة في حلب قريباً”.

واعتبر أن قائد “إدارة العمليات العسكرية” أحمد الشرع، يدير المرحلة بشكل جيد جدًا، ونال التقدير للرسائل المعتدلة والبناءة التي قدمها.

وشدد أردوغان، على أن تركيا ستدعم سوريا في كل المجالات التي تحتاجها، من الطاقة إلى النقل، ومن التخطيط الحضري إلى التعليم والصحة، ومن الأمن إلى التجارة.

وبيّن: “سندعم الإدارة الجديدة في سوريا في استجماع قواها، وتعزيز قدرتها المؤسسية وتمكين الدولة من أداء واجباتها الأساسية من جديد”.

وأكد أردوغان: “نحن في تركيا سنحافظ على موقفنا الصارم ضد الهجمات على سلامة أراضيها. ومن يتسابق لانتزاع جذوع من الطوفان سيجد شعبنا مع الشعب السوري واقفين أمامه، إننا مصممون على سحق رؤوس التنظيمات الإرهابية التي تهدد بقاء البلدين، وخاصة داعش وبي كي كي”.

وشدد على أن القتلة الانفصاليين (بي كي كي) إما أن يلقوا أسلحتهم أو سيدفنون مع أسلحتهم في الأراضي السورية.

وأضاف: “سنقضي على التنظيم الإرهابي الذي يحاول بناء جدار من الدم بيننا وبين أشقائنا الأكراد”.

وأشار أردوغان، إلى أن لديهم أيضًا خطة، تمامًا كما لدى التنظيمات الإرهابية وداعميها خطة.

وتعهد أنهم سيفشلون مؤامرات الإمبرياليين من خلال التصرف بصبر وحزم وحذر.

وأوضح الرئيس أردوغان: “مع الأتراك والأكراد والعرب وجميع المجموعات العرقية والدينية الأخرى، فإننا ننظر إلى نفس السماء، ونتنفس نفس الهواء، مستقبلنا مشترك، كما هو الحال مع ماضينا. نحن جميعًا أبناء حضارة مشتركة، ونأمل أن نكون كذلك، وسوف نبني مستقبلنا معًا”.

ولفت الرئيس أردوغان إلى أن تنظيم “داعش” يشكل مصدر تهديد يجب القضاء عليه ليس فقط بالنسبة للدول الغربية، ولكن أيضًا بالنسبة لسوريا والعراق وتركيا، مؤكدا “إن تركيا هي الحليف الوحيد في حلف شمال الأطلسي الذي قاتل وجها لوجه هذا التنظيم الوحشي”.

وأوضح :“لذلك لا يستطيع أحد أن يعطينا دروساً في هذه المسألة، أو أن يرسم لنا حدودا في هذه القضية. هدفنا الوحيد هو ضمان السلام والهدوء والاستقرار الراسخ في كل شبر من منطقتنا، بدءا من سوريا”.

وتابع :“بالنسبة لآخرين، فإن أمن واستقرار سوريا قد يأتي في المرتبة الثانية. ولكن نحن لا نتمتع بهذا الترف مع دولة تربطنا معها حدود بطول 910 كيلومترات. كلما أسرعت سوريا في التعافي واستجمعت قواها، كلما تسارعت وتيرة العودة الطوعية لإخواننا السوريين الذين يحنون إلى وطنهم”.

وأشار إلى أنهم يقدمون كافة التسهيلات اللازمة للاجئين السوريين في تركيا الذين يرغبون في العودة لفترة قصيرة أو بشكل دائم. وأنهم سيسمحون أيضًا بالدخول والخروج لفترة زمنية معينة. ومع اقتراب فصل الصيف، وبدء عطلة المدارس، ستزداد الكثافة عند البوابات الحدودية قليلا. وأنهم يتخذون الاحتياطات اللازمة بهذا الشأن.

وأردف: “في هذه المرحلة ستكون سياستنا كما يلي: سوف نساعد أولئك الذين يريدون العودة؛ لكننا لن نرسل أحدا بالقوة. ولن نغلق أبوابنا أمام من يريد البقاء من إخواننا (السوريين) الذين يساهمون في حياة تركيا الاقتصادية والأكاديمية والعلمية والتجارية”.

المقال السابق
كبتاغون نظام الأسد تأكله النيران
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

غالبيتهم شيعة.. 85 ألف وصلوا من سوريا إلى لبنان عقب سقوط الاسد

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية