"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

"عندما يقتلونني"!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الخميس، 5 سبتمبر 2024

"عندما يقتلونني"!

عددت الإعلامية اللبنانية مريم مجدولين لحّام، قبل أيام قليلة نماذج كثيرة عن تهديدات مباشرة بالقتل تلقتها من أشخاص ينتمون الى “حزب الله”، وذلك ردًا على تقارير ومقابلات تُظهر فيها ما يتكوّن لديها من مواقف تغضب هذا الحزب ومعلومات تثير حفيظته.

مؤيم مجدولين لحام

الحدث على أهميته ليس هنا، بل في تعليق أوردته هذه الإعلامية اللبنانية على صفحاتها في وسائل التواصل الاجتماعي، طلبت فيه من متابعيها أن يتذكروا ما عرضته من وثائق تهديدها، في إطلالتها امام وسائل الإعلام، وذلك عندما يتمّ قتلها. كتبت باللهجة اللبنانية:” لما انقتل من قبل ميليشيا علي خامنئي تذكروا ما ورد في الفيديو”(الذي ينقل وقائع ما ذكرته عن التهديدات).

شاهد/ي

وفي دعوة مريم مجدولين لحام هذه تتجسد المأساة اللبنانية، حيث يتعاطى كل من يتخذ مسارًا مناهضًا ل”حزب الله”، مع نفسه على أساس أنّه يعيش آخر أيّامه، وأنّه ليس أكثر من جثة متحركة، وأنّ لسانه أصبح عبوة ناسفة يتحكم بتفجيرها القتلة، في التوقيت الذي يرتأونه مناسبًا!

في الواقع ما من إرهاب أعنف من هذا الإرهاب. أحيانًا قد لا يصدّق المهدَّد ما يرده من تهديدات، ولكنّ بيئته تقنعه بصحتها. تطلب منه إمّا أن يصمت وإمّا أن يرحل. هذه البيئة ليست مخطئة في تحذيراتها، فهي تملك ما يكفي من أدلة على أنّ من يهدد “صاحب أسبقيات”!

والطامة الكبرى أنّ من تزعم أنها دولة ومن يزعمون أنّهم قضاة ورجال أمن “ليسوا هنا”. يتركون التهديدات تأخذ مجراها. لا يحركون ساكنًا. يساهمون، بغيابهم عن التحرك، في إعطاء التهديدات مداها، فكما هم في حالة غياب عندما تحصل الجريمة يكونون في حالة غياب عندما يرونها تتكوّن تحت أنظارهم.

قد تعرفون مريم مجدولين لحام وقد تجهلون من هي. قد تؤيدون ما تقوله وقد تعارضونه، ولكنّ التفاعل معها لا يكون باستسهال تهديدها ومن هم مثلها، بالقتل وقبول ذلك والتعاطي معه كما لو كان شأنًا بديهيًّا.

حيث توجد دول قانون يكون التهديد بالقتل جريمة مكتملة بذاتها. فورًا يتم إحالة هؤلاء على القضاء ويحاكمون. وفي حال جاء تهديدهم تلميحيًّا يتم وضعهم على “لائحة متابعة”.

في لبنان، لا توجد لا دولة قانون ولا دولة مؤسسات. دولة التهديد بالقتل تهيمن على الجميع. وهؤلاء الذين يصوّرون أنفسهم في السلطة والقضاء والامن ب”القبضايات”، ليسوا في الواقع سوى فصيلة من الطفيليات التي تتغذى من فتات ما يرميه لهم المهدِدون من بقايا موائدهم الدموية!

المقال السابق
قراءة إسرائيلية في أسباب انخفاض إطلاق الصواريخ من غزة
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

نقاش بالصوت والصورة/ التقدم الإسرائيلي البري في جنوب لبنان من النكران الى الإستخفاف

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية