أعلن الجيش الإسرائيلي السبت استهداف مسؤولَين كبيرَين في حركة “حماس” في غارة في جنوب قطاع غزة.
وقال الجيش في بيان: “بناء على معلومات استخباراتية دقيقة” نفذ الجيش والقوات الجوية “ضربة في منطقة يختبئ فيها بين المدنيين اثنان من كبار” قادة حماس في خان يونس. وأضاف أن القصف أصاب “منطقة مفتوحة محاطة بالأشجار وعدة مبانٍ وسقائف”.
وقبل ذلك، أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف قائد الجناح العسكري لـ”حماس” محمد الضيف في غزة، مشيراً إلى أن الاستعدادات لتنفيذ هجوم خان يونس استمرت فترة طويلة.
وقال في بيان إنَّ “هجوم خان يونس كان دقيقاً للغاية”، موضحاً أن “المعلومات الاستخباراتية عن الضيف وردت قبل ساعات من الهجوم”.
وقال الجيش: “الضيف ورافع سلامة كانا مختبئين بمجمع بالمواصي وحولهما عناصر من حماس”، مضيفاً: “هدفا حماس كانا يختبئان بين المدنيين ومعلوماتنا دقيقة بالتعاون مع الشاباك”.
وأضاف: “العشرات ممن قتلوا في المواصي كانوا عناصر حماية للضيف ورافع سلامة”.
وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي “أننا ما زلنا نتحقق من نتائج استهداف قائد الجناح العسكري لحماس محمد الضيف”.
ونشر الجيش الإسرائيلي صورة تظهر مجمعا مسيّجا لحماس في جنوب قطاع غزة حيث زعم انه تمّ استهداف محمد ضيف، قائد الجناح العسكري لحماس، ورفاع سلامة، قائد لواء خان يونس التابع لحماس في وقت سابق ال يوم.
وتظهر الصور أن المجمع، داخل المنطقة الإنسانية التي حددها الجيش الإسرائيلي، يقع بالقرب من خيام للفلسطينيين النازحين. موقع حماس ليس داخل مخيم للخيام وتفصله الطرق وسياج المجمع.
إصابة خطيرة
بدورها، قالت “إذاعة الجيش الإسرائيلي” إنَّ الجيش استهدف قائد الجناح العسكري لحركة “حماس” في ضربة على خان يونس في غزة.
وأضافت الإذاعة أنه من غير الواضح ما إذا كان محمد الضيف قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحماس قد قُتل.
وأفاد مصدر أمني للقناة 13 الإسرائيلية بأن “تقديراتنا تشير إلى أن الضيف خرج من الأنفاق مع تقدم المفاوضات”.
ونقلت “هيئة البث الإسرائيلية” عن مصدر سياسي قوله إنَّ “احتمال مقتل محمد الضيف مرتفع وننتظر التأكيد النهائي”.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يشير تقييم الجيش الإسرائيلي إلى أن محمد الضيف أصيب بجروح خطيرة.
وأوضحت هيئة البث أن رافع سلامة قائد لواء خان يونس كان مستهدفاً مع محمد الضيف بخان يونس.
ولفتت صحيفة “معاريف” إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حصلت أمس على معلومات بوصول الضيف إلى خان يونس.
وأفادت بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية علمت أمس باختباء الضيف في منطقة خيام النازحين بالمواصي.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو أصدر منذ بداية الحرب توجيهاً دائماً يقضي بتصفية كبار مسؤولي “حماس”.
وقال: “تم إطلاع رئيس الوزراء على جميع التطورات خلال الليل، ويستمر في تلقي تحديثات منتظمة”.
ظهر اليوم، أكدت “القناة 14” أنه “بعد تقديرات متفائلة جداً حول نجاح عملية اغتيال الضيف، في الدقائق الأخيرة التشاؤم يتصاعد”.
ووفقاً لـ”إذاعة الجيش الإسرائيلي”، تمكن محمد ضيف من النجاه على الأقل 5 مرات و الإفلات من محاولات الاغتيال التي قام بها الجيش منذ عام 1998.
وذكرت “معاريف” أنّ الشاباك أوضح للقوات الجوية والقيادة السياسية، التي وافقت على الاغتيال، أن المجمع كان هدفا مغلقا لحماس، حيث يقيم عشرات المقاتلين بعضهم يعرف بأنه من كبار المسؤولين الميدانيين. كما قرر الشاباك والمخابرات العسكرية أنه لم يكن هناك مختطفون إسرائيليون في المجمع.
أضافت الصحيفة: ق”رر الجيش الإسرائيلي التصرف بطريقة تجعل كل من في المجمع يتعرض للأذى. أطلق الجيش الإسرائيلي طائرات بدون طيار حلقت على ارتفاعات عالية وراقب ما يحدث في المجمع. في الوقت نفسه ، كا نت إحدى قواعد القوات الجوية تستعد لهجوم ، تم تنفيذه في عدة موجات.تم تنفيذ الهجوم باستخدام ذخائر دقيقة وثقيلة وضخمة. هذا حتى يتم تدمير كل شخص في المجمع الحسي لحماس. في ضوء الصباح ، بدأت الطائرات في إسقاط القنابل واحدة تلو الأخرى. واصلت الطائرات بدون طيار التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي نقل الصور إلى غرف عمليات جهاز الأمن العام (الشاباك) وسلاح الجو. كان الخوف هو أن يهرب ضيف خلال موجات التفجيرات”.
