"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

التجديد لليونيفيل بشروط "الهزيمة"!

رئيس التحرير: فارس خشّان
السبت، 31 أغسطس 2024

ما كان خيبة أمل للدبلوماسية اللبنانية الموجهة من “حزب الله” في آب 2023، أصبح إنجازًا دبلوماسيًّا لها في آب 2024!

قبل سنة، وفي ضوء دخول “حزب الله” المباشر على خط التجديد لولاية اليونيفيل، سعت الدبلوماسية اللبنانية الى تقييد حركة اليونيفيل في جنوب نهر الليطاني، “حتى لا يتعامل معها حزب الله كما لو كانت قوة استعمارية”. كانت هذه الدبلوماسية تريد أن تبقى اليونيفيل تحت تصرف قوة الجيش اللبناني المنتشرة في الجنوب، والتي يعرف القاصي والداني، أنّها لا تحل عقدة واحدة، من دون تنسيق مباشر مع “حزب الله”.

ولكنّ الدبلوماسية اللبنانية، خسرت هذه المعركة، وإن كانت الصين وروسيا امتنعتا عن التصويت لمصلحة قرار التمديد “بسبب النيل من السيادة اللبنانية”.

كان “حزب الله” المستهدف بهذا القرار، بعد اتهامه بالقيام بما يجب عليه الإمتناع عنه، في جنوب نهر الليطاني، مستاء، ولهذا وجه رسائل ميدانية تهديدية لليونيفيل، من خلال تحريك ما يسمّى بالأهالي ضدها، كلّما علم بأنّها تنفّذ مهمة، من دون أن تنال إذن الجيش اللبناني عليها.

كان لديه الكثير ليُخفيه، فهو، في الحقيقة، لم يُنهِ حرب العام 2006، بل أرجأها حتى موعد آخر. إسرائيل كانت تعلم ذلك، وتحث المجتمع الدولي على أن يقوم بتحرّك فعّال، حتى لا تقوم هي بذلك!

هذه السنة، أعاد مجلس الأمن الدولي، وبالإجماع، اعتماد النص المشكو منه نفسه، فسارعت الدبلوماسية اللبنانية التي لم تتحرك، هذه المرة أيضًا، من دون تعليمات واضحة من “حزب الله”، إلى رفع رايات الانتصار.

وعليه، لماذا ما كان انكسارًا في آب 2023 انقلب انتصارًا هذا العام؟

لسببين إثنين: الأوّل، لأنّ الدبلوماسية اللبنانية تريد أن توهم نفسها بأنّها موجودة وبأنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يملك قدرات تأثيرية في المجتمع الدولي ولأنّ وزير الخارجية عبد الله بو حبيب يملك “ناصية القرار”. أما السبب الثاني، فلأنّ “حزب الله” تجاوز دور اليونيفيل، وما كان يريد إخفاءه أصبح علنيًّا، منذ تشرين الأول الماضي، ولأنّ القرار 1701 بذاته، أصبح حبرًا على ورق، بعدما سقط البند الوحيد المنفذ منه، وهو وقف العمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل.

حاليًّا، لا قيمة ميدانية لليونيفيل. هي تتحرك حيث لا خطر عليها، أي بعيدًا عن نقاط الإشتباك، مما يعني بعيدًا عن كل نشاط يقوم به “حزب الله”. الأدهى من ذلك، أنّ هذا الحزب يضع، في الأوقات التي تناسبه، صواريخه بالقرب من مراكزها، وفق ما فعل يوم الأحد الماضي، بتأكيد من اليونيفيل نفسها، إذ قصف شمال إسرائيل من مربض قريب من مقر تابع لليونيفيل.

يعرف مجلس الأمن هذه الحقيقة، ومع ذلك جدد ولاية اليونيفيل، لأنّه يدرك أنّ ما كان محظورًا، قبل سنة، سيكون مطلوبًا في وقت لاحق، فهذه الحرب الحدودية، يستحيل أن تنتهي من دون تغيير الواقع الميداني، فالبديل الوحيد للحرب هو تنفيذ الفعلي للقرار 1701 وذلك مستحيل من دون إيجاد ضمانات تسمح لليونيفيل بأن تتحوّل من قوة “إخفاء” الى قوة “اكتشاف”.

وهذا ما يدركه هؤلاء الذين ليس لديهم ما يقومون به، في هذه المرحلة سوى “الصمت والصبر والصلاة”، وهي “ثلاثية ميقاتي” الساقط تحت “ثلاثية نصرالله”!

في 14 آب 2023، قال الأمين العام ل”حزب الله”: إذا تطورت المعركة إلى معركة مع محور المقاومة فلن يبقى شيء اسمه إسرائيل.

في 14 آب 2024، وبعد أكثر من عشرة أشهر على المعركة مع “محور المقاومة” لم يبق “شيء اسمه إسرائيل” فحسب بل أصبح ما كان محظورًا على اليونيفيل “علامة انتصار” أيضًا!

المقال السابق
تظاهرة لأهالي الأسرى في غزة يصفون نتنياهو ب"السيد الموت"
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

نعيم قاسم يُسجّل تراجعًا جديدًا!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية