عملية زيادة الطول من العمليات المتاحة لتي لا تخلو من المخاطر، والتي تتفاوت معايير اعتمادها بين بلد وآخر. وفيما يرى فيها كثيرون منحى جمالياً، يلجأ إليها الأطباء في معظم الأحيان لدواع طبية حصراً، مشددين على ما لها من مخاطر ومضاعفات، وما يواجهها من عوائق من النواحي المادية والعملية، إذ لا يمكن اللجوء إليها بطريقة عشوائية.
يشدّد الخبراء إلى أن عملية زيادة الطول لا تجرى لدواع تجميلية بل لأسباب طبية أولاً وآخراً، وهي عملية طويلة وصعبة ومكلفة وهي لا تخلو من المضاعفات، وذلك من أجل إضافة ما لا يزيد عن 5 أو 6 سنتمترات من الطول.
في المقابل، يمكن أن تجرى لأطفال تعرّضوا لالتهابات جرثومية أو غيرها من الالتهابات التي أثرت على نموهم. كما قد تجرى لطفل أصيب بكسور أثّر على نموه للمدى البعيد أو في حال إصابة المركز المسؤول عن النمو. ويمكن أن تجرى العملية لطفل يعاني قصراً في طول إحدى الساقين، ما يستدعي زيادة طول ساق واحدة. وفي هذه الحالة أيضاً تكون التقنية المعتمدة نفسها تلك التي تعتمد لزيادة الطول في الساقين معاً.
هذا إضافة إلى معايير معينة قد تستدعي اللجوء إليها في حالات معينة، كما في حال قصر القامة مثلاً لما لا يزيد عن 140 سنتمتراً من الطول لشابة في سن 20 سنة. قد يكون من الممكن اللجوء إليها أحياناً. لكن يجب أخذ صعوبتها وتكاليفها المرتفعة وما قد تنتج منها من مضاعفات بعين الاعتبار.
تقنية إجراء العمليّة
تقضي العملية بقص العظم بما يشبه الكسر والانتظار حتى يلتئم. وبعد مرور 10 أيام يوضع جهاز معين من الداخل أو من الخارج ويتم التحكم فيه لزيادة الطول تدريجياً. بهذه الطريقة يمكن زيادة الطول بمعدل 5 سنتمترات بعد 50 يوماً. لكن العملية تتطلب الصبر والانتظار لمرور مرحلة معينة لا تخلو من التعقيدات ولا يكون من الممكن فيها متابعة الحياة الطبيعية أو المشي طبيعياً، ومن الضروري استخدام العكازات واعتماد جهاز خارجي خاص. مع الإشارة إلى أن كلفة إطالة كل من الساقين هي 5000 دولار تقريباً من أجل الجهاز أساساً.
ويقول الدكتور طوبي عطالله من مركز “بل فو” الطبي لـ “النهار العربي”، “إنه لا يمكن زيادة الطول لأكثر من 5 سنتمترات في كل مرة. ويمكن اللجوء إلى عملية ثانية بعد حوالي السنتين. ويمكن في حالات معينة زيادة 5 سنتمترات في عظمة الفخذ و5 سنتمترات إضافية في قصبة الساق. فتكون زيادة الطول بمعدل 10 سنتمترات خلال عام ونصف عام.
مضاعفات العملية
من أبرز المضاعفات التي يمكن مواجهتها إثر اللجوء إلى العملية الالتواء في الساق، فيما تزداد طولاً مع الوقت فتكون هناك حاجة إلى عملية أخرى لتقويمها من جديد. وقد تكون هذه م ن المضاعفات الأكثر شيوعاً في العملية. هذا إضافة إلى المضاعفات الأخرى المرتبطة بالعملية ذاتها وتلك التي يمكن أن ترافقها كأي عملية أخرى. كما يمكن أن يتعرض الشخص إلى السقوط أو إلى إصابة ما.