وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض، لا “مهضوم” ولا “كيّوت” ولا “حبّوب”. هذا الرجل تافه، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ وأبعاد، قاموسيّة وشعبيّة!
ونكتفي، من مراجعتنا لقاموس المعاني بصفتين أساسيّتين للرجل التافه، فهو غير متزن، ولا قيمة لأعماله.
وهاتان الصفتان للتافه تنطبقان، بشكل كامل، على هذا الوزير الذي لو كان خلاف ذلك، لما اختاره جبران باسيل ليكون وزيرًا للطاقة!
إنّ التدقيق في سلوك وليد فياض، منذ تعيينه في حكومة نجيب ميقاتي “المهزوزة”، تقدّم عشرات الأدلة على عدم اتزانه، كما أنّ النتائج التي أسفرت عنها ولايته في وزارة الطاقة والمياه، تصف نفسها بنفسها.
وعليه، فالرجل الذي يستحق صفة تافه، يمكن، في كل لحظة، أن ينطق بتوافه الأفكار والمعاني.
آخر “إنجازات” وليد فياض كانت، عندما قال إنّ لبنان يديِّن العالم الكرامة، وأنّه حليف للجزائر في الحرب ضد العبودية!
أشك في أن يُدرك هذا الوزير أبعاد ما به تكلّم، أو أن يكون قادرًا على فهم معاني العبارات التي نطق بها.
لنبدأ بالكرامة التي يقول وليد فيّاض إن لبنان يقدّمها قروضًا للعالم!
عندما نطق بذلك، كان يتحدث عن الجزائر التي سارعت الى إبداء استعدادها لتوفير الفيول اللازم لإعادة تشغيل بعض معامل الكهرباء التي توقفت كلها عن العمل!
وعليه، فهل تقترض الجزائر كرامة من لبنان وترد هذا الدين من خلال تقديم الفيول؟ ولو كانت الجزائر بحاجة الى أن تستدين كرامة من لبنان، فلماذا سبق أن أوقفت الجزائر التعامل مع وزارة الطاقة، وهي في عهدة فريق فياض، بعدما تبيّن أنّ “بنك الكرامة اللبنانية” فاسد ويحاول أن يفسد الشركة الوطنية الجزائرية؟
ومنذ متى كان الرد على “حسن النية” يتجسّد بإهانة من يُبادر؟
أكثر من ذلك ما هي هذه الكرامة التي يزعم وزير الطاقة أن لبنان يقدمها قروضًا للعالم: فهل هي كرامة البهدلة في العتمة الشاملة؟ هل هي كرامة خضوع الناس لاستنسابية أصحاب المولدات الخاصة؟ هل هي كرامة تقاضي الدولة اشتراكات عن خدمة عاجزة عن توفيرها؟ هل هي كرامة وزراء وموظفين بالكاد تسد رواتبهم ومخصصاتهم حاجات عائلاتهم اليومية، ومع ذلك يمتلكون القدرة على أن يمضوا إجازات ذهبية في منتجعات الداخل والخارج، في ظل أزمة الظلام؟ هل هي كرامة الناس الذين سرق جنى عمرهم؟ هل كرامة الهجرة من لبنان، حتى على قوارب الموت؟ هل هي كرامة تسليم الدولة لميليشيا تعبث به وبمصيره وبمستقبله، وفق ما ترتأي؟ هل هي كرامة عشق المناصب التي تجعل أمثال وليد فيّاض ينطقون بما لا يفقهون؟
وليد فياض تافه، فهو لا يدرك ،مثلًا، أنّ كرامة وزير الطاقة تكون بتوفير الكهرباء والماء للمشتركين، وفي حال عجز عن ذلك، مهما كان السبب، يعتذر من الشعب ويذهب الى بيته!
ونترك الكرامة لننتقل الى ما سمّاه وليد فياض محاربة العبودية.
وفي هذا المجال لا نحن فهمنا على وليد فياض ولا هو فهم على نفسه. فما هي هذه العبودية التي يتحالف لبنان مع الجزائر في محاربتها؟ عبودية المستعمر، وقد أخذ لبنان والجزائر استقلالهما؟ عبودية العرق أو الدين أو اللون؟
وعلى فرض أنّ الاحتلال هو نوع من أنواع العبودية، فأي احتلال هذا الذي تحاربه الجزائر؟ أم هل يقصد تداعيات الإستعمار الفرنسي للجزائر؟ وفي حال هذا ما قصده، فهل لبنان دولة تناصب الفرنسيين العداء؟ وإذا قصد صراع الجزائر من أجل صحراء البوليساريو، فهل لبنان حليف في مواجهة مفتوحة مع مملكة المغرب؟ وإذا كان يقصد إسرائيل، فهل أرسلت الجزائر جيشها وميليشيا مسلحة لتحارب في غزة أو في جنوب لبنان أو في جنوب سوريا، وتقوّض الدولة ومركزية قرارها ومرجعيّتها الدستورية؟
في الواقع، إنّ نوع العبودية التي يعاني منها لبنان، هو نتاج الفريق الذي وزّر فيّاض وأقام هذه الحكومة ويدعم استمرارها. هي عبودية من يريدون تخيير اللبنانيين بين الفراغ ورئيس الجمهورية الذي يريدون فرضه. هي عبودية من يحتكر قرار الحرب والسلم ويعتبر من يعترض على ذلك صغارًا محتقرين. هي عبودية من يهدد الفئات اللبنانية بالسلاح إذا لم يخضعوا لمشيئته. هي عبودية من يعطل أعمال القضاء في جرائم يندى لها جبين الإنسانية، مثل تفجير مرفأ بيروت. هي عبودية الفساد المسيطر على الدولة. هي عبودية تسليط العاجزين على المصارف والمالية والطاقة والأشغال وسائر شؤون البلاد.
مزعج جدًا أن ننتمي الى وطن فيه وزراء على قياس وليد فيّاض!