منذ عقد الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين أول اجتماع له لدى وصوله الى تل أبيب، مساء الأربعاء واجتماعه مع وزير التخطيط الإستراتيجي رون ديرمر، صعد الجيش الإسرائيلي ضرباته في أكثر من منطقة في لبنان، فعاد الى قصف الضاحية الجنوبية لبيروت، ونظم أربع موجات من الغارات، منذ فجر الخميس حتى بعد ظهره، في حين تشدد في منسوب استهداف بعلبك ومحيطها، من دون أن ينسى صور وقراها وبنت جبيل وبلداتها.
في إسرائيل إلتقى نتنياهو الى ديرمر كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بحضور رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ووزير الخارجية جدعون ساعر، ولكن لم يصدر عنه أي كلمة.
وعلى الرغم من الترويج للإيجابيات خلال مكوثه في لبنان حيث أعد تعديلات، وفق إرادة “حزب الله” على المقترح الأميركي، فإنه لم ينطق بكلمة واحدة في إسرائيل حتى الآن.
البعض يعيد التصعيد الإسرائيلي الى عدم موافقة المسؤولين على التعديلات المقترحة من الجانب اللبناني. البعض يعتبر أنه يمكن فصل المسار الدبلوماسي في هذه الساعات عن المسار العسكري، لأن “حزب الله” أراد أن يُفهم إسرائيل كلفة التفاوض تجت النار، فصعدت إسرائيل، بحيث حاولت تدفيعه ثمنا غاليا لاستهداف تل أبيب وتمكنه من إسقاط صواريخ في نهاريا.
ولكن، الخبراء في الدبلوماسية يقولون إن التدهو ر العسكري لا يمكن أن يكون بهذا المستوى لو كانت المسألة “رسائل متبادلة”!
ومن المتوقع أن يعود هوكشتاين إلى واشنطن الليلة. وفقا لمسؤولين إسرائيليين، كان هناك الكثير من التقدم في محادثاته في إسرائيل و”إنها مغلقة تقريبا”، ولكن هناك “بعض الزوايا الأخرى” التي يجب معالجتها. وقال هوكشتاين في محادثات مغلقة إنه “لا يوجد صراخ أمام المرمى”، لكن مصدرا إسرائيليا قال إن “الاتجاه إيجابي”. وأضاف مصدر إسرائيلي مطلع على تفاصيل المفاوضات للترتيب أنه “بشكل عام هناك تقدم، ولكن لا تزال هناك حاجة للعمل على الصياغة، التي يتم تنفيذها”.
ووفقا لمسؤول لبناني كبير، طلب مفاوضو الدولة التغييرات خلال اجتماعات مع هوكتاين في بيروت. وتشير هذه التعديلات -التي لم يطلبها لبنان من قبل- إلى أنه لا يزال أمام الوسيط الأميركي الكثير من العمل للتوصل إلى اتفاق، بعد أن قال في بيروت إنه “في متناول أيدينا”.
وقال المسؤول اللبناني، وفق رويترز، إن لبنان يريد أن تنسحب القوات الإسرائيلية فور إعلان وقف إطلاق النار حتى يتسنى نشر الجيش اللبناني في جميع المناطق وعودة النازحين إلى ديارهم. وبذلك يتناقض مع الموقف الإسرائيلي الذي يقضي بأن الانسحاب سيتم في غضون 60 يوما من إعلان وقف إطلاق النار.
ويريد لبنان أيضا أن تؤكد صياغة الاقتراح على حق الجانبين في “الدفاع عن النفس”، وليس فقط حق إسرائيل. وقال المسؤول إنه في حين أن المسودة الاميركية تشير إلى الانسحاب من “حدود لبنان”، فإن بيروت تريد إشارة محددة إلى “الحدود اللبنانية” لضمان انسحاب إسرائيل من الحدود بأكملها، وليس جزئيا.
وقال وزير الخارجية اللبناني أمس إن بلاده تريد فرض بقاء حزب الله خارج جنوب لبنان، وليس أن تفعل إسرائيل ذلك.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تطالب بمنع حزب الله من إدخال الأسلحة إلى لبنان برا أو بحرا أو جوا - وتطالب بضمان أنها ستكون قادرة على فرض ذلك، كشرط أساسي للصفقة.
وقال المسؤول اللبناني إن مسودة الاتفاق من قبل الولايات المتحدة لا تشير إلى قدرة إسرائيل على مواصلة مهاجمة حزب الله، وأصر على أن يحافظ لبنان على سيادته.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل وافقت أيضا على “وثيقة جانبية” مع ضمان اميركي بأنها ستكون قادرة على مهاجمة حزب الله في المستقبل إذا كانت هناك انتهاكات للاتفاق.