خلال خطابه الأربعاء الماضي استدعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعض النصوص الدينية في الحديث عن الحرب الشعواء المشتعلة في قطاع غزة، قائلاً إنه سيحقق “نبوءة أشعيا”، في إشارة إلى أحد أسفار التوراة الذي يحمل نبوءات لشعب إسرائيل وربما تحديداً الآية المذكورة في الإصحاح60 عدد 18: “لا يسمع بعد ظلم في أرضك، ولا خراب أو سحق في تخومك، بل تسمين أسوارك: خلاصاً، وأبوابك: تسبيحاً”، وفق تحليل بعض المواقع المسيحية الأميركية، كما استخدم نتنياهو بعض عبارات الكتاب المقدس مستدعياً صور النور والظلام في الإشارة إلى “حماس” وإيران والشعب الإسرائيلي.
تصريحات نتنياهو التي حملت صبغة دينية، تعيدنا للوراء سنوات عدة، ففي عام 2001 بعد أيام من هجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول)، صرح زعيم تنظيم “القاعدة” آنذاك أسامة بن لادن مواصلاً تهديداته للولايات المتحدة “أما أميركا فأقول لها ولشعبها كلمات معدودة، أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بلا عمد لن تحلم أميركا ولا من يعيش في أميركا بالأمن قبل أن نعيشه واقعاً في فلسطين وقبل أن تخرج جميع الجيوش الكافرة من أرض محمد والله أكبر والعزة للإسلام”.
وفي أدبيات نشأة دولة إسرائيل يشار إلى “فلسطين اليهودية”، ففي مقالة بعنوان “فلسطين يهودية” نشر في مجلة “ذا اتلانتيك” الأميركية عدد يوليو (تموز) عام 1919، كتب رجل الأعمال والصحافي البريطاني أحد قادة الحركة الصهيونية هاري ساتشير الذي أسهم في صياغة المسودا ت الأولية لوعد بلفور، “لا تنفصل اليهودية عن فكرة الشعب اليهودي، وفكرة الشعب اليهودي لا تنفصل عن فكرة الأرض اليهودية”.
فبالنسبة إلى كثير من اليهود الأمر يتعلق بوعد الله بتلك الأرض التي يرقد أسفلها هيكل سليمان، وبالنسبة إلى الجماعات الإسلامية فإن الأمر يتعلق بالدفاع عن المسجد الأقصى الذي وردت الإشارة له في سورة “الإسراء” حتى أنهم اختزلوا القضية برمتها في “تحرير المسجد الأقصى”، ذلك الشعار الذي طالما تردد في تظاهرات الطلاب الداعمة لفلسطين داخل الجامعات المصرية، وما بين هذا وذاك تم التجاهل “عمداً” لقضية شعب متعدد الأديان جرى تهجيره من أرضه، حتى أصبح السؤال المعتاد كلما اشتعل العنف في تلك الرقعة “المباركة” من المنطقة: هل فلسطين قضية دينية؟ ومن ثم ينبغي طرح السؤال: لماذا دفع بالسرد الديني في قضية احتلال أرض؟
في شأن ماهية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني يختلف المراقبون الذين تحدثوا لـ”اندبندنت عربية” في شأن إرجاع القضية إلى الدين أو حصرها في الصراع الديني، لكنهم يتفقون في شأن مجموعة عوامل دينية مرتبطة باليهودية والإسلام وربما حتى المسيحية، التي بدورها تجعل الدين عاملاً أساسياً في الصراع، ليس أقلها الأماكن المقدسة والنصوص الدينية. وتبقى مدينة القدس هي قلب ذلك الصراع إذ تضم المسجد الأقصى الذي يعتقد أنه يقع أعلى جبل الهيكل الأقدم (هيكل سليمان) الذي يعد الحائط الغربي منه أقدس موقع في اليهودية، وهو ما يعني أن الإسرائيليين والفلسطينيين يريدون الوصول إلى المنطقة نفسها لأسباب دينية.
