نشرت قناة “العربية” فيديو يتحدث فيه طفل من غزّة يعرب فيه عن فرحته الكبيرة بالهدنة التي سمحت له بأن يعود فيرى الدنيا ولكنّه في المقابل يعرب عن حسرته على أنّ هذه الهدنة مؤقتةّ.
وحده هذا الطفل، على الرغم من كل ما شاهدته على امتداد هذه الأيّام المأساويّة ترك أثره عليّ وفيّ، ليس لأنّه ذكرني بطفولتي التي كانت في المنطقة التي عشتُ فيها، تُهدر بين جولة عنف وأخرى، وبين حرب وأخرى، بل لأنّه يختصر بابتسامة رجاء، ما على أنبياء الحروب أن يفكروا فيه ، وما على محبي السلام أن يعملوا من أجله!
“يا رب تصير هالهدنة المؤقتة أبدية. والله الحياة حلوة هيك” قال هذا الطفل الغزّوي، وهو يصوّر نفسه ماشيًا.
أمام هذا الطفل لا قدسية لحرب، لا شرعية لدفاع عن النفس، لا قيمة للوصول الى حق على حساب دماء ذكية!
لو كنتُ أملك قدرة لكلّفت هذا الطفل أن يكون رسول الفلسطينيّين في العالم. صوته أقوى من “ابو عبيدة” واسماعيل هنية وخالد مشعل ومحمود عباس وعلي خامنئي. صوته وحده كفيل بزلزلة الأرض تحت منطق بنيامين نتنياهو وايتمار بن غفير ويوآف غالانت.
إن أبطال غزة هم أطفالها. دماؤهم أثارت الرأي العام ضد إسرائيل وحوّلتها من ضحية الى جلّاد. وصوتهم وحده قادر على إكمال المهمة. حقهم بالحياة ليس منحة بل هو واجب.
تحية الى الطفل الفلسطيني الذي لا يخشى عليه من يفترض به أن يكون حاميه، ولا يهتم به من يُفترض به أن يجنّبه أهوال آلته العسكريّة!
هذا الطفل وحده يمكن إن سمعنا صوته أن يخشى غدًا على الأطفال، ولو كانوا في ضفة الأعداء، لأنّه كما لا يصلح هو أن يكون وقود حرب المجانين لا يصلحون هم أن يكونوا، مهما كانت المبررات، رهائن للمقايضة!