"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

"الذلّة" من ثمار "حزب الله"!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 16 فبراير 2025

غضبُ مناصري “حزب الله” من تصريحات المسؤولة الأميركية مورغان أورتاغوس، بداية ومن منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري، لاحقا، هو غضب مشروع، من دون أدنى شك، ولكن الخطأ الذي يقع فيه هؤلاء المناصرون يكمن في تحديدهم للجهة المغضوب عليها، أي الحكومة اللبنانية ومن خلفها الشعب اللبناني الذي لا يخدمه سوى مطار واحد لا غير، على الرغم من المطالب المستمرة بحيوية فتح مطار ثان في البلاد.

في الواقع، الغضب يجب ان يصب حممه على قيادة “حزب الله”، فالموقف الأميركي وقرار منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في المطار اللبناني الوحيد، لاحقًا لم يأتيا من فراغ، ولا هما نتاج مؤامرة، بل من ثمار حرب استدعاها الحزب وخسرها، ومن ثم وافق على شروط وقف اطلاق النار ومن بينها تسليم رئاسة لجنة مراقبة الاتفاق إلى الولايات المتحدة الأميركية المعروف موقفها من “حزب الله” ومن “الحرس الثوري الإيراني”!

ومن الطبيعي ان تصب المواقف الأميركية والإجراءات التي تتخذها لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ضد الحزب وضد كل ما يمكنه ان يصله بايران.

ولا يقتصر ذلك على واشنطن، بل يتعداه إلى باريس، العضو في لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، اذ طالبت من خلال رئيسها إيمانويل ماكرون ووزير خارجيتها جان نويل بارو، في مؤتمر دعم سوريا، بضرورة مراقبة الحدود اللبنانية-السورية لمنع تدفق السلاح والمال والممنوعات، والحيلولة دون عودة النفوذ الإيراني “الميليشياوي، إلى سوريا ومن خلالها إلى لبنان.

وعليه، فإنّ الحكومة اللبنانية بما تتخذه من إجراءات، انّما تنطلق من حرصها على مصلحة جميع اللبنانيين بما هي مقيدة به من إلزامات سابقة لتشكيلها، وتمّت بعد موافقة “حزب الله” عليها!

يعرف اللبنانيون عموما والشيعة منهم خصوصا أنّ الحزب الذي قادهم إلى حرب كارثية، مني بهزيمة عسكرية ضخمة، وليس لادعاءات الانتصار- بعد تحوير معانيه الحقيقية- أي قيمة ميدانية تذكر!

ويدرك هؤلاء أنّ لا جدوى حقيقية من محاولة الضغط على الحكومة اللبنانية، من أجل اتخاذ خطوات تصعيدية بوجه إسرائيل المدعومة بموافقة الولايات المتحدة الأميركية وتفهم فرنسا، وليس أدل على ذلك سوى رضوح الحزب للإجراءات الميدانية الإسرائيلية وعجزه عن التضامن مع نفسه، وهو الذي أقحم لبنان في جحيم عسكري تضامنًا مع غزة.

ولن يستطيع “حزب الله” إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ولن يكون بمقدور الحكومة اللبنانية، حتى لو كانت برئاسة محمد رعد نفسه، من اتخاذ قرارات غير تلك التي تتخذها حكومة نواف سلام، فمن يطلق عليهم الجيش الالكتروني التابع للحزب لقب “عبيد أمريكا” ليسوا من يسهرون على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والتفاهمات الملحقة به، بل من استسلموا ووافقوا على ما وافقوا عليه. وليس سرًا، أنّ إسرائيل أخذت الحق بضرب كل هدف تعتبر أنّه يشكل خرقًا للاتفاق، في حال لم تبادر السلطة اللبنانية بالتعاون مع اليونيفيل إلى التصدي له.

وبالتالي، فإنّ الإجراءات الحكومية- مهما كان موقف “حزب الله” منها- تصب في خدمة المصلحة اللبنانية العليا.

ولأنّ المسألة بهذا الوضوح، فإنّ الغضب، في حال كان شعبيًّا فعلًا، يجب ان ينصب على قيادة “حزب الله” وخلفها-إن لم يكن أمامها- قيادة “فيلق القدس”، على اعتبار أنّهما أنتجتا الكوارث و”الذلة”، وعليهما بالتالي الامتناع عن التذاكي، ومساعدة الحكومة اللبنانية على إنقاذ اللبنانيين عموما والشيعة منهم خصوصا، من التورط في مغامرات جديدة معروفة النتائج الكارثية، مسبقا.

المقال السابق
آخر أيام النفوذ الإيراني في لبنان
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

خمسة أسابيع في الرياض!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية