قد لا تكون ل”حزب الله” أي علاقة باختطاف منسق حزب “القوات اللبنانية” في جبيل باسكال سليمان، خلافًا لما يعتقده كثيرون، إذ إنّ وراء كل جريمة، قبل اتضاح خيوطها الأوّلية الثابتة، أكثر من سبب واحتمال، ولكنّ انهيار مفاهيم الحقيقة والعدالة والقانون والأمن، بكل ما يتصل بهذا الحزب، يسمح للمشاعر بأن تستبق “التحقيقات”.
ولا تنبع “المشاعر الإتهامية” من فراغ، ف”حزب الله”، وفق الأدلة المتراكمة، يستهدف، بين الحين والآخر، معارضيه. هو لا ينكر ذلك شعبيًّا، بل يحاول أن يستفيد من كل جريمة لترهيب عموم معارضيه، ولكنّه يراهن على قدرته على منع العثور على أدلة ضده.
والكثرة الساحقة من اللبنانيّين، مدعومة من “كواليس التحق يق” تتهم “حزب الله” بجرائم خطف واغتيال كثيرة، ولكن أجهزة تطبيق القانون تعجز عن فعل أي شيء ضد هذا الحزب.
ولعلّ أحدث الأمثلة على ذلك تتمثل بملفي الياس حصروني في عين إبل ولقمان سليم في الجنوب.
وليس خفيًّا على أحد أنّ التوتر في الآونة الأخيرة بين “حزب الله” وعدد من القوى المناوئة له تتقدمها “القوات اللبنانية”، كبير جدًا.
وهذا يصح في الجنوب كما في جبيل، حيث الخوف قد ارتفع في الآونة الأخيرة من وجود مواقع ومخازن في الجرود ل”حزب الله” يمكن أن تستهدفها إسرائيل وتتسبب بكارثة على السكان.
إذن، قد لا يكون ل”حزب الله” أي صلة بخطف باسكال سليمان ولكن وحده كشف الحقيقة الناصعة يسمح بتبديد الشكوك وما يمكن أن ينتج عنها من اضطرابات أهلية فوق هذا السفيح الساخن والملغم.
علّمت التجربة اللبنانيين أن هناك قدرة عالية على كشف ملابسات كل جريمة لا يقف وراءها “حزب الله”، في حين أنّ العجز عن الوصول الى الحقيقة أو إعلانها يكون، في غالب الأحيان، بسبب تورط “حزب الله”.
وليس بيننا من يتطلّع الى أقل من كشف كامل الحقيقة في ملف خطف باسكال سليمان!
إنّ الميل الطبيعي الى اتهام “حزب الله” بكل ما يحصل لمعارضيه، لا ينبع من “منهجية فتنوية”، بل من استخلاص دروس بشعة، ف”جماعته” يهددون، وعند حصول ما به توعدوا، تجدهم يتمسكنون ويتهمون الضحية بالفتنة.
ووفق دروس التاريخ على امتداد العالم، الفتنوي هو الذي يحمي نفسه وأتباعه من العدالة والعقاب!