عنّا...رئيس!
الصورة اللي جمعت، بعيد القيامة، الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله ورئيس المكتب السياسي ل”حركة حماس” إسماعيل هنيّة، بالضاحية الجنوبيّة لبيروت، خلِّت عظة الفصح اللي ألقاها البطريرك الماروني بشارة الراعي، مع إنها مهمة لجهة تحديد مواصفات الحاكم اللي ما ممكن تنطبق على سليمان فرنجيّة، بلا موضوع!
بالقاعة اللي احتضنت الاجتماع، تربّع نصرالله وهنيّة تحت صورتين إيرانيّتين: وحدة للإمام الخميني والتانية للسيّد الخامن ئي!
وهيدا بيعني إنو نصرالله اللي بينفرد بقرار الحرب والسلم في لبنان، واللي عندو جيشو، واللي عندو أمنو، واللي عندو سلاحو، واللي عندو خزينتو، واللي عندو مصارفو، واللي عندو المرافئ والمعابر، واللي بحرّك أكبر مسؤول بلبنان ع إصبعو الصغير، عندو رئيس ومرشد وقائد!
واللي بيرفع صورتو نصرالله، بيخضعلو، عمليًّا، جميع اللبنانيّين، مش لأنهم بحبوه، إنّما لأنّه بقرّر عنهم، وبفكّر عنهم، وبنفّذ باسمهم، وهنّي اللي بيدفعوا كلفتو، على كل المستويات.
بهيك حالي، وطالما نصرالله اللي ما بيترك مناسبة إلّا وبأكّد فيها إنو “جندي في الجيش اللي بقودو الولي الفقيه”، لشو بدنا بلبنان رئيس؟!
أساسًا، شو عندو دور هالرئيس العظيم؟ وشو ممكن يكون هالرئيس غير قناع لنصرالله اللي هوي ذراع طويلة لإيران؟ وشو راح يكون في شي بمَيْزو عن نبيه برّي ونجيب ميقاتي وعلي حمية ويوسف فنيانوس وعلي حسن خليل وميشال عون بأيّامو؟!
حتى يكون لبنان بحاجة الى رئيس لازم يكون دولة حقيقيّة وتتمتّع باستقلالية فعلية وعندا قدرة على اتخاذ قرارات فعليّة وبتملك أدوات تنفيذ وعودا وتشريف عهودا.
اللي صار بالأيّام الأخيرة بلبنان اللي تبيّن إنو مجرّد مخزن لصواريخ إيران، جسّدو نصرالله وهنية تحت صورتَيْ الخميني والخامنئي!
ومع هيدا وكلّو، كل يوم بيطلع حدا وبقول: بدنا رئيس!
مشكلتنا إنّو ما بدنا نعترف إنّو عنّا رئيس، وهو علي خامنئي، وعنّا وكيل عن الرئيس، هو حسن نصرالله!
مشكلتنا إنّو بدل ما نشكل معارضة حقيقيّة، للإطاحة بالرئيس الموجود وبوكيله في لبنان، منقعد منهدر وقتنا، بجدل بيزنطي، لنجيب رئيس ما راح يكون ولا بأيّ لحظة رئيس!