رفع حالة التأهب
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن يوآف غالانت يعقد تقييماً للوضع العملياتي مع القادة الأمنيين في غزة.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب خوفاً من رد فعل كبير من “حزب الله” و”حماس”.
“كلام فارغ”
إلى ذلك، أكدت حركة “حماس” أن “مجزرة مواصي خانيونس استمرار للإبادة النازية ضد شعبنا، والإدارة الأمريكية شريك مباشر في هذه الجريمة”.
وأضافت في بيان: “ندين بأشد العبارات مجزرة مواصي خانيونس المروّعة والتي تشكّل تصعيداً خطيراً في مسلسل الجرائم والمجازر غير المسبوقة في تاريخ الحروب، والتي تُرتَكَب في قطاع غزة على يد النازيين الجدد”.
ولفتت الحركة إلى أن “هذه المجزرة البشعة التي يرتكبها “جيش” الاحتلال الصهيوني، استهدفت منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس، وهي منطقة صنّفها “جيش” الاحتلال على أنها “مناطق آمنة”، ودعا المواطنين للانتقال إليها، حيث استهدفت طائرات ومدفعية ومُسَيَّرات الاحتلال بشكل مكثّف ومتتالٍ خيام النازحين بمختلف أنواع الأسلحة، ليسقط مئات الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء العزل”.
وقالت إنَّ “ادعاءات الاحتلال حول استهداف قيادات إنما هي ادعاءات كاذبة، وهذه ليست المرة الاولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقًا، وإن هذه الإدعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة”.
وتابعت أن “مجزرة مواصي خانيونس؛ والتي استهدفت منطقة تكتظ بأكثر من ثمانين ألفاً من النازحين؛ هي تأكيدٌ واضحٌ من الحكومة الصهيونية، على مضيها في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني، عبر الاستهداف المتكرر والممنهج للمدنيين العزل، في الخيام ومراكز النزوح والأحياء السكنية، وارتكاب أبشع الجرائم بحقّهم، غير مكترثةٍ بدعوات وقف استهداف المدنيين الأبرياء، أو ملتفتة لأيٍ من قوانين الحروب التي تفرِض حمايتهم”.
واعتبر “حماس” أن “هذا الاستهتار بالقانون والمعاهدات الدولية، والانتهاكات ا لواسعة ضد المدنيين العزل، لم تكن لتتواصَل، لولا الدعم الذي توفره الإدارة الأميركية لحكومة المتطرفين الصهاينة وجيشها الإرهابي، عبر تغطية جرائمها، ومدها بكل سبل الإسناد السياسي والعسكري، وشلّ يد العدالة الدولية عن القيام بدورها تجاه هذه الجرائم، وهو ما يجعلها شريكةً بشكلٍ كامل فيها”.
كما قال القيادي في “حماس” سامي أبو زهري إنَّ التقرير الذي بثته إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن غارة على خان يونس بقطاع غزة استهدفت قائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف “كلام فارغ”.
وأضاف أبو زهري لـ”رويترز”: “جميع الشهداء هم مدنيون، وما يحدث هو تصعيد خطير لحرب الإبادة في ظل الدعم الأميركي والصمت العالمي… هذه رسالة عملية من الاحتلال بأنه غير معني بأي اتفاق”.
“استكمال لحرب الإبادة”
من جهتها، قالت حركة “الجهاد الإسلامي” إنَّ “ادعاءات الاحتلال باستهداف شخصيات قيادية تثبت النية المبيتة لديه لارتكاب هذه الجريمة”.
وأضافت أن “هذه الجريمة تؤكد ضرب الاحتلال عرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية”.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن “مجزرة المواصي استكمال لحرب الإبادة الجماعية والإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية استمرار المجازر”.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: “لولا الدعم الأميركي الأعمى والمنحاز لما استطاع هذا الاحتلال مواصلة جرائمه الدموية بحق شعبنا، وتحدي الشرعية الدولية، وقرارات المحاكم الدولية التي طالبت بوقف العدوان وتوفير الحماية لشعبنا الفلسطيني”.
الاردن ومصر
وزارة الخارجية الأردنية تتهم إسرائيل ب”استهداف خيام النازحين”.
وشددت الوزارة على “ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فوري وفعال لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وللمستشفيات والمنظمات الإغاثية التي تلعب دورا إنسانيا كبيرا في تقديم الخدمات الحيوية الأساسية للفلسطينيين في القطاع الذي يعاني من كارثة إنسانية غير مسبوقة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر عليه منذ 7 أكتوبر الماضي وقبله”.
قالت وزارة الخارجية المصرية إنها “تدين بشدة الهجوم الإسرائيلي في منطقة المواصي الذي أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين. مصر تطالب إسرائيل بوقف هجومها على المدنيين”.