شهدت إسبانيا في الفترة الأخيرة تظاهرات عديدة واضطرابات في الكثير من المدن والأماكن السياحية مثل برشلونة وملقة وجزر الكناري احتجاجا على السياحة المفرطة.
وعمّت أمس الأحد في تظاهرات حاشدة جزيرة مايوركا الإسبانية ضمّت أكثر من 20 ألف شخص في شوارع مدينة بالما للاحتجاج على السياحة المفرطة، مطالبين بتغيير السياسة السياحية التي يعتبرون أنها تضرّ بهذه الجزيرة الإسبانية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.
رغم أن السياحة تمثل دخلا اقتصادياً هاما للبلاد، لكن الكثير من السكّان يشكون من أن أقلية فقط تستفيد من هذا القطاع الاقتصادي بينما الغالبية العظمى تعمل في وظائف ذات أجر منخفض وتعاني من غلاء المساكن والشقق والضوضاء والتلوث والازدحام المروري.
تحت شعار ” لنغيّر المسار ونضع حدودا للسياحة” هتفت الحشود بصوت واحد ولوّحت بأعلام ملوّنة وهي تجوب شوارع مدينة بالما السياحية، وذلك بناء على دعوة أطلقتها حوالي 80 منظمة بيئية ومجموعة من المجتمع المدني.
وكُتب على إحدى اللافتات “رفاهيتكم، هي بؤسنا”، فيما انتقدت أخرى الموظفين الأجانب الذين انتقلوا إلى الجزيرة للعمل عن بعد.
واختصرت لافتة أخرى المعادلة وكُتب عليها “هذا ليس رهاب السياحة، إنها أرقام: 1,232,014 عدد السكان المحليين و18 مليونا عدد السياح”.
علماً أنه في العام 2023 وصل عدد السياح في جزر الباليار إلى 17.8 مليون شخص، يُتوقع أن يكون عدد الزوار هذا العام أعلى.
وتقول الجهات التي دعت إلى هذا التحرك إن النموذج الحالي يضع الخدمات العامة على شفير الانهيار ويؤدي إلى تضرّر الموارد الطبيعية ويصعّب على السكان المحليين إيجاد مسكن.
