لمتابعة هذه الإفتتاحية بالصوت والصورة، إنقروا هنا
يحق ل”حزب الله” أن يرفض انتخاب الشخص الذي لا يناسبه لرئاسة الجمهورية. لا جدال حول هذا الحق.
ومن البديهي أن يرفض الحز ب انتخاب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لأنّ مواقفه الواضحة لا تتناسب مع التطلعات الدائمة لهذا الكيان المسلّح المرتبط ارتباطًا كاملًا بالجمهورية الإسلامية في إيران!
ولكن ما لا يحق ل”حزب الله” على الإطلاق أن يرفع بوجه أي كان “الفيتو”، لأنّ النظام اللبناني لا يمنح أي فئة، في حال إعادة تفعيل الدستور بعد طول تعطيل، حق النقض، فالفيتو كما يعرفه الجميع هو لاغ للأكثريات، وبمجرد أن يمنح أيّ طرف نفسه هذا الحق يعني أنّه صادر حقوق الآخرين!
وفي مجلس الأمن الدولي، مثلًا، يستطيع صاحب حق الفيتو، برفضه أي قرار، أن يلغي موافقة الأكثرية المقررة، مهما كانت كبيرة.
وفيق صفا، عن عمد أو جهل، أعطى لحزبه هذا الحق، وتعاطى مع جلسة الإنتخاب الرئاسية كما لو كان قادرًا على منع وصول هذا أو فرض وصول ذاك.
قبل الحرب أعطى “حزب الله” نفسه من خلال تكوين الثلث المعطل حق الفيتو على مبدأ الإنتخاب، بحيث كان يقود تعطيل الجلسات بشكل مستمر!
هذا في الشكل أمّا في الأساس، فإنّ وفيق صفا، واقفا على تلال الأبنية المدمّرة في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، قال كهذا الذي يهلوث في يقظته إن “حزب الله” يرفض سمير جعجع “لأنّ مشروعه تدميري”.
يا ويلاه ما هذه العبارة التي نط ق بها مدمّر المؤسسات اللبنانية والقضاء اللبناني، على ركام الضاحية الجنوبية لبيروت!
لمتابعة النقاش حول هذه الافتتاحية، بالصوت والصورة، يمكن النقر هنا
تحسب لوهلة أنّ الدمار الذي تعاينه في الضاحية والجنوب والبقاع وغالبية الجنوب اللبناني، كان سببه سمير جعجع وليس الحزب الذي ينطق باسمه وفيق صفا. تحسب أنّ جعجع بقي يرفض الحلول المطروحة حتى تسبب بحرب إسرائيلية مدمّرة وقاتلة. وتحسب أن جعجع هو الذي وافق على اتفاق وقف إطلاق النار كذاك الذي وافق عليه الحزب ويتسبب، كل ساعة، بمزيد من التدمير والغارات والقتل. وتحسب أن جعجع هو الذي ضحى بلبنان من أجل مشروع “وحدة الساحات” الإيراني. وتحسب أنّ جعجع هو الذي استخف بقوة إسرائيل وتعامل معها كما لو كانت “اوهن من بيت العنكبوت”. وتحسب أنّ أفعال جعجع هي التي يمكن أن تديم الاحتلال وتطيل أمده وتتسبب بعودة الحرب الى ما كانت عليه!
لو جرى تفعيل منع أصحاب المشاريع التدميرية من التعاطي مع مؤسسات الدولة، لكان يفترض بحزب الله، أن يكون في “قفص الإتهام”، لأدواره التدميرية الكثيرة في لبنان، بدءًا بالتدخل في حروب الآخرين التي جرت الويلات على البلاد، وصولًا الى استدعاء إسرائيل الى حرب لم تنتهِ بعد!
قد يحول “ح زب الله” بدعم من الآخرين دون وصول سمير جعجع أو من يمكن أن يشبهه الى رئاسة الجمهورية، ولكن هذا المنع ليس لأنّ جعجع “عاطل” وغيره” ممتاز” بل لأنّ زمن الإنحراف اللبناني لا يزال ضاغطًا!