مشروع الدولة اليهودية
بدأت دولة إسرائيل كمشروع لتيودور هرتزل مؤسس ورئيس المنظمة الصهيونية تلك الحركة السياسية التي كانت تهدف إلى إقامة دولة يهودية مستقلة لليهود الذين كانوا يعانون الاضطهاد في أوروبا. كان هرتزل صحافياً وكاتباً مسرحياً ناجحاً من فيينا، ونشر بيانه الصهيوني “الدولة اليهودية” في عام 1896، وفي العام التالي دعا إلى عقد أول مؤتمر صهيوني بهدف اتخاذ خطوات عملية لتأسيس الدولة اليهودية. قاد هرتزل المنظمة الصهيونية لمدة سبع سنوات حتى وفاته عام 1904 عن عمر يناهز 44 سنة، وهو الشخص الوحيد المذكور بالاسم في إعلان استقلال إسرائيل، الذي يشار إليه على أنه “مؤلف رؤية الدولة اليهودية”، وإضافة إلى المؤتمرات الصهيونية السنوية قام هرتزل بجهد دبلوماسي واسع من خلال المشاركة في المفاوضات مع قيادة بريطانيا وألمانيا وروسيا والإمبراطورية العثمانية حول إصدار ميثاق رسمي لحكومة يهودية في فلسطين.
خلال الحرب العالمية الأولى، بعد عقد من الزمن على وفاة هرتزل، أصبح مستشاره القانوني السابق في بريطانيا ديفيد لويد جورج رئيساً للوزراء، وتبنى سياسة إنشاء وطن قومي لليهود في الأراضي التي حررتها القوات البريطانية من تركيا. أدى هذا التحالف بين بريطانيا والمنظمة الصهيونية إلى جلب مئات الآلاف من اليهود المضطهدين في روسيا وأوروبا إلى فلسطين، وأدى إلى إنشاء إسرائيل كدولة يهودية مستقلة في عام 1948، بعد 52 عاماً فقط من نشر كتاب هرتزل “الدولة اليهودية”.
ويوضح المراقبون أن اليهود الأوروبيين الذين شجعوا ونظموا الهجرة اليهودية الجماعية إلى إسرائيل، في أواخر القرن الـ19 وأوائل القرن الـ20، كان معظمهم من اليهود العلمانيين. إذ عاملت حركتهم الصهيونية اليهود في المقام الأول كجنسية مثل الفرنسيين أو الصينيين، إضافة إلى مجموعة دينية. وفي حين أن عدداً من الإسرائيليين ملتزمون دينياً، وخصوصاً في اليمين السياسي، فإن الحركة الأكبر التي أسست إسرائيل كانت ولا تزال علمانية في المقام الأول. وعلى الجانب الآخر كانت الحركات الفلسطينية المسلحة الأولية غير دينية إلى حد كبير أيضاً، ولم يكونوا على رغم المفاهيم الخاطئة الشائعة متطرفين إسلاميين بل قوميين فلسطينيين، حتى أن بعض المجموعات الأولى كانت شيوعية. لذا يرى مراقبون غربيون أن النزاع حول القدس لا يزال في الممارسة العملية قضية سياسية أكثر من كونها قضية دينية، فما الذي يجري في المنطقة وكيف دفعت القضية نحو السرد الديني؟
سباق الجماعات المتطرفة
يلقى الدبلوماسي المصري السابق محمد جلال مصطفى باللوم على الجماعات المتطرفة في تصدير ذلك الخطاب الديني الذي أصبح يهيمن على التصور في شأن القضية الفلسطينية، ويقول إن “عوامل عدة دينية مرتبطة بالإسلام واليهودية تملي الدور الذي يؤديه الدين كعامل أساس في النزاع، لا سيما في ما يتعلق بحرمة الأماكن المقدسة وحكايات نهاية العالم التي يسردها كل من الدينين، وهي عوامل تفسد كل احتمالات قيام سلام دائم بين الجهتين. فيرى الصهاينة المتدينون المتطرفون في إسرائيل أنفسهم أكثر فأكثر على أنهم أوصياء الدولة اليهودية ومسؤولون عن تحديد شكلها، ويبدون حزماً كبيراً حين يتعلق الأمر بأي تنازلات للعرب، ومن جهة أخرى تدافع المجموعات الإسلامية في فلسطين وفي أماكن أخرى من العالم الإسلامي على ضرورة تحرير الأراضي والأماكن المقدسة لأسباب دينية، وتنشر العنف والكراهية ضد إسرائيل والشعب اليهودي”.
