اتهمت حركة حماس السلطة الفلسطينية بإرسال ضباط أمن إلى شمال قطاع غزة بذريعة تأمين شاحنات المساعدات.
ونفى مسؤول بالسلطة الفلسطينية هذا الاتهام الذي وجهته وزارة الداخلية في القطاع الذي تديره حماس.
وأبلغ قيادي بحماس تلفزيون الأقصى التابع للحركة بأن ماجد فرج رئيس المخابرات بالسلطة الفلسطينية هو المشرف على مهمة القوة.
وقال إن ستة أعضاء من القوة، التي رافقت شاحنات المساعدات التي دخلت من خلال معبر رفح الحدودي مع مصر، اعتُقلوا وإن قوات الشرطة تلاحق الأعضاء الآخرين للقبض عليهم.
وقالت وزارة الداخلية في غزة في بيان “تسلل إلى منطقة شمال غزة عدة ضباط وجنود يتبعون لجهاز المخابرات العامة في رام الله، في مهمة رسمية بأوامر مباشرة من ماجد فرج، بهدف إحداث حالة من البلبلة والفوضى في صفوف الجبهة الداخلية، وبتأمين من جهاز الشاباك الإسرائيلي وجيش العدو، وذلك بعد اتفاق تم بين الطرفين في اجتماع لهم في إحدى العواصم العربية الأسبوع الماضي”.
وأضافت “وعليه، تعاملت الأجهزة الأمنية في غزة مع هذه العناصر، وتم اعتقال عشرة منهم، وإفشال المخطط الذي جاءوا من أجله، وسيتم الضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه أن يلعب في مربع لا يخدم سوى الاحتلال”. وقال مسؤول بالسلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية المحتلة في بيان “بيان ما يسمى بوزارة داخلية حماس حول دخول المساعدات إلى قطاع غزة أمس لا أساس له من الصحة وسنستمر في تقديم كل ما يلزم لإغاثة شعبنا”.
وأضاف المسؤول، في إشارة إلى الحرب بين إسرائيل وحماس أن السلطة الفلسطينية لن تنجر “خلف حملات إعلامية مسعورة تغطي على معاناة شعبنا في قطاع غزة وما يتعرض له من قتل وتهجير وتجويع”.
وذكر البيان المنشور على قناة الأقصى على تطبيق تيليجرام أن رجال الأمن ومقاتلي الفصائل المسلحة تلقوا تعليمات بمعاملة أي قوات تدخل قطاع غزة دون تنسيق معهم على أنها قوات احتلال.
وسيطرت حماس على قطاع غزة في 2007 بعد عام من انتخابات فازت بها وفي أعقاب اشتباكات مع قوات الأمن الموالية للسلطة الفلسطينية، الأمر الذي أدى لتقليص حكم السلطة الفلسطينية ليقتصر على الضفة الغربية المحتلة. وفشلت جهود المصالحة بين الجانبين حتى الآن بسبب قضايا تقاسم السلطة الشائكة.
وقال قادة حماس إن أي محاولة لاستبعاد الحركة من المشهد السياسي بعد الحرب هي “وهم”.
بيان “حماس”
وكانت “حماس” قد اصدرت، الأحد، “رسالة شكر واجبة لشعبنا الصامد المرابط في غزة والذي عجز الصبر عن صبره في معركة طوفان الأ قصى وتصديه لمشاريع الاحتلال الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية”، مؤكدة على أنّها سعت بكل جهد بالتعاون مع كل الشركاء في غزة على تجاوز كل الأزمات وخاصة ما تعلق بالملف الاقتصادي واتخذت قراراتٍ حاسمة لضبط الأسعار ومنع الاحتكار.
وقالت الحركة في بيانٍ صادرٍ عنها: لقد تابعت إدارة الطوارئ في قطاع غزة كل الأزمات الناجمة عن الحرب ساعية بكل صدق مع كل الشركاء والنخب والعائلات والمكونات الوطنية لتجاوز كل أزمة حيث نجحنا مرات وأخفقنا مرات.
واستدركت بالقول: لكن الإخفاق الذي كان يتسبب فيه الاحتلال لضرب الإرادة الفلسطينية كان يزيدنا إصرار على مواصلة الطريق للوصول للنجاح المنشود وتجاوز العقبات وتحمل المسؤوليات والتحديات الجسام التي لو تعرضت لها دول عظمى خلال العدوان الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية لسقطت في أيام بل في ساعات غير أن الله عز وجل تولانا برحمته وألقى الصبر والثبات في نفوس شعبنا الأبيّ العصي على الانكسار والذي نحن مدينون له في كل لحظة بالوفاء والحفاظ عليه والذي يخوض المعركة مع المقاومة بذات الروح والمسؤولية الوطنية.
ولفتت الحركة في بيانها إلى أنّ الخلايا الوطنية الحركية والفصائلية والمدنية والمجتمعية والشعبية عملت ليلًا ونهارًا وسرًا وجهارًا كلٌ على ثغره لمعالجة القضايا وال أزمات بفعل الاحتلال رغم استهداف الاحتلال لكل مقومات وعناصر البناء واغتيال مفاصل وكوادر العمل في الطوارئ الحكومي والمدني والمجتمعي والتنظيمي.
