اليوم الذي اغتيلت فيه دولة لبنان!

السابع من أيار 2008 هو أخطر يوم من أيّام لبنان، لأنّ فيه اكتمل مشروع اغتيال دولة لبنان.

في ذاك اليوم، شنّ “حزب الله” عملية عسكرية في بيروت والجبل، إستهدفت بوجه خاص كلًّا من “تيار المستقبل” و”الحزب التقدمي الإشتراكي”، وحاصر كلًّا من سعد الحريري ووليد جنبلاط ورئيس الحكومة في حينه فؤاد السنيورة.

تمّ هجوم عسكري ودموي على مراكز الحزبين وجرى اقتجام المؤسسات الإعلامية وتمّت ملاحقة صحافيين وإعلاميين وسياسيين ينتمون الى قوى 14 آذار في منازلهم.

جرى ترهيب الجميع، في عملية شارك فيها حلفاء “حزب الله”.

وجاءت هذه العملية للإنقلاب على قرارين اتخذهما مجلس الوزراء اعتبرهما “حزب الله” ضد “المقاومة” فرفع شعار” السلاح لحماية السلاح”.

وانتهت العملية العسكرية التي سقط من جرائها عشرات الشهداء بموافقة القيادات اللبنانية على الذهاب الى الدوحة، جيث اضطر زعماء 14 آذار على تقديم أخطر التنازلات، فمنحوا “حزب الله” وحلفاءه الثلث المعطل في الحكومة، الأمر الذي جعل القرار الرسمي تحت رحمة الحزب.

ومنذ ذلك الوقت، راح “حزب الله” يهدد معارضيه بتكرار السابع من أيار إن هم لم يخضعوا له.

وهكذا تمّ يدء المرحلة الأخيرة من اغتيال دولة لبنان، فانهار العمل السياسي فيها تحت وطأة انهيار السلطة، ممّا أدى الى تراكم أنتج عنه تدهور في علاقات لبنان الإقليمة والدولية وتراجع الثقة بلبنان الذي بدأ مشواره نحو جحيم مالي- اقتصادي- حياتي- سيادي!

وليس عن عبث كان إصرار الأمين العام ل”حزب الله” على وصف يوم السابع من أيار 2008 باليوم المجيد!