ويضيف أن هذه الاضطرابات تتفاقم بفعل الإشاعات القائمة على الدين التي ينشرها المتطرفون في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول جداول الأعمال الدينية التي يخفيها الطرف الآخر. وتشمل بعض الأمثلة إشاعات حول “مخطط يهودي” لتدمير المسجد الأقصى وبناء المعبد اليهودي الثالث على بقاياه، وإشاعات تعتبر أن إبادة اليهود هي في صلب معتقد المسلمين من جهة أخرى، إضافة إلى ذلك أسهمت الظروف الاجتماعية - الاقتصادية المتدهورة في العالمين العربي والإسلامي في نمو التطرف الديني، مما دفع بنسبة أكبر من الشبان باتجاه التعصب والسياسة المستوحاة من الدين.
ويرى الزميل لدى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن هيثم حسنين أن “الدين أكثر تأثيراً في الجانب الفلسطيني، إذ باتت الجماعات الإسلامية تسيطر في غزة والضفة الغربية وأماكن أخرى من العالم الإسلامي للدعوة إلى ضرورة تحرير الأماكن المقدسة لأسباب دينية”. وأشار حسنين إلى مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي لقائد المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل مع قناة العربية، قائلاً “كانت حجته الرئيسة تدور باستمرار حول إنقاذ المسجد الأقصى لتبرير هجوم الحركة ضد المدنيين. إن مثل هذه الإشاعات القائمة على الدين التي يروج لها المتطرفون على شاشات التلفزيون ووسائل التواص ل الاجتماعي تؤدي إلى تفاقم التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتجر العالم الإسلامي الأوسع إليها”.
وفي إسرائيل يرى حسنين أن “أولئك الذين تحركهم معتقدات دينية متعصبة أقلية”، ويوضح أن “بقية المجتمع فهو عبارة عن مزيج من اليهود العلمانيين والتقليديين الذين لديهم شكوك كبيرة في نوايا الفلسطينيين الدينية والسياسية تجاههم”.
وبالنسبة إلى الجماعات المتطرفة خارج فلسطين يقول الباحث المصري المتخصص في شؤون الإسلام السياسي محمد قنديل إن “الجماعات المتطرفة اتخذت القضية الفلسطينية ذريعة قوية لجذب مزيد من المتطرفين، ولكن في عرف الجماعات الإرهابية تتوقف أهمية القضية عند تلك النقطة، إذ إنها تستغل كمسوغ للتجنيد، ثم توجيه المجندين نحو القيام بعمليات في مناطق أخرى وأهداف مختلفة بدافع أن المستهدفين، سواء كانوا أعداء قريبين أم بعيدين، يشنون حرباً على الإسلام والمسلمين، فيتعمق لدى المجندين مفهوم العدو ويتسع من إسرائيل إلى سائر الدول التي تريد الجماعات وفقاً لنطاق عملها استهدافها، وتتجاهل مع الوقت القضية الفلسطينية لتصبح مجرد شعارات مع ظهور بعض العمليات التي تتخذ من القضية دافعاً”.
