كشفت دراسة قام بها متخصصون في مجال التعليم في المملكة المتحدة عن مؤشرات لا لبس فيها، تميز بين بحث أُعد بواسطة “تشات جي بي تي” ChatGPT، وآخر أعده أحد الطلاب.
ويأتي ذلك في أعقاب ظهور أدوات “الذكاء الاصطناعي التوليدية” Generative AI، مثل “تشات جي بي تي” التي أثارت مخاوف في شأن الغش وعدم الأمانة الأكاديمية من جانب الطلاب في مجال التعليم.
وتمكن الباحثون من تحديد عدد من السمات المميزة، بما فيها تكرار الكلمات والحشو والفقرات التي تبدأ بـ”ومع ذلك” التي تثبت أن النص كتبه محرك “تشات جي بي تي”.
واستناداً إلى دراسة أجرتها “وحدة الصحافة والتقييم في جامعة كامبريدج” Cambridge University Press and Assessment [تنشر أبحاثاً ومراجع وكتباً مدرسية على المستوى الأكاديمي عبر مجموعة واسعة من التخصصات]، فإن أسلوب الكتابة في أدوات “الذكاء الاصطناعي”، يكون عادة “لطيفاً” وذا طابع “صحافي”.
وقارن متخصصون بين أبحاث كتبها ثلاثة طلاب جامعيين في السنة الأولى، بمساعدة “تشات جي بي تي”، و164 أخرى كتبها طلاب “الشهادة العامة الدولية للتعليم الثانوي” في بريطانيا.
وخضعت هذه المواضيع للتقييم من جانب الفاحصين، ثم أجريت مقابلات مع الطلاب الجامعيين وحُللت مواضيعهم.
وتبين من البحث أن المواضيع المكتوبة بمساعدة “تشات جي بي تي”، أظهرت أداء أضعف في مهارات التحليل والمقارنة من تلك التي لم تعتمد على أداة “الذكاء الاصطناعي” هذه. إلا أن المواضيع التي استعانت بـ “تشات جي بي تي” اتسمت بالكفاءة في ما يتعلق بمهارات المعلومات وقدرات التفكير.
انطلاقاً من ذلك، حدد الباحثون عدداً من الخصائص المم يزة لأسلوب الكتابة الذي تقدمه تقنية “تشات جي بي تي”، بما فيها استخدام المفردات المشتقة من الجذور اللاتينية Latinate Vocabulary، وتكرار الكلمات أو العبارات أو الأفكار، والتطويل [أي استعمال المفردات التي تعبر عن الفكرة نفسها (مثل “هدية مجانية” و”النتيجة النهائية” و”الانضمام معا”…)].
ولوحظ أيضاً أن المواضيع البحثية التي كتبها الطلاب بمساعدة تقنية “تشات جي بي تي”، كانت أكثر احتمالاً لاستخدام الفقرات بصورة متكررة بتعابير الاستطراد مثل: “مع ذلك” و”إضافة إلى ذلك” و”عموماً”، وأيضاً ترقيم الفقرات لإدراج التفاصيل.
وأشار الباحثون إلى أن أسلوب الكتابة الافتراضي لـ”تشات جي بي تي”، يشبه “الأسلوب البسيط والموجز والموضوعي، المرتبط عادة بالكتابة الصحافية العامة السائدة على صفحات الإنترنت”.
وأوضح التقرير أن “الطلاب أقروا بفائدة ’تشات جي بي تي‘ في جمع المعلومات بسرعة. إلا أنهم اعتبروا أن الاعتماد بصورة كاملة على هذه التقنية، ربما يؤدي إلى إنتاج مواضيع ذات مستوى أكاديمي متدنٍّ”.
وقالت جود برايدي الباحثة الرئيسة في الدراسة من “وحدة الصحافة والتقييم في جامعة كامبريدج”، “النتائج التي توصلنا إليها، تقدم رؤى قيّمة للمجال المتوسع لـ’الذكاء الاصطناعي التول يدي‘ والتقييم، وهو مجال لا يزال غير مستكشف إلى حد كبير”.
وتابعت “على رغم الحجم المحدود لعينة البحث، إلا أننا متحمسون للنتائج التي ظهرت لأنها ستسهم في إثراء عمل كل من المعلمين والطلاب على حد سواء. ونتوقع أيضاً أن يساعد بحثنا الأفراد في التعرف إلى النص الذي أنتجته تقنية “تشات جي بي تي‘“.
وختمت برايدي بالقول “بالنسبة إلى الطلاب، وعموم الناس، فإن تعلم استخدام “الذكاء الاصطناعي التوليدي” وإتقانه، يشكلان عنصراً حيوياً بصورة متزايدة في مجال محو الأمية الرقمية”.