لم يتزحزح موقف الأمين العام ل”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، في خطاب اليوم، في ذكرى “يوم الشهيد”، مليمترًا واحدًا عن موقفه في الثالث من تشرين الثاني، بمناسبة مهرجان تكريم “الشهداء على طريق القدس”، على الرغم من تلاحق التطورات النوعية التي تجلّى أبرزها بنجاح إسرائيل في الحيلولة دون اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفي توسيع الإستهدافات الإسرائيلية نحو المدنيين اللبنانيّين ومؤسساتهم ووصول عمليات إحدى مسيّراتهم، فجر اليوم الى عمق أربعين كيلومترًا داخل الأراضي اللبنانيّة، مبيّنًا أنّ الموقف الأخير الذي أصدره وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن “حتمية توسيع الحرب”، لم يكن أكثر من تعبير خاطئ، إذ اختلط على المسؤول الدبلوماسي الإيراني، على ما يبدو الفارق الجوهري بين “الإرتقاء بالعمليات” الذي تحدث عنه نصرالله لتوصيف إدخال أنواع جديدة من الأسلحة الى “مواجهة الإشغال”، و”توسيع الحرب” الذي غيّبه الأمين العام ل”حزب الله” كليًّا عن كلمته.
وأفهم نصرالله السائلين، لمرّة واحدة وأخيرة، أنّ جبهة لبنان هي جبهة مهمّتها أن تكون ضاغطة على إسرائيل وجيشها، في حين أنّ جبهات اليمن والعراق وسوريا والضفة الغربية هي جبهات مؤازرة.
وقال نصرالله إنّ انتظار ما يمكن أن ينطق به لمعرفة التوجهات الميدانية لا يجدي نفعًا لأنّ القرار هو للميدان.
ولفت إلى أنّ “حزب الله” يرد على التصعيد بالتصعيد وعلى استهداف المدنيين باستهداف الميدانيين.
وأشار الى أنّ عبء النصر يقع على المقاتلين الفلسطينيين في غزّة الذين لا بد من أن يصمدوا الى الوقت الذي تستسلم فيه إسرائيل للضغوط الداخلية والخارجية، إذ إن الإسرائيليين لن يتحملوا النزوح، فهم ليسوا “مثلنا” ينزحون الى المدارس والخيم بل الى الفنادق، ولا الخسائر الإقتصادية الكبيرة، في حين بدأ الرأي العام الدولي ينقلب ضدهم.
واعتبر نصرالله أن الجهد الأكبر يجب أن ينصب للضغط على الولايات المتحدة الأميركية و”حليفها الصغير، الإنكليزي”، لأنّ الإدارة الأميركية هي التي تدير العدوان الإسرائيلي ضد غزة.
ووجد الأمين العام ل”حزب الله” في الوقت أكبر حليف ضد إسرائيل، فهي لن تصمد كثيرًا في مواجهة الضغوط، وحينها سوف تسلّم بالهزيمة.
عمليًّا، قال نصرالله إن ّ “حزب الله” لن يذهب الى توسيع الحرب بل سيبقى في وضعية الضاغط على إسرائيل وجيشها، داعيًا الجميع إلى عدم تعليق أهمية استراتيجية على إطلالاته، فهي تفسيريّة وليست “أمرية”!