القومية العربية
يعتقد آخرون أن الأمر يعود لسياسات القومية العربية التي أسسها وروجها نظام الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، فيرى مدير المعهد الكندي للإسلام الإنساني سعيد شعيب أن “الصراع مع إسرائيل تحول إلى صراع قومي إسلامي رسخته دولة عبد الناصر العربية الإسلامية”. وأضاف “دولة يوليو (نسبة إلى ثورة الـ23 من يوليو عام 1952 التي قادها عبدالناصر) هي دولة عروبية إسلامية، وهذه الدولة أصبحت أيديولوجيتها تحكم المنطقة وخرجت منها تيارات مختلفة تقوم على الأيديولوجية نفسها مثل البعثيين. فلم يعد ينظر إلى الصراع مع إسرائيل كصراع حول حقوق إنسانية ولكن باعتباره صراعاً أيدولوجياً، لذا خلال مؤتمر السلام الذي استضافته القاهرة مطلع الأسبوع الماضي، كان هناك رفض لإدانة حركة ’حماس‘ على رغم ارتكابها جرائم في المنطقة وحتى الإعلام لم يرغب في إدانة ’حماس‘ على رغم أن الحركة نفذت في السابق عمليات إرهابية ضد مصر”. ويقول سعيد إن “هناك نوعين من الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، إسلام دولة يوليو وإسلام الإخوان والسلفيين، وكلاهما يتبنى فكرة أن فلسطين ليست للفلسطينيين ولكن للعرب والمسلمين، ومن ثم تحويلها إلى دولة أيديولوجية عربية إسلامية لا تعترف بالأقليات الأخرى”. ومع ذلك لا ينكر الباحث المصري الكندي أن كل الأطراف عملت على “تديين القضية بدرجات مختلفة”، موضحاً أن “الأطراف التي تعمل على تديين الصراع مثل أنصار الحزام الإنجيلي المتشدد في الولايات المتحدة الذين يتعاطفون مع إسرائيل لأسباب دينية، تأثيرهم ضئيل في سياسات دولهم التي بنيت على أساس علماني ديمقراطي، في حين أن تديين الصراع في الشرق الأوسط يصنع سياسة المنطقة”.
الصهيونية المسيحية
وثمة تيار غربي أيضاً ينظر إلى الصراع في فلسطين من منظور ديني، ففي حين أن الصهيونية هي حركة سياسية يهودية، هناك تيار أصولي مسيحي غربي يطلق عليه وصف “الصهيونية المسيحية” ينحدرون من الكنائس البروتستانتية الأصولية ممن يعتقدون بأن قيام دولة إسرائيل ضرورة حتمية تتمم نبوءات الكتاب المقدس وأن بناء هيكل سليمان هو مقدمة للمجيء الثاني للمسيح، لذا فإن هذا التيار يميل عادة للتعاطف مع إسرائيل ويدفع بسرد ديني في شأن الدفاع عنها. ويوضح أستاذ مقارنة الأديان بكلية اللاهوت الإنجيلية القس إكرام لمعي في كتابه “الاختراق الصهيوني للمسيحية” الصادر عام 1991 أن “الصهيونية المسيحية حركة نشأت في أميركا بغرض تعضيد دولة إسرائيل التي أخذت طابعاً دينياً، لأنها كانت تدعي أن عودة اليهود لفلسطين هو تحقيق للنبوءات وإعداد لمجيء المسيح ثانية إلى العالم، وانتشرت هذه الحركة داخل وسائل الإعلام وبعض الكنائس وتبنتها هيئات متعددة”.
ومع ذلك يوضح الباحث والكاتب الفلسطيني فارس صرفندي أن “الصهيونية لا تقوم على الدين وأن القادة المؤسسين للحركة وصولاً إلى قادة إسرائيل عبر الزمن لم يكونوا متدينين”، وأضاف أن “تلك الحركة نشأت كحركة استعمارية غربية لخلق كيان يعمل كمخلب القط للغرب في الشرق الأوسط”، لذا يرى صرفندي أن “الفلسطينيين بحاجة إلى تغيير خطابهم لتجنب السرد الديني في عرض قضيتهم أمام العالم وتقديمه كقضية استعمارية”.
الإطار الديني أضعف القضية
يستعرض موقع السفارة الإسرائيلية في القاهرة خلفيات تاريخية عن وجود اليهود في المنطقة وانتسابهم لهذه الأرض منذ آلاف السنين، ويقول إن “أرض اسرائيل هي مهد الشعب اليهودي، ففيها وقعت أحداث مهمة في تاريخه الطويل، الذي تم تدوين الألف الأول منه في الكتاب المقدس. وفيها تكونت هويته الثقافية والدينية والقومية، وفيها تمت صيانة وجوده خلال مئات السنين، حتى عندما اضطرت أغلبية أبناء الشعب إلى الجلاء عنها. إذ لم ينسها الشعب اليهودي ولم تنقطع صلته الوثيقة بأرضه خلال سنوات المنفى الطويلة، ومع تأسيس دولة إسرائيل عام 1948 استعاد الشعب اليهودي استقلاله الذي فقده قبل ألفي عام”.
