لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص مع ارتفاع حدّة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة بسبب عدم التزام الجماعات الاسلامية وقف اطلاق النار، إذ شنّت هجوماً على أحد مراكز “فتح” في البركسات، كما أفيد عن سقوط قذيفة بجانب مسجد الموصلي في تعمير صيدا بعد ارتفاع حدّة الإشتباكات حيث تستخدم الأسلحة الثقيلة في المعارك المستمرة لليوم الثالث، بعد أن توسعت رقعة الاشتباكات ما استوجب من الجيش اللبناني تشديد اجراءاته الأمنية في محيط المخيم.
لم تفلح الدعوات الى وقف التصعيد، ورأب الصدع يبدو انه بعيد حتى اللحظة، مع تجدد المعارك على الرغم من كل المناشدات، وفي سياق دعوات التهدئة، وبعد اجتماع عقد في دار الافتاء في صيدا ضم شخصيات سياسية وروحية لإطلاق موقف موحد حيال ما يحصل في المخيم، طالب مفتي صيدا سليم سوسان، بـ”وقف اطلاق النار فوراً في مخيم عين الحلوة”، مؤكداً أن “هذا المخيم هو جزء من مدينة صيدا التي قدمت شهداء من أجل فلسطين، ولم تتخل يوماً عن الفلسطينيين”.
وشدد سوسان على أن “هذا التقاتل عبثي، ونحن حريصون على الأمن الفلسطيني في عين الحلوة وعلى الأمن اللبناني في صيدا ولا نقبل ان تصاب مدينتنا بأي سوء”، لافتاً الى أنه “ليس من الطبيعي ان يترجم الاختلاف بالرصاص والقذائف وأن المستفيد الوحيد من الاشتباكات هو العدو الاسرائيلي”.
فشلت كل محاولات وقف إطلاق النّار وسحب المسلّحين من الشوارع حيث عاد الوضع لينفجر من جديد في المخيّم، وذلك في ظل إطلاق نار غزير وقذائف صاروخية تتركّز ضمن أحياء البركسات والطوارئ وبستان القدس ومحطة جلول والشارع التحتاني، كما تساقط الرصاص الطائش خارج المخيم في ضواحي صيدا الشرقية والجنوبية والغربية، كما سقطت قذيفة بعد حاجز الجيش عند المدخل الشمالي لتعمير عين الحلوة وللمخيم الشارع التحتاني، قرب مسجد الموصللي الذي يأوي نازحين من سكان المخيم.
من جهة أخرى سمع إطلاق قذائف B7 و B10، حيث تركزت الإشتباكات على معقل “جند الشام” الأساسي في حي التعمير، مع تسجيل رشقات صاروخية في المعارك العنيفة بين الفصائل المتنازعة.
