نفّذت إسرائيل عملية اغتيال للشيخ صالح العاروري، بضربة موجّهة من مسيّرة لشقة في الضاحية الجنوبية في بيروت. ويوصف الرجل بأنه “مهندس وحدة الساحات”، وقد أوكل إليه إبلاغ الأمين العام لـ”حزب الله” بتنفيذ عملية 7 تشرين الأول، في صباح ذلك اليوم.
العاروي هو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، وكانت واشنطن قد أعلنت عن رصد مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدّم معلومات عنه.
وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي للأمن الديبلوماسي مايكل إيفانوف أمس، إن العاروري “يعيش بحرّية في لبنان، ويعمل أيضاً مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ويجمع الأموال لتنفيذ عمليات لمصلحة حماس وقيادة عمليات أدّت إلى مقتل إسرائيليين يحملون جنسية أميركية”.
وأدرجت “وزارة الخزانة” الأميركية العاروري ضمن قوائم الإرهاب لديها عام 2015.
من هو العاروري؟
وُلد العاروري في بلدة “عارورة” الواقعة قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية عام 1966.
حصل على درجة البكالوريوس في “الشريعة الإسلامية” من جامعة الخليل بالضفة الغربية.
والتحق بجماعة الإخوان المسلمين وهو في سنّ مبكرة، وقاد عام 1985 “العمل الطلابي الإسلامي” في جامعة الخليل.
بعد تأسيس حركة “حماس” نهاية عام 1987 من قبل قادة جماعة الإخوان المسلمين، التحق العاروري بها.
وخلال الفترة الممتدّة بين عامي (1990ـ1992)، اعتقل الجيش الإسرائيلي العاروري إدارياً (دون محاكمة) لفترات محدودة، على خلفية نشاطه في حركة “حماس”.
ويُعدّ العاروري من مؤسّسي كتائب “عز الدين القسام”، الجناح المسلح لحركة “حماس”، حيث بدأ في الفترة الممتدة بين عامي (1991ـ1992) بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية.
وفي عام 1992، أعاد الجيش الإسرائيلي اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة.
وأفرج عن العاروري عام 2007، لكن إسرائيل أعادت اعتقاله بعد ثلاثة أشهر لمدة 3 سنوات (حتى عام 2010)، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.
تم ترحيله آنذاك إلى سوريا واستقر فيها ثلاث سنوات، قبل أن يغادرها ليستقر الآن في لبنان.
عقب الإفراج عنه عام 2010، اختير العاروري عضواً في المكتب السياسي للحركة.
وكان العاروري أحد أعضاء الفريق المفاوض من حركة “حماس” لإتمام صفقة تبادل الأسرى عام 2011 مع إسرائيل بوساطة مصرية، التي أطلقت عليها حركته اسم “وفاء الأحرار”، وتم بموجبها الإفراج عن جلعاد شاليط (جندي إسرائيلي كان أسيراً لديها)، مقابل الإفراج عن 1027 معتقلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية.
وفي التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2017، أعلنت حركة “حماس” انتخاب العاروري نائباً لرئيس المكتب السياسي للحركة.