أعلن “الثنائي الشيعي” أنّه انتصر في جلسة “لا إنتخاب” رئيس الجمهورية الثانية عشرة.
بماذا انتصر؟
مرشحه لم يستطع بعد ١٢ جلسة من الحصول إلّا على واحد وخمسين نائبًا، على الرغم من كل الترغيب والترهيب الذي مورس على عدد من النواب، سواء لانتخاب سليمان فرنجية أو لعدم انتخاب جهاد أزعور.
تأكيد غالبية النوّاب بأنّهم ضد سليمان فرنجية، وبأنّهم لا يستطيعون “خدمة الثنائي الشيعي” الا بالامتناع عن التصويت لجهاد أزعور.
تقديم المعارضة ما يكفي من أدلة بأنّها قادرة على حشد جهودها من أجل منع “الثنائي الشيعي” المدجج بالسلاح حتى أسنانه من فرض خياره على اللبنانيّين.
صحيح أنّ عدد الأصوات التي نالها أزعور كانت دون الآمال، ولكنّها بقيت متفوّقة على الأصوات “القصوى” التي يمكن أن يحصدها فرنجية، والصحيح أكثر أنّه لو قدّر لجلسة الانتخاب أن تمتد على دورات أخرى لكانت النتيجة مختلفة جدًّا ولوصل جهاد أزعور الى القصر الجمهوري.
أمام هذا الواقع، كيف يرفع “الثنائي الشيعي” علامة الانتصار السعيد أمام هذا الانكسار الأكيد؟
إنّ الانتصار الذي أنجزه “الثنائي الشيعي” ومن معه، تجسّد في الهروب من المواجهة الديموقراطية.
وهذا الهروب أثبت بأنّ هذا الثنائي تخسّره الديموقراطية ولا يربح إلّا بالسلبية، أي بتطيير الجلسات، وتطويل الفراغ، وتهديد الخصوم لجرّهم الى استسلام لا يزال مستحيلًا!