ونوهت إلى أنّه استشهد المئات منهم وعشرات القيادات من قادة العمل الحكومي والشعبي والمدني فاستهدفت مفاصل الداخلية والإغاثية والصحية والمدنية والشعبية وغيرها؛ بل كان الاحتلال يستهدفهم وهم على رأس عملهم بعد ساعات من تكليفهم لضرب المنظومة الحكومية والطوارئ.
وتابعت بالقول: ولكن بفضل الله كان يخرج العشرات ليسدوا الثغر ويواصلوا المسير لخدمة شعبنا فحققوا بفضل الله نجاح في ضبط الحالة الأمنية وحماية القوافل ومحاربة الخارجين على القانون وتأمين المساعدات وحماية المقرات وإنهاء النعرات العائلية نعم ليس نجاحًا مثاليًا؛ بل نجاح نسبيا يبنى عليه.
وشددت على أنّ هذا النجاح كان بفضل التشابك بين الداخلية ولجان الحماية الشعبية والمكونات الوطنية مع عموم أبناء شعبنا وأهلنا الذين كانوا يرقبون كل لحظة من أجل التقدم واستقرار الواقع لتأمينهم من سلوك المنفلتين واعتداء المتجاوزين والخارجين الذين يسعون لضرب السلم الأهلي والمجتمعي وخدمة أهداف الاحتلال الصهيوني.
وتابع البيان بالقول: لقد اتخذنا قرارات حاسمة في ملفات الاقتصاد في محاولة لضب ط الأسعار ومنع الاحتكار واستمعنا من كافة الأطراف للملاحظات وتحاورنا مع خيرة المختصين والشخصيات والقوى الوطنية للوصول لحل يتناسب مع حالة الحرب لتحسين منظومة الاقتصاد في ظل استهداف الاحتلال الممنهج لها عبر واردات المعابر.
وأكدت حركة حماس: لقد أخذنا كل الملاحظات حيز التنفيذ وحاولنا مرات ومرات للوصول لذلك وإنهاء حالة الاحتكار وغلاء الأسعار الفاحش ومحاربة تجار الحروب حتى تحقق اليوم التحسن المحدود والذي نراكم عليه للوصول إلى أعلى درجات التحسين لخدمة شعبنا وضمان راحته وتأمين جبهته في ظل العدوان.
وأضافت الحركة بالقول: الإخوة الكرام تابعنا كل كلمة ونصيحة وملاحظة وتوجيه ورأي أخذناها محمل الجد وانتقل لدوائر النقاش وعلى طاولة الاختصاص وكانت تجد حقها في النقاش حتى نصل لأفضل الخيارات التي تحقق الراحة لشعبنا وسنبقى نفعل ذلك حتى نصل لمراد شعبنا وحماية جبهتنا الداخلية.
وقالت الحركة: إننا مهما فعلنا سنبقى عاجزين عن الوفاء لشعبنا وصموده الأسطوري وسنبقى نشعر بأن الفضل كل الفضل بعد الله عز وجل لحالة الثبات والصمود الذي عز نظيره وقل مثيله والذي أفشل مخططات الاحتلال هو شعبنا الفلسطيني وأهل غزة العظماء الكرام ومقاومته الباسلة التي لا تزال تكمل المسيرة حتى يتحقق لشعبنا حقوقه غير منقو صة.
وعبرت حركة حماس عن شكرها للشعب الفلسطيني في غزة، قائلة: إن جهدكم المبارك في حماية المجتمع ونسيجه ومنع انهيار الخدمات التي تحافظ على وحدة المجتمع وتماسكه هي من أولى الأولويات التي تساهم في حماية جبهتنا الداخلية وتسريع النصر في معركتنا المفصلية، وتفشل مخطط الاحتلال في استهدافه المتواصل للمجتمع وبنيته ودفعه نحو الانهيار.
وشددت على أن التماسك الوطني والمجتمعي داخل غزة يشكل حائط صد أمام مخططات الاحتلال الخبيثة التي يحاول زرع الشك والفرقة بين أبناء شعبنا لتمرير مخططاته، وهذه الجهود العظيمة على ثغر حماية الجبهة الداخلية جعلت العدو متشككا بقدرته على تحقيق أهدافه.
وختمت بيانها بالقول: نعتذر عن أي خلل تأخرنا في معالجته، وعن كل تجاوز تأخرنا في محاربته، وعن كل سوء تصرف بقصد أو دون قصد سبب إرهاق لأهلنا في أي وقت ونعاهدكم بأننا لن ندخر جهدًا في تحقيق الراحة لشعبنا مهما كلفنا من ثمن وإن دماء شبابنا التي سالت في خدمة الناس في نفس الوقت الذي سالت فيه دماء شبابنا في مواجهة الاحتلال هي دماء مقاومة لن يكون لها عندنا إلا الوفاء والثبات واتباع طريقهم حتى يتحقق لشعبنا النصر والحرية ويندحر العدو وهو يجر ذيول الخزي والعار عن غزة.