"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

عندما توشك "جماعة المواجهة" على إيصال "رئيس الممانعة"!

منى خويص
الجمعة، 12 مايو 2023

عندما توشك "جماعة المواجهة" على إيصال "رئيس الممانعة"!

لم يتمكن “حزب الله” حتى الآن، ان يكرر سابقة انتخاب من يقرره رئيسا للجمهورية، كما حصل في العام ٢٠١٦، نظرا للمعارضة المسيحية شبه الشاملة “حتى اللحظة” لترشيح سليمان فرنجية. لكن لا بد من الاعتراف بجدية الحزب في التعامل مع الاستحقاقات، على خلاف فريق المعارضة الذي يكتفي بالتهويل والثبور وعظائم الامور، في حال وصول فرنجية لسدة الرئاسة، لكنهم على ارض الواقع وعمليا، لا يمتلكون الادوات الكافية للوقوف بوجه الخيارات التي يفرضها الحزب، ولم يحققوا اي انجاز او تقدم فيما يتعلق بهذا الاستحقاق.

وانطلاقا من ذلك، يحق للشيخ نعيم قاسم القول، لمن سماهم “جماعة المواجهة”، بأن ليس لديهم أيّ فرصة لفرض رئيس، لأن “فريقنا” كما قال، بدأ بفرصة واعدة عندما دعم ترشيح الوزير سليمان فرنجية، وأن يعتبر ان فرصة انتخاب فرنجية رئيسا هي أكثر وضوحاً ولو كانت غير ناجزة بعد، و”نحتاج إلى بعض الوقت”، ويحق له ان يتباهى بأن” الأصوات المؤيدة للوزير فرنجية وازنة وثابتة وقابلة للزيادة، والفارق بين الاسم المطروح من قبلنا، والأسماء الموجودة في اللائحة التي تضم ستة عشر مرشّحاً، لا تُتيح وجود أيّ منافسة وازنة بسبب الفارق الكبير بين عدد الأصوات المؤيدة لفرنجية وعدد الأصوات المؤيدة لكلّ واحد من المحتملين من هذه اللائحة”، وذلك لسبب وحيد، ان المعارضة بتفككها وتشتتها، وعدم التوافق حتى اللحظة فيما بينها على اسم واحد تخوض به هذا الاستحقاق، كلها امور تضعف موقف المعارضة، وتدفع الثنائي الشيعي الى عدم التعامل بجدية معه، والمراهنة على الوقت الذي يمكن ان يزيد من حال التشتت في صفوفها، الى حد انفصال شخصيات، ولو بالمفرق، عنهم والالتحاق بخيار الممانعة، خصوصا بعد بروز مؤشرات تصب حتى اللحظة في مصلحة فريق الممانعة، وذلك من خلال موقف السعودية التي استقبل سفيرها فرنجية، وخرج الاخير بتغريدة عن ايجابية اللقاء بينه وبين البخاري، كذلك الحديث عن المبادرة الفرنسية، التي وان ضج الاعلام بترنحها، يبدو انها لا تزال مستمرة من تحت الطاولة.

واكثر من ذلك، فقد ورد في مقال نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية نقلا عن مصدر دبلوماسي فرنسي مهتم بالملف اللبناني، تأكيده أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أبلغ الرئيس الفرنسي موافقته على المرشّح سليمان فرنجية.

ووفق المصدر، وعلى الرغم من ان الدبلوماسيين لم يبدو حماسة لهذا الخيار، ولكنهم يفعلون ما يأمرهم به بن سلمان.

وانطلاقا من ذلك ايضا، يمكن تفسير دعوة السفير البخاري لفرنجية وقراءتها بايجابية، لا كما تحاول المعارضة الترويج لعكس ذلك، فالزيارة قد لا تكون تأكيدًا على حيادية السعودية ووقوفها على مسافة واحدة من الجميع، بل موافقة على السير بفرنجية كمرشح للرئاسة كما جاء في “لوموند”، مما يعني وفي الحديث عن ضرورة نزول الاطراف عن الشجرة، قد تكون السعودية هذه المرة قد فعلت ذلك.

وهنا لا بد من السؤال، عن الكيفية التي ستتعاطى بها المعارضة مع هذا الوضع، وماذا لو سُحب منها سلاح التعطيل، هل ستذهب الى “أبغض الحلال”، الذي تحدث عنه مؤخرا النائب سامي الجميل وقبله الدكتور سمير جعجع، وهل الطلاق سهل الى هذه الدرجة، في بلد باتت الديمغرافيا فيه متداخلة ومعقدة، الى درجة يصعب على اي فريق ان يهدد بالانفصال او الطلاق لكلفتها العالية، هذا ان أتيح لهم انجازه هم اكثر من يعرف كمعارضة، كم هي كبيرة في بلد كلبنان اثمان الوقوف بوجه الوصايات ومشاريعها، فأي طريق سيختارون، غير الخطب والتهديد والتهويل، من دون اي خطوات جدية او برنامج عمل واضح؟!.

المقال السابق
بكين ترسل مبعوثا خاصا إلى أوروبا لتنشيط مساعي السلام في اوكرانيا

منى خويص

كاتبة سياسيّة

مقالات ذات صلة

ماذا تطالب إسرائيل لتسير بالحل الدبلوماسي في لبنان؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية