"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

عملاء!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الجمعة، 19 يناير 2024

يستند تحشيديّو “جبهة المقاومة”، وعلى رأسهم الأمين العام ل”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، إلى ما يقوله السياسيّون والمحللون العسكريّون ووسائل الإعلام في إسرائيل، لتأكيد ما يطلقونه من آراء وأفكار وتطلعات ونتائج تُثبت “قوّتهم” و”بأسهم” و”انتصاراتهم”.

ولولا أقوال هؤلاء في إسرائيل، لكان تحشيديّو “جبهة المقاومة” من كبيرهم الى صغيرهم يعانون من مشكلة “إثبات” ما ينطقون به وما يهدفون إليه!

وهذا يُفيد بأنّ تمسك الإسرائيليّين بحريّة التعبير، من جهة أولى والإختلاف في الرؤى، من جهة ثانية والتنافس السياسي، من جهة ثالثة، يُعطي تحشيديّي “جبهة المقاومة” الأدلة اللازمة لفضح حقائق يُحاول الجيش الإسرائيلي إخفاءها وتعمل قيادة الحرب من أجل التستّر عليها!

وبهذا المعنى، وفي حال جرى تطبيق المعايير نفسها التي تحاول “جبهة المقاومة” فرضها على اللبنانيّين والسوريّين والعراقيين واليمنيين والإيرانيّين وغيرهم، فإنّه يمكن للكيان العبري، التعاطي مع الإسرائيليّين، سواء كانوا من اليمين أو من اليسار، على أنّهم عملاء لإيران والتنظيمات الملحقة بها، وتهددهم بالقتل والإضطهاد والنفي، لأنّهم بالتعبير عن آرائهم وأفكارهم وتطلعاتهم وتقييماتهم، يخدمون الأعداء ويوهنون نفسية الأمة ويتآمرون على الوحدة الوطنية!

ولكنّ هذا لم يحصل في إسرائيل التي فرضت المحكمة العليا فيها على الشرطة أن تسمح للمعارضة بتنظيم مظاهرات ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وضد الإستمرار في الحرب على غزة.

وما تحاول إسرائيل حمايته، بغض النظر عن إستفادة أعدائها منه، تعمل “جبهة المقاومة” على منعه، بحيث تخوّن من يعارض نهجها وسلوكها.

ويصلح “حزب الله” أن يكون مثلًا فاقعًا في هذا السياق، فهذا التنظيم الذي تتفق الغالبية العظمى على أنّه ملحق بالجمهورية الإسلاميّة في إيران، ومن دون أن يأخذ برأي أحد في لبنان ومن دون أن يحظى بأيّ مشروعيّة وطنية حقيقيّة، رهن لبنان ل”وحدة الساحات” وعرّض أرضه وشعبه لمخاطر كبيرة وتسبب بخسائر فظيعة راكمت الكوارث التي سبق أن أحدثها الإنهيار المالي والإقتصادي في خريف العام 2019.

بطبيعة الحال، لم يتحرّك أحد ميدانيًّا ضد هذا الحزب وما جرّه ويمكن أن يجرّه من مخاطر على لبنان، ولكن صدرت أصوات سياسيّة وإعلامية وشعبيّة، ضدّه، منددة بما يفعله وما يمكن أن يفعله.

ومن دون أن يأخذ في الإعتبار طبيعته الملحقة ووظيفته المشكوك بها ودوره الجاذب للمخاطر، يُفلت هذا الحزب الآلة الدعائية التي يعتمدها، من أجل شنّ هجوم ترهيبي على الأصوات المعارضة لسلوكه، مع أنّ مطلقيها لا يسرّبون معطيات عسكريّة ولا يتحدّثون عن أحوال الجبهات، إنّما يكتفون بالتركيز على ما يعتبرونه مصلحة الشعب اللبناني!

إنّ هذا السلوك الذي يعتمده “حزب الله” وسائر التنظيمات الشبيهة له في “جبهة المقاومة” يجعلك تنسى عوارض العدو الخارجي لتركز اهتمامك على مخاطر هذا الذي يضرب من الداخل كل الأسس والمبادئ والأخلاقيات ، ليحاول أن يحوّلك باسم “التحرير” …عبدًا!

المقال السابق
فيصل بن فرحان: السعوديّة كانت قريبة من إنجاز التطبيع مع إسرائيل قبل حرب غزة
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

هكذا صنع نتنياهو "سهام الشمال"!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية