تداولت مصادر إعلامية وتقارير صحافية مؤخراً معلومات تفيد بانتقال منسّق لعائلات نحو 400 من قياديي “حزب الله” إلى دول في أميركا اللاتينية، وسط صمت رسمي من الحزب وعدم صدور أي تعليق ينفي أو يؤكد ما يُتداول.
الأنباء التي انتشرت على نطاق واسع، أثارت تساؤلات حول خلفيات هذا التحرك إن صحّ، خصوصاً في ظلّ التوترات الإقليمية والضغوط الدولية التي تزداد على الحزب في أكثر من ساحة. فهل نحن أمام خطوة وقائية؟ أم مبالغات إعلامية تفتقر إلى الدقة؟
في فيديو نشره عبر حسابه على منصة «إكس» أمس الإثنين، كشف الصحافي علي حمادة معلومات نقلها عن «دبلوماسي من أميركا اللاتينية»، يقول فيها إن عددا كبيرا من عائلات قيادات الفئة الوسطى لحزب الله قد تم ترحيلها من لبنان.
وأضاف أن القيادات “خرجت شيئا فشيء من لبنان، لكي تستقر في عدد من البلدان في اميركا اللاتينية، فنزويلا، كولومبيا، البرازيل والاكوادور”، مشيرا إلى أن “هذه العائلات هي عائلات لقيادات ميدانية، وليست قيادات عليا، ربما لأن القيادات العليا إما موجودة في لبنان ويمكن ترحيلها إلى إيران أو العراق”.
وأردف حمادة: «هذا الأمر يشمل عائلات لـ400 قيادي من حزب الله يتم إخراجهم لكي يستقروا في هذه المناطق، وبعضهم فضّل أن يستقرّ في إفريقيا”.
وإذ كشف أن هذا التدبير اتُخذ «لأن ماكينة حزب الله العسكرية سيتم تفكيكها عاجلا أو آجلا»، قال إن «هذ ه القيادات غير قادرة على البقاء في لبنان لأنه يمكن أن تكون عرضة للمطاردة الإسرائيلية أو المخابرات الدولية”.
واستنتج أن «مجرد استقرارهم في الخارج بهذه الطريقة ربما هو إعلان وإخطار بأنهم لا ينوون العمل الأمني والعسكري في منطقة لبنان والشرق الأوسط» وكل ذلك «على ذمة الدبلوماسي الذي يتحدث عن هذا التطور»، كما يقول حمادة.
حزب الله في أميركا اللاتينية
أرسى حزب الله عبر السنوات حضورًا قويًا ومتعدد الأوجه في أمريكا اللاتينية، يشمل التمويل غير المشروع، والشبكات العملياتية التي تمتد عبر عدة دول، كما تزعم وسائل إعلام محلية في هذه الدول.
وتقول المعلومات أن المنطقة التي تلتقي فيها الأرجنتين والبرازيل وباراغواي تعدّ مركزًا رئيسيًا لأنشطة حزب الله. هنا، يشارك الحزب في التهريب وغسل الأموال وجمع التبرعات من خلال مشاريع غير مشروعة مختلفة. وفي فنزويلا، يستفيد حزب الله من شبكات الدعم، مستغلًا المناخ السياسي في البلاد ومجتمعات الشتات القائمة لتسهيل عملياته.
ويقول باحثون عن حزب الله ومعلومات في وسائل إعلام أميركية أن الحزب تعاون مع كارتلات مخدرات في أمريكا الجنوبية، مثل كارتل ميديلين، لتمويل أنشطته. وقد تم تحديد شخصيات رئيسية، مثل شكري محمود حرب، كعناصر محو رية في هذه العمليات.
كذلك، برز إسم حسين أحمد كركي كقيادي رئيسي لحزب الله في أمريكا اللاتينية، عندما ارتبط اسمه بتفجيرات بوينس آيرس عامي 1992 و1994.
في انتظار توضيحات رسمية أو رد من المعنيين، تبقى الرواية، رهن التحقق والتقصي.