بدأ الجيش الإسرائيلي عملية كبيرة لاعتقال المطلوبين وتدمير البنية التحتية لحماس والجهاد الإسلامي في مخيمي جنين ونور الشمس للاجئين بالقرب من طولكرم، في الضفة الغربية. وفي الوقت نفسه، تجري أيضا عملية كبرى أخرى في مخيم الفارعة للاجئين في غور الأردن. وكجزء من عملية الفرقة الكبرى، يطوق الجيش الإسرائيلي المستشفيات القريبة من مخيمات اللاجئين لمنع المقاتلين من الوصول إليها، ويفحص المرضى الذين يدخلونها.
وتشمل العملية الواسعة مرافقة جوية كبيرة، ومئات المقاتلين، بمن فيهم جنود مستعربون، وإمكانية إجلاء السكان الفلسطينيين بشكل منظم وفقا لمناطق القتال المتوقعة. وهناك تبادل لإطلاق النار في المخيمات وهناك إصابات بين المقاتلين الفلسطينيين ولا سيما في جنين، حيث قتل اثنان على الأقل.وتداهم قوات الجيش الإسرائيلي مخيمات اللاجئين الثلاثة في الوقت نفسه.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي والناطق بلسان الشاباك إن “قوات الأمن بدأت الآن عملية لإحباط الإرهاب في جنين وطولكرم في لواء منشيه”.
وتقدر وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية عدد القتلى في الغارات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية ب 9 قتلى، مقلصة حصيلة 10 قتلى أبلغ عنها الهلال الأحمر الفلسطيني في وقت سابق.
وقتل سبعة أشخاص في وقت مبكر من يوم الأربعاء في طوباس، واثنان آخران في جنين، بحسب الوزارة، وحددت هوية القتيلين في جنين وهما قسام جبارين (25 عاما) وعاصم بلوط (39 عاما).
ويقول محافظ جنين، كمال أبو الرب، للإذاعة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية حاصرت المدينة، وأغلقت نقاط الخروج والدخول والوصول إلى المستشفيات، ومزقت البنية التحتية في المخيم.
الحرب
ودعا وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس إلى النظر في نقل الفلسطينيين مؤقتا كجزء من غارة كبيرة لمكافحة الإرهاب في شمال الضفة الغربية شنها الجيش الإسرائيلي في أعقاب محاولة التفجير الانتحاري في تل أبيب في الأسبوع الماضي.
“نحن بحاجة إلى التعامل مع التهديد [الإرهابي] تماما كما نتعامل مع البنية التحتية للإرهاب في غزة، بما في ذلك الإجلاء المؤقت للمدنيين الفلسطينيين وأي خطوة أخرى مطلوبة”، غرد دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى، واصفا العملية بأنها “حرب بكل معنى الكلمة”.
وقال كاتس إن القوات الإسرائيلية العاملة في جنين وطولكرم ومناطق أخرى تعمل على تفكيك شبكة إرهابية مدعومة من إيران يجري بناؤها في الضفة الغربية.
وكتب في تغريدة على تويتر أن “إيران تعمل على إنشاء جبهة إرهابية ضد إسرائيل في [الضفة الغربية]، وفقا للنموذج الذي استخدمته في لبنان وغزة، من خلال تمويل وتسليح الإرهابيين وتهريب أسلحة متطورة من الأردن”.
أبو مازن
وقطع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس زيارته الرسمية إلى المملكة العربية السعودية في أعقاب ذلك.
وحذر المتحدث باسم عباس نبيل أبو ردينة من أن عملية مكافحة الإرهاب في طولكرم ومناطق أخرى في شمال الضفة الغربية سيكون لها “عواقب وخيمة”.
وقال في بيان إن “الجميع سيدفع ثمن” التصعيد، واصفا ما يحصل بأنه “استمرار لحرب شاملة على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا” لن تجلب الأمن ولا ا لاستقرار لأي طرف”.
وانتقد الولايات المتحدة لدعمها لإسرائيل ودعاها إلى الضغط على القدس لوقف القتال.
ووصل عباس إلى الرياض يوم الاثنين والتقى الثلاثاء مع ولي عهد محمد بن سلمان. وكان من المقرر أن يسافر إلى مصر بعد ذلك.