ومن هذا المنطلق يتفق المراقبون بأن دفع القضية الفلسطينية نحو الصراع الديني كان سبباً لإضعافها، وهو السرد الذي استغلته إسرائيل دولياً، لاسيما أن ثمة فلسطينيين من أديان متعددة. ويقول صرفندي إن هناك مسلمين ومسيحيين وسامريين وحتى يهود فلسطينيين، ومن ثم “ينبغي على ’حماس‘ أن يزيلوا شعار حركة المقاومة الإسلامية وتتحول إلى المقاومة الفلسطينية، عندما تؤطر نفسك من منطلق ديني فمعنى ذلك أنك لا تمثل المسيحي الفلسطيني أو اليهودي أو غيره، لدينا طائفة السامريين وهؤلاء ممثلين في البرلمان الفلسطيني. إذا أردنا أن نجعل الصراع دينياً فمعنى ذلك أنك تعطي الأحقية لإسرائيل في الاحتلال لأنها تقول إن اليهود كانوا موجودين في هذه المنطقة قبل 3 آلاف سنة، أي قبل الإسلام، ومعنى ذلك أنهم أحق بفلسطين منا، لكن من منطلق الإطار السياسي هناك قرارات شرعية دولية تعطي الشعب الفلسطيني حق إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو (حزيران)“.
ويحذر صرفندي من “محاولة أدلجة القضية مما يصب في صالح إسرائيل”، ويضيف أن “أحد شعارات الإسلاميين أننا في صراع وجود لا صراع حدود، وهو ما تستغله إسرائيل أمام الغرب لتسليط الضوء على التهديد الذي تواجه”. كما أن تجاهل الفلسطينيين المسيحيين وغيرهم في الخطاب الإسلامي يمثل عنصر ضعف آخر “إسرائيل تستغل ذلك فتقول إن عدد المسيحيين في الضفة والقطاع تقلص من سبعة في المئة إلى واحد في المئة، وفي المقابل فإنهم يمثلون 15 في المئة من سكان إسرائيل. يجب تجاوز الخطاب الديني، لدينا مسيحي فلسطيني وسامري ويهودي ومسلم فلسطيني تجمعهم فلسطين”.
يذهب المراقبون أيضاً إلى ضرورة “تقديم القضية الفلسطينية كقضية إنسانية وليست عربية إسلامية”، فيقول الباحث الفلسطيني إن “قضية فلسطين هي قضية إنسانية ويجب أن نعيد لها الزخم الدولي والإنساني، فلسطين ليست قضية العرب والمسلمين بل قضية كل حر وشريف في هذا العالم، وهذا هو الطرح الذي نحتاج إلى تقديمه. الذين يقتلون في غزة ليسوا ’حماس‘، لدينا أكثر من 5 آلاف ضحية معظمهم من الأطفال والنساء. أنسنهة القضية هو السبيل لإنجاحها. أسمع تيارات تقول هي حرب صليبية جديدة، كيف هذا؟“.
ويتفق سعيد بالقول “نحتاج في الشرق الأوسط إلى الابتعاد عن فكرة أن فلسطين عربية أو إسلامية، هي ق ضية إنسانية للدفاع عن حقوق شعب، تديين الصراع من جانب الشرق الأوسط أفشل حصول الفلسطينيين على حقوقهم. فمنذ أمين الحسيني (مفتي القدس خلال الانتداب البريطاني لفلسطين) تم تديين الصراع عندما تحالف مع هتلر على أساس ديني، فأفسدت القضية من جانب من تولوا قيادتها، لأنهم إما قاموا بذلك من منطلق أيديولوجيا دينية أو عروبية إسلامية ترى أن إسرائيل امتداد للغرب الاستعماري”.
اندبندت