"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

"الطلاق غير المرئي": من برّا هالله هالله من جوا يعلم الله

كريستين نمر
الثلاثاء، 21 مارس 2023

غالبيتنا صادف “الزوجين “المثاليين”، سواء في السهرات الصاخبة أو في الرحلات الرومانسية أو في صورهما العاطفية المنشورة في وسائل التواصل الاجتماعي… فكم من مرّة أثاروا الحسد ونُظر اليهما كما لو كانا القدوة.. الى أن أتى ذلك اليوم الذي صُعق فيه الجميع بخبر انفصالهما!

قد يكون مصطلح “الطلاق غير المرئي” أسلم توصيف لما كان يحدث داخل جدرانهما المغلقة، إذ بعيدًا عن القشرة الاجتماعية، كان الواقع أقل وردية بكثير.

في مقالة لها في مجلة Psychology Today، حدّدت طبيبة علم النفس، باربرا غرينبيرغ، هذه الظاهرة الجديدة والتي واجهتها كمعالجة، الإشارات التي تعتقد بأنها تشير إلى أن الزوجين يمرّان ب”الطلاق غير المرئي” واصفة إياهما بالخطّين المتوازيين اللذين يعيشان معًا لكنهما يعملان بشكل منفصل، وشبهتهما بمجرّد شريكين لمؤسسة تجارية تطورا مع الوقت ليظهر أن اتحادهما في النهاية كان.. مجرّد واجهة”.

__فلماذا إذن لا يفترقان؟

ما زالت عائلات كثيرة في المجتمعات الشرقية كما الغربية، تتعامل مع الزواج بطريقة شبه مقدّسة، في تغاض عن أن، كما للطلاق آثاره السلبية وتبعاته، كذلك للزواج المضطرب والمتشابك، عواقب.. أدهى.

وتقول غرينبيرغ: “قد تكون وراء ذلك جملة أسباب مثل: الخوف من التبعات المالية للانفصال، هاجس المحافظة على مصلحة الأبناء، وعدم الجهوزية للانفصال.

وتحدّد غرينبيرغ بعض “الإشارات المسمومة التي لا يمكن أن تكذب” كما تقول، والتي تنذر بالخطر، وتعطي انطباعًا بأن شيئًا ما يلوح في أفق العلاقة بين الزوجين وتقول: “صحيح أن بعضها قد يكون لا يطاق ولا يستحق محاولة الإنقاذ، لا بل قد يكون التخلّص منها هو الصواب، إلا أنّ بعضها الآخر يمكن إدراكها والتعامل معها ووضع الأسس التي تحميها وتمنعها من الانزلاق قبل أن يضطرا إلى وضع حدٍّ لها”.

barbara-greenberg

ومن هذه الإشارات تعدّد غرينبرغ:

  • انحسار الاهتمامات الرئيسية بالأطفال والشؤون المالية.

  • التوقف عن القيام بالأشياء البسيطة التي كانا يقومان بها لبعضهما البعض، مما يعني على أنّ أحدهما أو كليهما قرر التوقف عن بذل أي جهد لاستمرار هذه العلاقة فلا يقول المثل، الأشياء الصغيرة هي التي تصنع الفارق.

  • إذا بدأ أحدهما يخطّط للمستقبل بمعزل عن الآخر ومن دون مراجعته أو مشاورته أو إشراكه في هذه الخطط.

  • إتساع الهوّة بين الزوجين، وتكاسلهما عن بذل أي خطوة لتضييقها، فقد تزداد بصورة قد لا يمكن معها الرجوع إلى الوراء.

  • نقص في العلاقة الحميمة العاطفية والجسدية بينهما، إذ يشعر أحدهما على الأقل، أن احتياجاته الجسدية أو العاطفية لا تلبّى بالشكل الكامل، فيذهب أحدهما إلى مكان آخر لتلبيتها”.

وعن هذه الزيجات المرهقة والمحبطة عاطفياً، تقول غرينبرغ إنها “تعرّض الصحة العقلية ورفاهية المرء للخطر، بسبب توالي الشعور بخيبات الأمل”.

وتضيف: “إذا تعرّفت على نفسك في العلامات المذكورة أعلاه، تحلّى بالشجاعة لمواجهة الموقف، حاول تجديد الحوار مع شريكك واستعادة التواصل الصحي والمتناغم، تحدث عمّا يقلقك وعن مخاوفك وآمالك توقعاتك، وكُن صريحًا وواضحًا قدر الإمكان، وإذا بدا الحوار مستحيلاً والمشاعر مختفية، اعرف أنّ الطريق مسدود، ويبقى خيار الانفصال “المعلن”.. الأسلم.

إنّ الحياة معًا، بعيدة كل البعد عن أن تكون نهرًا طويلًا هادئًا، فبينما ينتهي الأمر ببعض الأزواج الى الطلاق أو الانفصال، يظل الآخرون معًا، ولكن ليس دائمًا للأسباب الصحيحة.

المقال السابق
"دبّوس الأمان".. للحدّ من التحرّش الجنسي في الهند!
كريستين نمر

كريستين نمر

محرّرة وكاتبة

مقالات ذات صلة

واحد من كل رحم.. في حالة نادرة امرأة بـ"رحمين" تنجب توأمًا

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية