"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

عنبر المرفأ كنموذج عن الوطن العنبر!

رئيس التحرير: فارس خشّان
السبت، 3 أغسطس 2024

بعد أربع سنوات من انفجار مرفأ بيروت، يكاد لبنان كلّه يتحوّل الى العنبر رقم 12. ذاك العنبر، حيث تجاورت أطنان المفرقعات والفتيل والزيوت والإطارات والأتانول والأنسجة والكيروزين النفطي مع2750 طن من نيترات الأمونيوم، لم يكن ينتظر سوى شرارة بسيطة ليتحوّل الى أقوى قنبلة غير نووية. حاليًا، كل المكوّنات التي تتجاور في “العنبر اللبناني”، تنتظر، بدورها الشرارة القاتلة والمدمّرة. لنحدد مكوّنات هذا “العنبر” الممتد على 10452 كلم مربعًا، ولنتأمل بالكارثة الممكنة: سلطة مركزية منهارة، حكومة لبنانية “واهنة”، جيش لبناني مركون في مقاعد الاحتياط، قضاء “عاجز”، مؤسسات مهترئة، اقتصاد “يُنازع، شعب موزع بين مجموعة تنوح وتبكي وثانية تغنّي وترقص، وميليشيا مسلحة حتى أسنانها تهيمن على الشاردة والواردة وتُلحق لبنان بمحور يعلن “حرب إنهاء” إسرائيل التي تطلق العنان لقدراتها الهائلة على القتل والتدمير والتهجير!

القوى نفسها التي رعت أفظع جريمة إهمال لواجباتها، في التعاطي مع ما وردها من تحذيرات متتالية عن المخاطر المحتملة من مكوّنات العنبر رقم 12 ووضعيته، يوجد من هو أسوأ منها على امتداد مراكز القرار اللبناني، بحيث تحوّلت الدولة، بكل مكوّناتها، إلى مجرد “حالة طرطورية” في خدمة ميليشيا طاغية، مستبدة، مستتبعة وخطرة. حالة أعجز من أن تخطو خطوة واحدة نحو ترتيب وضع “العنبر اللبناني” حتى لا تصل إليه النار فيتحوّل الى حالة تفجيرية هائلة!

لن يستطيع أحد، لا قاض ولا حاكم، أن يقاضي المتسببين بانفجار 4 آب 2020 وأن يوزع العدل على الضحايا ويسقط القصاص على المجرمين، طالما أنّ “العنبر اللبناني” متروك في هذه الوضعية الخطرة، لأنّ العدالة هي حلقة في سلسلة مترابطة يمسكها دستور مصان ومحترم، ينشئ مؤسسات قوية وقادرة ويضع على رأسها أشخاصًا يمكن إخضاعهم للمساءلة والمحاسبة.

و”العنبر اللبناني” لا يشبه بشيء خلية النحل. الملكة المنتجة يتم قتلها، لمصلحة يعسوب( ذكر النحل) مغتصب يلتهم كل الإنتاج، ويقتل كل معترض ويهجره، وينتزع منه صفة الإنتماء الى الجماعة!

في هكذا “عنبر” الغد ليس سوى ملمح جحيمي، والحاضر ليس أكثر من انقياد مع “غريزة البقاء”!

في ظل هيمنة اليعسوب تسقط القيم الناشئة عن إرادة الجماعة بإقامة السلطة، وإحلال العدل، ومراعاة الإنتاجية والتنافس من أجل الرفاهية!

أخطر ما في ذكرى انفجار المرفأ هو أنّه تذكير لهذا الكم الهائل من العاجزين بأنّ وطنهم كلّه هو “العنبر 12”!

المقال السابق
قصة الألعاب الأولمبية من اليونان القديمة إلى باريس
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

مستقبل لبنان بعهدة شيعته!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية