من موقف “محذر” من وضع امني متفجّر وانتقادات لتداعيات وجود السلاح غير الشرعي وتهديده لمستقبل لبنان، الى كلام من نوع آخر يتناقض مع تهويل استخدم ضد جماعة السلاح، فجديد التعليق الأميركي على حادثة اطلاق النار على سفارة الولايات المتحدة أتى أ شبه بمرآة تعكس ما يُحاك خلف كواليس الاجتماعات، لبلورة تفاهمات جديدة، يبدو أن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين كان له بصمته فيها حين عرّج على بعلبك و”ساح” فيها “جس النبض” يبدو في الخفاء، مع من شرعوا أبواب مدينة المقاومة له بالترحاب.
بنبرة اميركية “هادئة”، اكتفى المتحدث الاقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ، بإدانة عملية السفارة بـ”نعومة” مبدياً” ثقة بلاده بالجهات الأمنية اللبنانية من حيث متابعة ملابسات هذا الفعل، بانتظار نتيجة التحقيق”.
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل وصل به الأمر الى التغني بأمن بيروت قائلاً:“لا تخوّف من الأمن في بيروت ونتخذ كل الاجراءات اللازمة لحماية أنفسنا ونتواصل عن كثب مع الجهات الامنية منعاً لتكرار مثل هذه الحادثة”.
على وقع “التبدل” المريب في المواقف، تم ترحيل البت بمسار الاتحقاق الرئاسي، الى الشهر المقبل إذ لا تطورات ملموسة متوقعة الى حين زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، والموفد القطري وزير الدولة محمد عبد الرحمن الخليفي الى لبنان حيث سيتم عرض نتائج اجتماع الخماسية الذي انعقد في نيويورك على مستوى الموظفين، والذي شابته انقسامات حالت دون صدور بين اطرافها حال دون صدور بيان ختامي، وألقى امسؤولية التعطيل على عاتق الفر قاء اللبنانيين المنقسمين.
وفي تعليقه على هذا المسار ونتائجه، كان لافتاً أيضاً تأكيده العكس، اذ أشار الى أنه “لا خلاف بين الأطراف المجتمعة لأننا نتفق على ضرورة المضي بالاصلاحات الاقتصادية المطلوبة”، معتبراً ان” هناك محاولة للتشويش على الموقف الأميركي الرامي إلى اسراع اختيار لبنان رئيسه وتشكيل حكومة في الوقت المناسب للبنانيين”.
لم تغب دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار عن كلام المتحدث الاقليمي الذي “ابدى استعداد أميركا لتقديم أي مساعدة تقنية أو فنية لازمة”، إذ قال:“لا يحق لأي بلدٍ كان أن يفرض إرادته على المكونات السياسية اللبنانية كافة، وسنبقى على تواصل مع كل الاطراف، في إشارة إلى لقاء سفيرتنا في بيروت دوروثي شي ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ونقاشهما في هذه المواضيع”.
في الخلاصة، يبدو أن “الطبخة” الرئاسية كما في المنطقة قد تبدّلن مكوناتها، والنتيجة ستظهر لتكشف حجم المتغيرات وكيفية توزيع المكاسب بين الداخل والخارج على حد سواء.